المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ثم دخلت سنة أربع وستين ومائتين‏.‏


حور العين
09-22-2015, 06:10 PM
من:الأخ / مصطفى آل حمد
ثم دخلت سنة أربع وستين ومائتين‏.‏
من كتاب البداية و النهاية لابن كثير يرحمه الله

في المحرم منها

عسكر أبو أحمد وموسى بن بغا بسامرا وخرجا منها لليلتين مضتا

من صفر، وخرج المعتمد لتوديعهما، وسارا إلى بغداد‏.‏ فلما وصلا إلى

بغداد توفي الأمير موسى بن بغا وحمل إلى سامرا فدفن بها‏.‏

وفيها‏:‏

ولى محمد بن المولد واسطاً لمحاربة سليمان بن جامع نائبها

من جهة صاحب الزنج، فهزمه ابن المولد بعد حروب طويلة‏.‏

وفيها‏:‏

سار ابن الديراني إلى مدينة الدينور، واجتمع عليه دلف بن عبد العزيز

بن أبي دلف وابن عياض، فهزماه ونهبا أمواله ورجع مغلولاً‏.‏

ولما توفي موسى بن بغا عزل الخليفة الوزير الذي كان من جهته وهو

سليمان بن حرب، وحبسه مقيداً وأمر بنهب دوره ودور أقربائه، ورد

الحسن بن مخلد إلى الوزارة، فبلغ ذلك أبا أحمد وهو ببغداد فسار بمن

معه إلى سامرا، فتحصن منه أخوه المعتمد بجانبها الغربي، فلما كان يوم

التروية عبر جيش أبي أحمد إلى الجانب الذي فيه المعتمد فلم يكن بينهم

قتال بل اصطلحوا على رد سليمان بن وهب إلى الوزارة، وهرب الحسن

بن مخلد فنهبت أمواله وحواصله واختفى أبو عيسى بن المتوكل ثم ظهر،

وهرب جماعة من الأمراء إلى الموصل خوفاً من أبي أحمد‏.‏

وفيها‏:‏

حج بالناس هارون بن محمد بن إسحاق بن موسى بن عيسى

الهاشمي الكوفي‏.‏

وفيها توفي من الأعيان‏:‏

أحمد بن عبد الرحمن بن وهب‏.‏ وإسماعيل بن يحيى المزني أحد رواة

الحديث عن الشافعي من أهل مصر، وقد ترجمناه في طبقات الشافعيين‏.‏

أبو زرعة‏.‏

عبيد الله بن عبد الكريم الرازي‏.‏

أحد الحفاظ المشهورين، قيل‏:‏ إنه كان يحفظ سبعمائة ألف حديث، وكان

فقيهاً ورعاً زاهداً عابداً متواضعاً خاشعاً، أثنى عليه أهل زمانه بالحفظ

والديانة، وشهدوا له بالتقدم على أقرانه، وكان في حال شبيبته إذا اجتمع

بأحمد بن حنبل يقتصر أحمد على الصلوات المكتوبات، ولا يفعل

المندوبات اكتفاء بمذاكرته‏.‏

توفي يوم الاثنين سلخ ذي الحجة من هذه السنة، وكان مولده سنة

مائتين، وقيل‏:‏ سنة تسعين ومائة، وقد ذكرنا ترجمته مبسوطة

في التكميل‏.‏

ومحمد بن إسماعيل بن علية قاضي دمشق‏.‏

ويونس بن عبد الأعلى الصدفي المصري، وهو ممن روى عن الشافعي‏.‏

وقد ذكرناه في التكميل وفي الطبقات‏.‏

وقبيحة أم المعتز إحدى حظايا المتوكل على الله، وقد جمعت من الجواهر

واللآلئ والذهب والمصاغ ما لم يعهد لمثلها‏.‏

ثم سلبت ذلك كله وقتل ولدها المعتز لأجل نفقات الجند، وشحت

عليه بخمسين ألف دينار تداري بها عنه‏.‏
كانت وفاتها في ربيع الأول من هذه السنة‏.‏