المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل تجبر طفلك على المشاركة


حور العين
10-05-2015, 09:11 PM
من:إدارة بيت عطاء الخير
هل تجبر طفلك على المشاركة
إن العطاء أفضل بكثير من الأخذ لكن هذا صحيح فقط اذا كنا نشعر ان

لدينا ما يكفي . و محاضرة أطفالنا عن هذا الموضوع لن تفيد في تعليمهم

حب العطاء و إنما تجاربهم. كل منا يرى الصعوبة التي يعانيها صغاره في

مشاركة ألعابهم و أغراضهم مع غيرهم ، بالنسبة لهم المشاركة تعني

إجبارهم على التخلي عن ما لديهم. و تستطيع انت ان تغير هذه التجربة

لهم لتعلمهم عن حقيقة جمال المشاركة و الشعور الرائع عند العطاء

و بطريقة إيجابية.

من الممكن ان تبدأ بتعريف أطفالك بمبدأ تبادل الأدوار بدلا من إجبارهم

على ترك ما بحوزتهم، و دور كل طفل يستمر طالما انه لم ينتهي من

استخدام اللعبة بدلا من تحديد عدد من الدقائق لكل طفل. كان تقول لطفلك

" عندما تنتهي من اللعب بهذه السيارة هلّا تعطيها لأخيك الصغير،

رائع ، شكرًا لك".

هل تشعر بالدهشة!! في الحقيقة اعتماد هذا الأسلوب يعلم أطفالنا الكرم

و حب العطاء و المشاركة نابعاً منهم و عن اقتناع و ليس فقط أمامنا،

لماذا ؟ لان منح طفلك كل الوقت الذي يحتاجه ليستكشف لعبة ما تخلق له

تجربة إعطاء ما قد انتهى منه تماماً لغيره من الأطفال

و هذا في الحقيقة يجعل الكرم صفته لاحقاً.

تبدو طريقة غير اعتيادية! و لكن ما البديل؟ خطف ما يبدي صغارنا

اهتماماً فيه من بين ايديهم كلّما قررنا انه لعب فيها كفاية؟ هذا سيعلمهم

هم الشد و سحب ما بأيدي غيرهم و سيدفعهم لحماية كل ما يمتلكون من

غيرهم من الأطفال لخوفهم من فقد ما يحبون حقاً.

هذا يبدو كنوع من الظلم للطفل الآخر ، فهو عليه ان ينتظر كل هذه المدة.

لذا حضورنا في هذه المواقف لمساعدة صغارنا في الانتظار مهم جداً. قد

يكون هذا باقتراح أمر آخر ليفعله أو قد يكون بالجلوس بجانبه و تركه

ليبكي و يخرج مشاعره السيئة التي تولدت، فغالبًا الصغار يريدون دوماً

ما بأيدي غيرهم و متى انتهى البكاء و الدموع نسي هو موضوع هذه

اللعبة. انتظاره هذا سيعلمه الصبر على غيره و سيعطيه هو الحق

في اللعب بما يريد حتى ينتهي.

هناك حالات لا تكون انت المتحكم في الموقف و أحيانا تكون هناك مشاعر

و حاجات تختفي وراء حاجة أطفالنا للتشبث بأشياء معينه لذا يجب ان

تعلم أطفالك عن المشاركة أكثر من ذلك ! هناك طريقتان لذلك ، الضحك

و البكاء!
تستطيع ان تلعب مع طفلك الكثير من الألعاب عن المشاركة و المهم ان

تجعله يضحك على الموضوع و تعطيه حرية الرفض - باللعب- ، أو ان

تتبادل الأدوار معه حيث انت الذي تشعر بصعوبة في المشاركة و تعبر له

عن ذلك و تنتظر لتسمع منه رأيه، كأن تعبر له ان ما أعددت لطعام

العشاء هو لك و انك تواجه صعوبة في مشاركته مع العائلة و المهم

هو عنصر المزاح و الضحك عن موضوع المشاركة.

ثم بعد ذلك تستطيع ان تستغل وقتاً عند ملاقاة أصدقاء مثلاً انت تعرف ان

طفلك و أطفالهم يواجهون صعوبة في المشاركة، فتخبر طفلك و تحضره

مسبقا للأمر و تتعاطف معه بإخباره أنّك تعلم أن الأمر صعب عليه لكن

عليكم الالتزام بالأدوار ، الانتظار و عدم الشد. و تأمّل ان ينفجر بالبكاء

أمامك أو أثناء اللعب حتى يتمكن من إخراج المشاعر المتراكمة داخله

و معالجة هذا الموضوع بينه و بين نفسه.. فهذه هي طريقتهم !