المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : موسم عظيم احذر أن يفوتك


حور العين
09-21-2015, 03:21 AM
من:الأخت / نايفة عويمر
موسم عظيم احذر أن يفوتك
الحمد لله والصلاة والسلام
على رسول الله صلى الله عليه وسلم أما بعد:

في هذه الأيام تحن قلوب كثير من المؤمنين إلى زيارة بيت الله الحرام

ولعلمه سبحانه وتعالى بعدم قدرة الكثيرين على الحج كل عام فقد فرضه

على المستطيع مرة واحدة، ومن رحمته الواسعة جعل موسم العشر

الأوائل من ذي الحجة مشتركاً بين الحجاج وغيرهم فمن عجز عن الحج

في عام قدر على الاجتهاد في العبادة في هذه العشر، فتكون أفضل

من الجهاد الذي هو أفضل من الحج .

فضل العشر الأوائل من ذي الحجة في الكتاب والسنة:

1- أقسم الله عز وجل في كتابه لشرفها وعظمها قال -تعالى-:

{ وَالْفَجْرِ . وَلَيَالٍ عَشْرٍ }
- وفيها يوم عرفة ، وهو يوم مغفرة الذنوب والتجاوز عنها والعتق من

النار والمُباهاة بأهل الموقف؛ ففي الحديث

( ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبيداً من النار من يوم

عرفة، وأنه ليدنو ثم يباهى ملائكته فيقول ما أراد هؤلاء )

(صحيح مسلم)

* كيف يستقبل المسلم هذا الموسم العظيم؟

1) بالتوبة الصادقة النصوح وبالإقلاع عن الذنوب والمعاصي؛ فإن

الذنوب هي التي تحرم الإنسان فضل ربه وتحجب قلبه عن مولاه.

2) كذلك تُستقبل مواسم الخيرات بالعزم الصادق الجادّ على اغتنامها بما

يُرضي الله؛ فمن صدق الله صدقه الله، ونية المؤمن خير من عمله.

3) من نوى الأضحية فعليه ألا يأخذ شيئاً من أشعاره وأظفاره منذ أول يوم

في شهر ذي الحجة؛ ففي الحديث

( إذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكم أن يُضحّي

فليمسك عن شعره وأظفاره حتى يُضحّى )

(صحيح مسلم)

* ما هي الأعمال التي يُستحب للمسلم

أن يفعلها في هذه الأيام ليكون من الفائزين؟

1-الصلاة: يجب المحافظة عليها في جماعة والتبكير إليها والإكثار من

النوافل وقيام الليل؛ فإن ذلك من أفضل القربات؛ ففي الحديث

( عليك بكثرة السجود؛ فإنك لن تسجد لله سجدة

إلا رفعك الله بها درجة وحط عنك خطيئة )

(مسلم).

2-الصيام: لدخوله في الأعمال الصالحة؛ ففي المسند والسنن عن حفصة

أم المؤمنين أن النبي صلى الله عليه وسلم

( كان لا يدع صيام عاشوراء والعشر وثلاثة أيام من كل شهر )

. وفي سنن أبي داود عن بعض أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم

( كان لا يدع صيام تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء

وثلاثة أيام من كل شهر )

، وكان عبد الله بن عمر يصومها، قال الإمام النووي

عن صوم أيام العشر أنه مستحب استحباباً شديداً.

3-القيام: مُستحب وكان سعيد بن جبير إذا دخل العشر اجتهد اجتهاداً حتى

ما يكاد يقدر عليه، ورُوي عنه أنه قال: "لا تطفئوا سرجكم ليالي العشر"

تعجبه العبادة.

4-الإكثار من الذكر: (التكبير والتهليل والتحميد)؛ ففي مسند الإمام أحمد

أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:

( ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام

فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد )

، وكان ابن عمر وأبو هريرة يخرجان إلى السوق أيام العشر

يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما.

وقال الإمام البخاري:

"وكان عمر يُكبّر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيُكبّرون

ويُكبّر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيرا"ً.

وكان ابن عمر يُكبّر بمنى تلك الأيام وخلف الصلوات وعلى فراشه

وفى فسطاطه ومجلسه وممشاه تلك الأيام جميعاً والمُستحب الجهر

بالتكبير لفعل عمر وابنه وأبي هريرة.

