المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : زلات التفكير


vip_vip
12-30-2010, 11:13 AM
زلات التفكير
التفكير هو وظيفة العقل الأساسية ،
والتفكر والتدبر والتأمل كلها مسميات لعملية تجعل العقل : عقلًا (http://www.ataaalkhayer.com/)
العقل له مزلآت وهذهـ منهـآ
المزلة الأولى : تعميم الحالات الخاصة
بعض الناس نظرته جزئية للأحداث ، والقياس عنده على ما يراه دائمًا مطّرد ،
فما يحصل له يظنه حاصلًا للجميع ، وما يسمع عنه يظنه كذلك عند غيره ،
فحين يعنفها زوج : ترى الرجال فجرة ، وحين يحسن إليه مدير :
يتصور المديرين (http://www.ataaalkhayer.com/) بررة ، وحين يرى نظام مدينة (http://www.ataaalkhayer.com/) يخيل إليه أنّها الدولة ،
وحين يتعامل مع فرد يحكم من خلاله على شعب ! ،
والعاقل يضع الأمور في موازينها (http://www.ataaalkhayer.com/) ، ولا يحمّل الأشياء أكثر من مضامينها ،
فلكل حال مقال ، ولا يستقيم لنا التعميم بحال !
المزلة الثانية : تضخيم الصغائر
من طبيعة العقل البشري أن يركز على ما يراه مباشرة ،
وهذا التركيز يجعل الأشياء تظهر أكبر مما هي عليه في الحقيقة ،
والوقوف عند الأشياء يجعلك ترى فيها ما لا تراه خلال مرورك السريع عليها ،
لذا كان النظر كثيرًا للصغيرة :
يجعلها في مصاف الكبيرة أو أشد وما ذاك إلا لأنها تضخمت من كثرة
ترداد البصر وتكرار النظر ،
والعاقل يعلم أنه لو كان في طريق سفر ووقف عند كل ما يراه
على جنبات الطريق من الصغائر ؛
لما وصل ويعلم أن الكبار إنما شُرع وقوفهم من أجل الأمور الكبار .
المزلة الثالثة : محورية الذات
بعض الناس يتصور أنّ ذاته محور من حوله ، فيريدهم أن يفكروا بما يفكر ،
ويهتموا بما يهتم ، ويهمشوا ما لا يهمه ، فإن طلب :
انتظر تلبية حاجاته فورًا ، وإن سأل ينتظر الجواب حالًا ،
وكأن الآخرين قد خُلقوا له ،
وأنّ أعمالهم تتوقف من أجله ، فلا اعتبار لنفسيات وحاجات غيره
ولا تقدير لرغبات وطلبات من حوله ، فعليهم أن يعذروه إذا قصّر ،
وعليهم أيضًا أن يفهموه إذا غيّر وعليهم أيضًا ألا يتضايقوا من غضبه إذا عبّر ،
ومثل هذا يَتعَب ويُتعِب ، ولن تستقيم له أمور ولن تدوم له أنفس
مالم يتدارك نفسه بعقال يلجم الذات ، وتغيير يصحح التفكير .
المزلة الرابعة : الاستسلام للأولية
من طبيعة النفس البشرية : الركون للمعلومة البكر وإن كانت عارية من الدليل ؛
لأن الجو قد خلا لها : فتمكنت ،
وحين تزاحمها معلومة أخرى تنقضها سواء كانت بدليل أو بدونه ،
فإن النفس تلقائيًا تجنح إلى تأييد الأولى ،
وليس في هذا غضاضة إن كانتا بلا دليل ، فليست إحداهما بأحق من الأخرى ،
ولكن الأمر يختلف عندما يكون الدليل مع الأخرى ،
وهنا يكون المحك بين الاستسلام
لسطوة المعلومة البكر ، أو الخضوع لسلطان الحجة والدليل ،
فالنفس تميل إلى الأول والعقل يدعو إلى الثانية !
المزلة الخامسة : المعيار الذوقي
يضع بعض الناس ذوقه : معيارًا للآراء والأحكام ،
فما يراه جميلًا هو الجمال بعينه ،
وما يعده فنًا هو الفن بذاته ، وما يعجبه هو المفضل دون شك ،
وأما ما لا يتوافق مع ذوقه ،
ولا ينسجم مع اختياره : فهو الساقط الذي لا قيمة له ،
والعقلاء في كل عصر ومصر يعرفون أن أذواق الناس تختلف كما تختلف أشكالهم ،
إذا لا تكاد تجد ذوقين متطابقين ،
ومع أنّ هذه الحقيقةواضحة للمتأمل وضوح الشمس في رائعة النهار ،
إلا أن جل اختلافات الناس في ما بينهم يكون من جملة أسبابها : هذا السبب !
المزلة السادسة : الاستغراق في اللحظة الحاضرة
من طبيعة النفس البشرية أنّ يتملكها الحاضر ،
دون اعتبار للماضي أو تفكير في المستقبل ،
وهذا ما يفسر لك كثرة وقوعنا في الأخطاء ،
إذ حين تستولي اللحظة الحاضرة على الأذهان : تغيب عنها الحقائق !
والتحدي يكون حين تقاوم هذا الطغيان الجارف للحدث اللحظي ،
بحيث تجعله في حجمه الطبيعي فلا يغلق عليك منافذ التفكير القويم ؛
ومن ثم تتخذ القرار بالتصرف السليم !
المزلة السابعة : السبب الواحد
تميل العقول البشرية في طبيعتها للأمور السهلة ؛
لأنها توفر عليها عملية التفكير المتعبة
فتركن لأي تفسير للظواهر وإن كان جزئيًا ،
فتكتفي في تفسير حدوث حدث أو أحداث : بالسبب الواحد
وليت هذا يكون في الأمور الشخصية البسيطة فقط ،
بل يتمادى فيشمل تفسير الظواهر الاجتماعية والأحداث السياسية ،
وكثيرًا من الأمور التي تُحيّر العصبة من أولي الفكر والنُهى ،
والعاقل يعرف أنّ لكل نتيجة مقدمة ،
وهذه المقدمة تشمل أسبابًا رئيسية وأخرى فرعية ،
ومن التسطيح مكان أن تختزل بسبب واحد.
المزلة الثامنة : وهم الاستغناء
من طبيعة الإنسان أن يطغى إذا رآه استغنى ، وكلما ظن الإنسان أنه مستغنٍ عن غيره :
كان أقرب للشدة والجفاء ، وكلما ظن أنه محتاجٌ لغيره : كان أقرب للرفق والصفاء ،
وما أجمل الرفق مع عدم الحاجة ، وما أقبح الشدة والإهمال مع عدم الاستغناء ،
والعاقل يعلم تمام العلم أنه ما دام حيًا فهو محتاج إلى الآخرين مهما كان ومهما كانوا ،
سنة كونية ، والحاجة هنا لا تعني التذلل ،
ولكن أمور الحياة لا تستقيم ولن تستقيم لأحد دون مساعدة من أحد
ومن توهم الاستغناء عن الخلق : فقد ارتقى مرتقى صعبًا ،
ومن كان في خدمة غيره :
سهل الله له من يخدمه (http://www.ataaalkhayer.com/) .
المزلة التاسعة : الاعتقاد بلا دليل
عندما يغيب العلم ، وتميل النفس ، وتسيطر البيئة : يصدر الاعتقاد بلا دليل ،
وهذا النوع من الاعتقادات من أعصى الأشياء على التغيير -إن لم يتداركه توفيق-
والمهندس الحاذق لا يبني أبراجه بلا براهين ، ولا ينشئ الطرق بلا علامات ،
لذا تواصى العقلاء قديمًا وحديثًا : استدل ثم اعتقد ، ولا تعتقد قبل أن تستدل !
المزلة العاشرة : ماذا لاَ لماذا
مما جُبل عليه الإنسان ، أن يتعلق بالظواهر (http://www.ataaalkhayer.com/) من الأمور ،
ولا يميل إلى قراءة ما بين السطور ،
فكل الناس ترى وتسمع وتسأل : ماذا يحدث ؟! ،
ولكن القليل منهم من يسأل : لماذا يحدث ما يحدث ؟!
، فاستكناه الأسباب ، واستمطار العلل ، واستنباط الحكم ، واجترار العبر ،
بعيدة عن التفكير السائد ، رغم أنها تفتح آفاقًا في الفهم ، وزيادة في العقل !
المزال كثيرة ، ولا تسعها مقالة ؛
وإنما هي إشارة عابرة ، لعلها تضيء فيّ وفي من
أراد : قناديل الفكر .
http://pictures.brooonzyah.net/fwasel/3.gif