المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وصيـة لمن وفقه الله إلى الحـــج


حور العين
09-17-2015, 06:40 PM
من:الأخت / نايفة عويمر
وصيـة لمن وفقه الله إلى الحـــج

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله

وصحبه أجمعين وبعد:

من وفقه الله للحج إلى بيت الله الحرام فليأخذ بهذه الوصايا

عساها نافعة شافية وتنفع من قرأها:

أولا: ينبغي علي من يسر الله له الحج أن يحمد الله جل جلاله,

وأن يشكره على فضله, يشكر نعمة الله التي أنعم عليه, ومنته التي أسدى

إليه, ويقول: اللهم لك الحمد و لك الشكر اخترتني من بين الملايين ومن

بين الأمم, وحملتني على ما يسرت لي, وهديتني وأعنتني, وسلمت لي

بدني وسلمت لي صحتي, و وفقتني إلى أداء هذه المناسك والمشاعر,

لا أحصي ثناء عليك, ومن شكر الله زاده, ومن حمد الله فإن الله يحب أن

يحمد, ويحب أن يثنى عليه, ويحب أن يمجد,.

ثانياً: من حج إلى بيت الله الحرام فإن الله عز وجل أكرمه

ويسر له الوقوف في هذه المشاعر والمناسك

, فحط عنه الإثم, ومحيت عنه الخطايا, وتقرب إلى الله عزوجل بإراقة

دمعة الندم وأحس بالألم مما سلف وكان من الذنوب والعصيان, فهجر هذه

الذنوب, وبكى بكاء الندم بين يدي الله مستغيثاً مستقيلاً تائبا راجيا رحمة

الله عزوجل. فالله أعلم كم في هذه الرحاب من ذنوب غفرت, وخطايا

محيت, وسيئات أقيل أصحابها, وعثرات أقال الله من تلبس بها, فهي

منازل الكرم ومنازل الجود من الله عز وجل,

ثالثا: سبحانه له الحمد وله الفضل لا نحصى ثناء عليه, إذا أحس

المسلم أن الله أنعم عليه بهذه النعمة. فليحسن فيما بقى من عمره

, وأن يكسر قلبه لله وأن يسأل الله أن يحسن له الخاتمة, وأن يحسن له

فيما بقي من الأجل, ويقول: يارب أسألك فيما بقي من عمري عملاً صالحاً

يقربني إليك, فيرجع بقلب جديد, وقالب جديد, وعمل صالح رشيد.

رابعـــا: عليه أن لا يفتخر,

وأن لا يرائي, وأن لا يدلي على الله بنعمته, بل عليه أن يقول:

اللهم إني أسألك القبول.

خامسا: من دلائل قبول الحج أن

يكون حال الإنسان بعد الحج أفضل من حاله قبل الحج ولن يكون ذلك

إلا بفعل فرائض الله, وترك حدود الله ومحارم الله والخوف من عذاب الله

ولقاء الله, نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يجعلنا ذلك الرجل.

وعلى المسلم إذا رجع إلى أهله ورجع إلى وطنه وإلى بلده أن يرجع بعمل

صالح جديد, وأن يحاول أن يغير من أخلاقه, فإن الإسلام أدبه,

وهذبه بهذه العبادة,

فالذي حج إلى بيت الله الحرام و أمتنع من زوجته وهي حلال عليه أيام

الحج وهي محرم عليه أن يطأها وأن يباشرها, حرى به أن يتقى

الفواحش ما ظهر منها وما بطن,

والذي حج إلى بيت الله الحرام وعف عن الرفث والفسوق والجدال في

الحج حري به أن يرجع عفيف عن أعراض المسلمين, فلا يغتاب, ولا يقع

في النميمة ولا أذية المسلمين, فارجع بحال جديد, وتصلح ما بينك وبين

الله وما بينك وبين عباد الله.

نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجعل حجنا مبروراً, وسعياً

مشكوراً وذنبنا مغفوراً, وعملنا صالحاً متقبلاً مبروراً.

وأخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك

على عبده و نبيه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.