اليوم التاسع من ذي الحجة (يوم عرفة):

بالإضافة إلى ما سبق ... من أراد أن يفوز في هذا اليوم بالعتق من النار

وغفران الذنوب فليحافظ على هذه الأعمال فيه وهى:

1-صيام ذلك اليوم .... ففي الحديث

( صيام يوم عرفة أحتسب على الله

أن يُكفّر السنة التي قبله والتي بعده )

(صحيح مسلم).

2-حفظ الجوارح عن المحرمات مطلقاً في هذا اليوم ....

ففي الحديث

( يوم عرفة، هذا يوم من ملك فيه سمعه وبصره ولسانه غُفر له )

(مسند الإمام أحمد).

3-الإكثار من شهادة التوحيد بصدق وإخلاص .... ففي الحديث

( كان أكثر دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم عرفة

(لا إله إلا الله وحده لا شريك له, له الملك وله الحمد,

بيده الخير وهو على كل شيء قدير) )

(مسند الإمام أحمد)،

وفي رواية الترمذي

( خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلتُ أنا والنبيون

من قبلي (لا إله إلا الله وحده لا شريك له, له الملك

وله الحمد وهو على كل شيء قدير) )

4-كثرة الدعاء بالمغفرة والعتق من النار .... فإنه يُرجى إجابة الدعاء

فيه, وكان من دعاء علي بن أبى طالب (اللهم اعتق رقبتي من النار

وأوسع لي من الرزق الحلال واصرف عني فسقة الإنس والجان) وليحذر

من الذنوب التي تمنع المغفرة والعتق من النار كالكبر والإصرار

على المعاصي.

وأنت يا أخي الحبيب .. يا من فاتك الوقوف

بعرفة ماذا عساك أن تفعل؟!

هذا برنامج لمن أراد أن يفوز بثمرات هذا اليوم

(1)نم ليلة عرفة مبكرً لتستيقظ قبيل فجر عرفة لتتسحر للصيام واذهب

للمسجد وحافظ على الصلوات الخمس في جماعة خلف الإمام مدركاً

تكبيرة الإحرام.

(2)بعد الصلاة قُل أذكار الصباح ثم امسك المصحف

وابدأ من سورة البقرة وانو ختم القرآن.

(3)لا تخرج من المسجد، لا تتكلم مع أحد، انشغل بالقرآن فقط، اقرأ في

السنن ما تحفظه من السور ولا تعيد تلاوتها واحسبها من القراءة.

إذا نفذت هذا البرنامج فأبشر بهذه البشريات:

(أ)صوم يوم عرفة صوماً حقيقاً حفظت فيه جوارحك عن المعاصي

والآثام فيُرجى أن ينطبق عليك حديثان الأول:

( صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يُكفّر السنة

التي قبله والتي بعده )

(صحيح مسلم)

- الثاني

( يوم عرفة، هذا يوم من ملك فيه سمعه

وبصره ولسانه غُفر له )

(مسند الإمام أحمد).

(ب)تستطيع أن تقرأ القرآن كله وتنتهي من تلاوته قبل المغرب بنصف

ساعة -ولا تستعجب؛ فهذا مُجرب في عصرنا الحاضر- وكل حرف بعشر

حسنات، فكم من الحسنات ستنال؟

(ج)تقول أذكار المساء قُبيل المغرب وتكثر من الدعاء وخاصة بالمغفرة

والعتق من النار وقول

( لا إله إلا الله وحده لا شريك له, له الملك وله الحمد،

بيده الخير وهو على كل شيء قدير ).

(د)ستخرج من المسجد بعد صلاة المغرب لتفطر في بيتك وستشعر أن

الدنيا قد تغيرت حولك لأنك بالفعل تغيرت من داخلك، فهلا فزت بهذه

الأعمال في يوم واحد؟ ولن تموت منها وادفع النوم قدر استطاعتك بأن

تقرأ وأنت تسير في المسجد فمن عرف ثمرات الاجتهاد في العبادة في

هذا اليوم هانت عليه المشقة، وإن مت فأنعم بها من ميتة حسنة.

اليوم العاشر من ذي الحجة (يوم النحر .. يوم عيد الأضحى)

يغفل كثير من المسلمين عن فضل هذا اليوم الذي عدّه بعض العلماء بأنه

أفضل أيام السنة على الإطلاق حتى من يوم عرفة،

قال الإمام ابن القيم -رحمه الله-:

"خير الأيام عند الله يوم النحر وهو يوم الحج الأكبر"

كما في سنن أبى داود

( أن أعظم الأيام عند الله يوم النحر ثم يوم القر )

ويوم القر هو اليوم الحادي عشر للاستقرار في منى.