المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حقيقة الإيمان


حور العين
10-11-2015, 05:40 PM
من:الأخت الزميلة / جِنان الورد
حقيقة الإيمان
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:
{ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا

إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }.

سُورَةُ الْبَقَرَةِ: الآية/ 127
لا يبلغ العبد حقيقة الإيمان حتى يكون بين أمرين:

بين خوفٍ لا يفارقُهُ وإن كان أعبدَ الناسِ.

ورجاءٍ لا يُزَايلُهُ وإن كان أكثرَ الناسِ إِسْرَافًا على نفسِهِ.

وكما لا يطير الطائرُ إلا بجناحين، لا يتحقق الإيمانُ إلا بالخوفِ والرجاءِ

معًا، فهما للمؤمنِ كالجناحين للطائرِ، فإذا غلبَ أحدُهما على الآخرِ

هَلَكَ صَاحِبُهُ.

عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،

دَخَلَ عَلَى شَابٍّ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ، فَقَالَ

( «كَيْفَ تَجِدُكَ؟» قَالَ: أَرْجُو اللَّهَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَخَافُ ذُنُوبِي،

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

«لَا يَجْتَمِعَانِ فِي قَلْبِ عَبْدٍ فِي مِثْلِ هَذَا الْمَوْطِنِ،

إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ مَا يَرْجُو، وَآمَنَهُ مِمَّا يَخَافُ )

رواه الترمذي وابن ماجه بسند حسن
️ فمن غلب عليه

الخوف هَلَكَ باليأسِ من رحمةِ اللهِ تعالى، وسوءِ ظنه بالله تعالى.

️ ومن غلب عليه

الرجاء هَلَكَ بالتفريطِ في حقِ اللهِ تعالى، والاغترارِ بسعةِ

رحمةِ الله تعالى.

هذا خليلُ الرحمنِ إِبْرَاهِيمُ وَنَبِيُّ الله إِسْمَاعِيلُ عليهما السلام،

يَرْفَعَان الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ، ويبنيان أولَ بيتِ للهِ في الأرض،

في عبادةِ مِنْ أجلِّ العباداتِ، وفي طاعةِ هي مِنْ أعظمِ القرباتِ،

ويسألان اللهَ تعالى القبولَ، ما دخلَ نفوسَهم شيءٌ مِنْ العُجْبِ،

وهكذا يجب أن يكونَ شأنُ مَنْ عَرَفَ ربَه، وأنه مصدرُ كلِ نعمةٍ،

وسببُ كلِ فضلٍ.

عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:

( قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ

{ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ }.

[المؤمنون: 60]

أَهُوَ الَّذِي يَزْنِي، وَيَسْرِقُ، وَيَشْرَبُ الْخَمْرَ؟ قَالَ:

«لَا، يَا بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ أَوْ يَا بِنْتَ الصِّدِّيقِ وَلَكِنَّهُ الرَّجُلُ يَصُومُ،

وَيَتَصَدَّقُ، وَيُصَلِّي، وَهُوَ يَخَافُ أَنْ لَا يُتَقَبَّلَ مِنْهُ )

. رواه أحمد والترمذي وابن ماجه بسند حسن

️ مهما كنت في طاعة، فاحذر أن يداخلك العُجْبُ،

أو يخالط نَفْسَكَ خيلاءُ، واحذر أن تُدِلَ بعملك، فبتوفيقه فعلت

ما فعلت، وبرحمته وصلت إلى ما وصلت، ولولاه لما كنت.

رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ.