المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خلافة المعتمد على الله


حور العين
09-13-2015, 05:06 PM
من:الأخ / مصطفى آل حمد
خلافة المعتمد على الله
من كتاب البداية و النهاية لابن كثير يرحمه الله

وهو أحمد بن المتوكل على الله ويعرف ب

بن فتيان، بويع بالخلافة يوم الثلاثاء لثلاث عشرة ليلة خلت من رجب في

هذه السنة في دار الأمير يارجوخ وذلك قبل خلع المهتدي بأيام، ثم كانت

بيعة العامة يوم الاثنين لثمان مضت من رجب، قيل‏:‏ ولعشرين بقين من

رجب دخل موسى بن بغا ومفلح إلى سر من رأى، فنزل موسى في داره

وسكن وخمدت الفتنة هنالك، وأما صاحب الزنج المدعى أنه علوي فهو

محاصر للبصرة والجيوش الخليفية في وجهه دونها، وهو في كل يوم

يقهرهم ويغنم أموالهم وما يفد إليهم في المراكب من الأطعمة وغيرها،

ثم استحوذ بعد ذلك على الإبلة وعبادان وغيرهما من البلاد وخاف منه

أهل البصرة خوفاً شديداً، وكلما لأمره في قوة وجيوشه في زيادة،

ولم يزل ذلك دأبه إلى انسلاخ هذه السنة‏.‏

وفي سنة ست وخمسين ومائتين

خرج رجل آخر في الكوفة يقال له‏:‏ علي بن زيد الطالبي، وجاء جيش

من جهة الخليفة فكسره الطالبي واستفحل أمره بالكوفة

وقويت شوكته، وتفاقم أمره‏.‏

وفيها

وثب محمد بن واصل التميمي على نائب الأهواز الحارث بن سيما

الشرابي، فقتله واستحوذ على بلاد الأهواز‏.‏

وفي رمضان منها تغلب الحسن بن زيد الطالبي على بلاد الري فتوجه

إليه موسى بن بغا في شوال، وخرج الخليفة لتوديعه‏.‏
وفيها

كانت وقعة عظيمة على باب دمشق بين أماجور نائب دمشق - ولم يكن

معه إلا قريب من أربعمائة فارس - وبين ابن عيسى بن الشيخ، وهو في

قريب من عشرين ألفاً، فهزمه أماجور وجاءت ولاية من الخليفة

لابن الشيخ على بلاد أرمينية على أن يترك أهل الشام، فقبل ذلك

وانصرف عنهم‏.‏
وفيها

حج بالناس محمد بن أحمد بن عيسى بن المنصور، وكان في جملة

من حج أو أحمد بن المتوكل‏.‏

فتعجل وعجل السير إلى سامرا فدخلها ليلة الأربعاء لثلاث بقين

من ذي الحجة من هذه السنة‏.‏

وفيها

توفي المهتدي بالله الخليفة كما تقدم - رحمه الله تعالى -‏.‏

والزبير بن بكار

ابن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير

بن العوام القرشي الزبيري قاضي مكة‏.‏

قدم بغداد وحدث بها، وله كتاب أنساب قريش، وكان من أهل العلم بذلك،

وكتابه في ذلك حافل جداً‏.‏

وقدر روى عنه ابن ماجة وغيره، ووثقه الدارقطني والخطيب وأثنى عليه

وعلى كتابه، وتوفي بمكة عن أربع وثمانين سنة في ذي القعدة

من هذه السنة‏.‏