المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عيون رجل


حور العين
10-06-2015, 04:45 PM
من:الأخ / بـلـبـل bol bol
من مجموعة أحبك لبنان الصديق
عيون رجل

إلتفت الأسره والأقارب حول مروان في حالة ذهول تام دامعين العين غير

مصدقين لما حدث . فهل من الممكن أن يفقد مروان بصره في ذلك الحادث

ولم يعد له القدره على الرؤيه بعد . لم يعترضوا على حكمة الرحمن

ولكنهم كانوا آسفين على ما حدث لمروان ينظرون لبعضهم البعض

كما لو أنهم يريدون التأكد من أن ما حدث حقيقي لا زيف فيه .

إنتبهوا على

آآآآآآآآآه

أطلقها مروان وقد رقد غير مدرك لكل ما يدور حوله . فتح عيونه قليلاً

ليرى من حوله ولكنه رأى ظلام حالك مع صداع شديد قد غلف رأسه

فأغلق عيونه مرة أخرى . وبينما يحاول مرة أخرى كى يفتح عيونه بعد

سماعه لبكاء أمه لم يستطع أن يري شيئاً وتحسس بيده عيونه لعله يجد

حاجز ما لعدم الرؤيه ولكنه لم يجد . حاول أن يسترق السمع

ونادى بصوت هزيل

...أمى ..أمى ..

سمع أمه تبكى بل تنتحب ولكنها لم ترد عليه وهنا أدرك مروان ماحدث

لقد إستكف ولم يعد مبصر بعد الآن جراء الحادثه التى حدثت له .نظر من

حوله ليجدونه يبكى ودموعه تبلل وجنتيه . وبكفيه يغطى وجهه فهو

لا يريد أن يراه أحد هكذا ولكنه أحس بذراعى أمه تحتويانه وتأخذه

في صدرها مربته عليه في حنان ولكنها لم تستطع أن تمنع نفسها

من البكاء على فلذة كبدها والذى كان ينير عينيها كلما رأته يتحرك

هنا وهناك .

فمروان وحيدها لا يكف أبداً عن مشاكستها هى ووالده وهو ملجأ

وملاذ لكل أصحابه وأحبابه .

إنسحب الواقفون بهدوء تاركين مروان وأمه لآلامهما

راجين من الله أن يأخذ بأيدي مروان .

ولكن هيهات فلقد أكد الطبيب أن مروان سيظل أعمى طول حياته وليس

هناك أدنى أمل في أن يبصر مرة أخرى. وطلب من والد مروان أن

يساعده على أن يتكيف مع وضعه الجديد هذا

لأن حياته ستصبح هكذا دوماً .

خرج مروان من المستشفى مستنداً على أبيه فهو لم يتعود بعد على

كيفية السير وحيداً دون أن يري .فلقد كان يخشي أن يتخبط في أحد أو

في شيئاً ما . وإلى أن وصل لبيته كان لسانه يلهج بذكر الله وحمده

على ما حدث .

وما أن إستقر في حجرته حتى نادى أمه وأبيه اللذان أقبلا

ودموعهما لم تجف فذكر لهما مدى إيمانهم برب العباد

وكيف أن الله سبحانه وتعالى يختار الخير دوماً لعباده الطيبين .

سمع أبويه حديثه وهدئت نفوسهما ليس فقط لما سمعاه ولكن لأن إبنهما

مؤمن بذلك وقانع بما كتبه الرحمن . توالت الأيام ومروان يفكر ملياً فيما

سيحدث له وكيف ستكون حياته وكيف يؤقلم نفسه على حياته الجديده

هذه؟ لقد كان فيما مضي محاسب أى أن كل تعاملاته بالأرقام فماذا

يستطيع أن يفعل الآن ؟ كان مروان قد إدخر جزء من المال واضعاً في

حسبانه أنه سيتزوج يوماً ما هذا المبلغ سيكون كفيل كى يتزوج . ولكن

يشاء الرحمن أن تحدث الحادثه فيتراجع مروان قليلاً عن تفكيره

في الزواج ويفكر في أن يستثمر ماله في مشروع ينفعه طيلة حياته .

