المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ثم دخلت سنة ثلاث وسبعين ومائتين‏


حور العين
10-03-2015, 04:20 PM
من:الأخ / مصطفى آل حمد
ثم دخلت سنة ثلاث وسبعين ومائتين‏
من كتاب البداية و النهاية لابن كثير يرحمه الله

فيها

وقع بين إسحاق بن كنداج نائب الموصل وبين صاحبه ابن أبي الساج

نائب قنسرين وغيرها بعدما كانا متفقين، وكاتب ابن أبي الساج خمارويه

صاحب مصر، وخطب له ببلاده وقدم خمارويه إلى الشام فاجتمع به ابن

أبي الساج، ثم سار إلى إسحاق بن كنداج فتواقعا فانهزم كنداج وهرب إلى

قلعة ماردين، فجاء فحاصره بها ثم ظهر أمر ابن أبي الساج واستحوذ

على الموصل والجزيرة وغيرها، وخطب بها لخمارويه واستفحل

أمره جداً‏.‏
وفيها‏:‏

قبض الموفق على لؤلؤ غلام ابن طولون وصادره بأربعمائة ألف دينار

وسجنه، فكان يقول‏:‏ ليس لي ذنب إلا كثرة مالي، ثم أخرج بعد ذلك من

السجن وهو فقير ذليل، فعاد إلى مصر في أيام هارون بن خمارويه، ومعه

غلام واحد فدخلها على برذون‏.‏

وهذا جزاء من كفر نعمة سيده‏.‏

وفيها‏:‏

عدا أولاد ملك الروم على أبيهم فقتلوه، وملكوا أحد أولاده‏.‏

وفيها‏:‏ كانت وفاة‏:‏

محمد بن عبدالرحمن بن الحكم الأموي‏.‏

صاحب الأندلس عن خمس وستين سنة‏.‏

وكانت ولايته أربعاً وثلاثين سنة وأحد عشر شهراً، وكان أبيض مشرباً

بحمرة ربعة أوقص يخضب بالحناء والكتم، وكان عاقلاً لبيباً يدرك الأشياء

المشتبهة، وخلف ثلاثاً وثلاثين ذكراً، وقام بالأمر بعده ولده المنذر

فأحسن إلى الناس وأحبوه‏.‏

وفيها‏:‏ كانت وفاة‏:‏

خلف بن أحمد بن خالد‏.‏

الذي كان أمير خراسان في حبس المعتمد، وهذا الرجل هو الذي أخرج

البخاري محمد بن إسماعيل من بخارى وطرده عنها، فدعا عليه البخاري

فلم يفلح بعدها، ولم يبق في الأمرة إلا أقل من شهر حتى احتيط عليه

وعلى أمواله وأركب حماراً، ونودي عليه في بلده ثم سجن من ذلك

الحين، فمكث في السجن حتى مات في هذه السنة، وهذا جزاء من

تعرض لأهل الحديث والسنة‏.‏

وممن توفي فيها أيضاً‏:‏

إسحاق بن يسار، وحنبل بن إسحاق عم الإمام أحمد بن حنبل، وهو أحد

الرواة المشهورين عنه، على أنه قد اتهم في بعض ما يرويه ويحكيه‏.‏

وأبو أمية الطرسوسي‏.‏

وأبو الفتح بن شخرف أحد مشايخ الصوفية، وذوي الأحوال

والكرامات والكلمات النافعات‏.‏

وقد وهم ابن الأثير في قوله في كامله‏:‏ إن أبا داود صاحب السنن توفي

في هذه السنة، وإنما توفي سنة خمس وسبعين كما سيأتي‏.‏

وفيها توفي‏:‏

ابن ماجة القزويني‏.‏

صاحب السنن وهو أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجة صاحب كتاب

السنن المشهورة، وهي دالة على عمله وعلمه وتبحره واطلاعه واتباعه

للسنة في الأصول والفروع، ويشتمل على اثنين وثلاثين كتاباً، وألف

وخمسمائة باب، وعلى أربعة آلاف حديث كلها جياد سوى اليسيرة،

وقد حكي عن أبي زرعة الرازي أنه انتقد منها بضعة عشر حديثاً‏.‏

ربما يقال‏:‏ إنها موضوعة أو منكرة جداً، ولابن ماجة تفسير حافل وتاريخ

كامل من لدن الصحابة إلى عصره، وقال أبو يعلى الخليل بن عبد الله

الخليلي القزويني‏:‏ أبو عبد الله بن محمد بن يزيد بن ماجة، ويعرف يزيد

بماجة مولى ربيعة، كان عالماً بهذا الشأن صاحب تصانيف، منها‏:‏ التاريخ

والسنن، ارتحل إلى العراقين ومصر والشام، ثم ذكر طرفاً من مشايخه،

وقد ترجمناهم في كتابنا التكميل ولله الحمد والمنة‏.‏

قال‏:‏ وقد روى عنه الكبار القدماء‏:‏ ابن سيبويه، ومحمد بن عيسى

الصفار، وإسحاق بن محمد، وعلي بن إبراهيم بن سلمة القطان،

وجدي أحمد بن إبراهيم، وسليمان بن يزيد‏.‏

وقال غيره‏:‏ كانت وفاة ابن ماجة يوم الاثنين، ودفن يوم الثلاثاء لثمان

بقين من رمضان سنة ثلاث وسبعين ومائتين عن أربع وستين سنة،

وصلى عليه أخوه أبو بكر، وتولى دفنه مع أخيه الآخر أبي عبد الله

وابنه عبد الله بن محمد بن يزيد رحمه الله‏.‏