المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ثم دخلت سنة ثنتين وسبعين ومائتين‏


حور العين
10-02-2015, 08:24 PM
من:الأخ / مصطفى آل حمد
ثم دخلت سنة ثنتين وسبعين ومائتين‏ هـ
من كتاب البداية و النهاية لابن كثير يرحمه الله

في جمادى الأول منها

سار نائب قزوين وهو ارلزنكيس في أربعة آلاف مقاتل إلى محمد بن زيد

العلوي صاحب طبرستان بعد أخيه الحسين بن زيد، وهو بالري في جيش

عظيم من الديلم وغيرهم، فاقتتلوا قتالاً شديداً فهزمه ارلزنكيس وغنم

ما في معسكره، وقتل من أصحابه ستة آلاف، ودخل الري فأخذها وصادر

أهلها في مائة ألف دينار، وفرق عماله في نواحي الري‏.‏

وفيها‏:

‏ وقع بين أبي العباس بن الموفق وبين صاحب ثغر طرسوس وهو يازمان

الخادم، فثار أهل طرسوس على أبي العباس فأخرجوه عنهم فرجع

إلى بغداد‏.‏

وفيها‏:

دخل حمدان بن حمدون وهارون الشاري مدينة الموصل، وصلى بهم

الشاري في جامعها الأعظم‏.‏

وفيها‏:

عاثت بنو شيبان في أرض الموصل فساداً‏.‏

وفيها‏:

تحركت بقية الزنج في أرض البصرة، ونادوا‏:‏ يا انكلاي يا منصور‏.‏

وانكلاي هو ابن صاحب الزنج، وسليمان بن جامع، وأبان بن علي

المهبلي، وجماعة من وجوههم كانوا في جيش الموفق فبعث إليهم فقتلوا،

وحملت رؤسهم إليه، وصلبت أبدانهم ببغداد، وسكنت شرورهم‏.‏

وفيها‏:

صلح أمر المدينة النبوية وتراجع الناس إليها‏.‏

وفيها‏:

جرت حروب كثيرة ببلاد الأندلس، وأخذت الروم من المسلمين بالأندلس

بلدين عظيمين، فإنا لله وإنا إليه راجعون‏.‏

وفيها‏:

قدم صاعد بن مخلد الكاتب من فارس إلى واسط، فأمر الموفق القواد أن

يتلقوه فدخل في أبهة عظيمة، ولكن ظهر منه تيه وعجب شديد، فأمر

الموفق عما قريب بالقبض عليه وعلى أهله وأمواله، واستكتب مكانه

أبا الصقر إسماعيل بن بلبل‏.‏

وحج بالناس فيها

هارون بن محمد بن إسحاق المتقدم منذ دهر‏.‏

وفيها توفي من الأعيان‏:

إبراهيم بن الوليد بن الحسحاس‏.‏

وأحمد بن عبد الجبار بن محمد بن عطارد العطاردي التميمي، راوي

السيرة عن يونس بن بكير عن ابن إسحاق بن يسار وغير ذلك‏.‏

وأبو عتبة الحجازي‏.‏

وسليمان بن سيف‏.‏

وسليمان بن وهب الوزير في حبس الموفق‏.‏

وشعبة بن بكار يروى عن أبي عاصم النبيل‏.‏

ومحمد بن صالح بن عبد الرحمن الأنماطي، ويلقب بمكحلة،

وهو من تلاميذ يحيى بن معين‏.‏

ومحمد بن عبدالوهاب الفراء‏.‏

ومحمد بن عبيد المنادي‏.‏

ومحمد بن عوف الحمصي‏.‏

وأبو معشر المنجم‏.‏

واسمه جعفر بن محمد البلخي أستاذ عصره في صناعة التنجيم، وله فيه

التصانيف المشهورة، كالمدخل والزيج والألوف وغيرها‏.‏

وتكلم على ما يتعلق بالتيسير والأحكام‏.‏

قال ابن خلكان‏:‏ وله إصابات عجيبة، منها أن بعض الملوك تطلب رجلاً

وأراد قتله، فذهب ذلك الرجل فاختفى وخاف من أبي معشر أن يدل عليه

بصنعة التنجيم، فعمد إلى طست فملأه دماً ووضع أسفله هاوناً وجلس

على ذلك الهاون، فاستدعى الملك أبا معشر وأمره أن يظهر هذا الرجل،

فضرب رمله وحرره ثم قال‏:‏ هذا عجيب جداً، هذا الرجل جالس على جبل

من ذهب في وسط بحر من دم، وليس هذا في الدنيا‏.‏

ثم أعاد الضرب فوجده كذلك، فتعجب الملك من ذلك ونادى في البلد في

أمان ذلك الرجل المذكور، فلما مثل بين يدي الملك سأله أين اختفى‏؟‏

فأخبره بأمره فتعجب الناس من ذلك‏.‏

والظاهر أن الذي نسب إلى جعفر بن محمد الصادق من علم الرجز،

والطرف واختلاج الأعضاء إنما هو منسوب إلى جعفر بن أبي معشر هذا،

وليس بالصادق وإنما يغلطون‏.‏

والله أعلم‏.‏