وهنا تذكر صديق له كان قد عرض عليه أن يشاركه في مشروعه

ولكن مروان كان قد إعتذر بحجة أنه إن آجلاً أو عاجلاً سيتزوج

إن شاء الله .

إتصل بصديقه والذى أتى مسرعاً فور علمه بما مر به مروان

وسأله مروان إن كان ما زال عرضه قائماً بشأن مشاركته .

رحب صديقه به بشده وذكر له أنه كان يتمنى منذ زمن لو أن شاركه .

وإرتاح مروان قليلاً لما حدث وكان قد وضع جزء من المبلغ جانباً كى

يحج كلاً من أبيه وأمه . وبالفعل توجهت الأسره إلى الأراضى المقدسه

راجين من الله أن يمن عليهم بالصبر والسلوان وأن يهدىء من نفوسهم .

عاد مروان من الحج وهو هادىء النفس مرتاح البال . وكان يقضي يومه

في سماع الأخبار وسماع أيات الذكر الحكيم ومتابعة صديقه وعملهما

المشترك وهو في البيت لا يتحرك . وفي يوم إتصل به صديقه ليخبره بأنه

سيمر عليه ليأخذه للمكتب كى يشاوره في بعض الأمور . إبتهج مروان

لأن له فتره لم يخرج من البيت وحضر الصديق وإصطحب مروان إلى

المكتب وتناقشا في كثير من الأمور .وأبدى صديقه سعادته في كون

مروان يناقشه وعرض عليه لما لا يأتى للمكتب كل يوم ويدير العمل

بنفسه عاد مروان لبيته وفي ذهنه هذا العرض الذى عرضه عليه صديقه

وقد قرر في نفسه أنه موافق ولم لا وهو قادر بإذن الله على تيسير

الأمور وعاد مروان لطبيعته مرة أخرى خاصة بعد نزوله للعمل

وكانت فرحة أمه لا توصف فهى لم تكن تتمنى سوى أن ترى وحيدها

فرِح مقبل عليها كما كان يقبل دائماً بوجه مشرق والبسمة

لا تفارق شفتيه .

إذدهر عمل المكتب سريعاً وذلك بسبب كفاءة مروان وجديته وإلتزامه في

تعاملاته بجانب حسمه للأمور في أسرع وقت . مما شجع صديقه لأن

يفتتح مقر آخر في محافظه أخرى يشرف عليه هو على أن يترك المكتب

بالقاهره لصديقه مروان وهو على ثقه من أنه قادر بجدارة على أن يديره

وتمر الأيام سريعاً وبينما كان مروان في مكتبه إذا بوالده يتصل ليخبره أن

أمه مريضه وأنه إتصل بالطبيب . وصل مروان ليجد أباه في إنتظاره

ليخبره أن أمه قد تحسنت وهم مروان كى يدخل ليراها ولكن أبيه منعه

بلطف قائلاً أن الطبيبه بالداخل . إنتظرا مروان ووالده إلى أن إنفتح باب

الحجرة وهلت منه د.رانيا ولكنها وقفت مكانها ولم تتحرك حينما رأت

العصا الطويله الخاصه بالمكفوفين في يد مروان هذا الشاب الذى يشبه

البدر . تنحنح أبو مروان

وقال لها :خير يا دكتورة طمنينا

ردت د.رانيا :خير إن شاء الله هى محتاجه ترتاح شويه

لأنها أكيد عملت مجهود .وعيناها على مروان .

شكرها أبو مروان وإصطحبها لباب البيت مودعاً إياها . هرول مروان كى

يري أمه ويطمئن عليها . وإنضم إليهم أبيه والذى نظر لأم مروان نظرة

فهمتها هى

وأكمل كلامه قائلاً :والله د. رانيا دى بنت حلال مصفي

أنا لما إتصلت بيها جت على طول .

إنتبه مروان لحديث والده وقال :هى مش تبع المستشفى .

رد الوالد :لا لا دى بنت واحد صاحبي .

رد مروان :تمام ربنا يكرمها .

وإنتهى الحوار وإستئذن مروان أمه وأبيه . نظر أبو مروان لأمه قائلاً :

ها إيه رأيك

الأم :إيه رأى في إيه المهم رأى مروان

وخفضت عينيها ورأيها طبعاً

فهم الأب ما قالته وقال :لعلمك بقي صاحبي هو اللى شجعنى

لانه قالى انه حكى لبنتى عن مروان وهى اهتميت تسمع منه .

حتى انها لما شافته اهتميت بيه ومكنتش بتبصلى وانا بسالها عنك

ردت أم مروان :ربنا يقدم اللى فيه الخير

عادت رانيا لمنزلها وقد بدا واضحاً على وجهها أنه تفكر في أمر هام نظر

إليها والدها وحاول أن يفهم منها ما حدث ولكنها ردت أنه ليس أمر ذو

أهميه . وبعد مرور يومين حينما عاد مروان من عمله سمع رنين الهاتف

فرد فإذا د.رانيا تحادثه محاوله أن توضح له أنها تسأل عن والدته .

وفي قرارة نفسها فهى تود لو أن تعرفه أكثر .رد مروان عليها بأدبه

المعهود

وبعد أن إنتهت المكالمه جاءت أم مروان مبتسمه تقول :

ها نقول مبروك .

ضحك مروان وقال :مبروك إيه بس .

ردت أم مروان :أيوة نخطبهالك .

إبتسم مروان وقال لها :كده على طول مش لازم أشوفها وتشوفنى و....

وسكت مروان حينما أدرك عدم إستطاعته نهائياً أن يراها .

وإحتضنته أمه محاوله أن تخفي ما ألم بها من ضيق لحديث إبنها الحبيب

لعلمك بقي أنت وهى زى القمر .

كان مروان يدرك منذ زمن ومنذ أن كان مبصراً أن أهم شيء في أى

إرتباط هو الراحه النفسيه والتى لا تحدث إلا إذا ما توافرت شروطها

ألا وهى الرؤيه والسمع والحوار. فهو قد سمعها وحاورها ولكنه لم يراها

ولكنه تذكر بأنه ليس أمامه سوى الشرطين هذين . أحس مروان بالضيق

لبضعة أيام ولكن صديقه أصرأن يعرف ما حدث بالزبط ؟ فحكى له مروان

سأله الصديق :هل ترتاح إليها ؟

أجابه مروان :نعم ........ولكن

أجابه صديقه :أعرف أنك تود رؤيتها ولكن يعد هذا أمر صعب .

لكن قل لى لما لا تسأل عن إمكانية أن ترى مرة ثانيه ؟

فالعلم تقدم ومن الممكن أن يكون صار شيء جديد خاصة

في مجال العيون .

وبالفعل بدأ مروان في السؤال والإستفسار وكان صديقه يعاونه بالدخول

على المواقع العلميه لمعرفة أحدث أنواع العلاج . وهنا ظهر الأمل فلقد

كانت هنا عملية خاصة بالعيون يجريها طبيب إنجليزى وسيزور القاهره

في غضون أسابيع . لم ينم مروان ليلته هذه ساجداً لله قارئاً لكل أيات

القرآن التى يحفظها .راجياً من المولى أن يشفيه ويحفظه .

وظل منتظراً يعد الأيام والليالى على أمل أن يصل طبيبه المنتظر . وفي

آخر إتصال أجراه أخبره الموظف أن الطبيب قد وصل بالفعل ويبدأ

بإجراء أول عمليه غداً . طار مروان فهاهو الأمل يكاد يقترب وبالفعل

كان هو قد حجز مسبقاً لميعاد العمليه وباق من الزمن أسبوع . وفي ذلك

الحين كانت د.رانيا وأبيها على علم بما يحدث من خلال أبو مروان