المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درس اليوم 01.01.1437


حور العين
10-13-2015, 11:50 PM
من:إدارة بيت عطاء الخير
درس اليوم
[ صفات الله الواردة في الكتاب والسنة
- النُّزول والهبوط والتَّدلِّي
- (إلى السماء الدنيا) ]

صفاتٌ فِعْلِيَّةٌ خبريَّةٌ ثابتةٌ لله عزَّ وجلَّ بالسنة الصحيحة.
· الدليل:

1- حديث النُّزول المشهور:

( ئَنْزِلُ ربُّنا إلى السماء الدنيا كل ليلة حين

يبقـى ثلث الليل الآخر... ) .

2- حديث:

( إذا مضى ثلث الليل الأول هبط الله تعالى إلى السماء الدنيا

فلم يزل هناك حتى يطلع الفجر...)

3- حديث عمرو بن عبسة السلمي مرفوعاً:

( إن الله عزَّ وجلَّ يتدلَّى في جوف الليل فيغفر

إلا ما كان من الشرك... )

4- حديث الإسراء عن أنس رضي الله عنه قال:

(... حتى جاء سدرة المنتهى ودنا الجَبَّار ربُّ العِزَّةِ

فَتَدَلَّى حتى كان منه قاب قوسين أو أدنى...)

قال الإمام الشافعي:

(لله تبارك وتعالى أسماء وصفات جاء بها كتابه وأخبر بها نبيه

صلى الله عليه وسلم أمته ... وأنه يهبط كل ليلة إلى سماء الدنيا بخبر

رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك... )

وقال الإمام أبو سعيد الدارمي بعد أن ذكر ما يثبت النُّزول

من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:

( فهذه الأحاديث قد جاءت كلها وأكثر منها في نزول الرب تبارك وتعالى

في هذه المواطن، وعلى تصديقها والإيمان بها أدركنا أهل الفقه والبصر

من مشايخنا، لا ينكرها منهم أحد، ولا يمتنع من روايتها ) .

وقال الإمام محمد ابن خزيمة:

(باب: ذكر أخبار ثابتة السند صحيحة القوام، رواها علماء الحجاز

والعراق عن النبي صلى الله عليه وسلم في نزول الرب جل وعلا إلى

السماء الدنيا كل ليلة: نشهد شهادة مقر بلسانه، مصدق بقلبه، مستيقن

بما في هذه الأخبار من ذكر نُزول الرب، من غير أن نصف الكيفية؛ لأنَّ

نبينا المصطفى لم يصف لنا كيفية نزول خالقنا إلى سماء الدنيا، وأعلمنا

أنه يَنْزل، والله جل وعلا لم يترك ولا نبيه عليه السلام بيان ما بالمسلمين

الحاجة إليه من أمر دينهم؛ فنحن قائلون مصدقون بما في هذه الأخبار

من ذكر النُّزول، غير متكلفين القول بصفته أو بصفة الكيفية؛ إذ النبي

صلى الله عليه وسلم لم يصف لنا كيفية النُّزول.

وفي هذه الأخبار ما بان وثبت وصح أنَّ الله جل وعلا فوق سماء الدنيا

الذي أخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم أنه يَنْزل إليه، إذ محال في لغة

العرب أن يقول: نزل من أسفل إلى أعلى، ومفهوم في الخطاب

أنَّ النُّزول من أعلى إلى أسفل) .

وقال أبو القاســم اللالكائـي:

(سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في نزول الرب تبارك

وتعالى، رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم عشرون نفساً).

وقال شـيخ الإسلام رحمه الله في تفسير سورة الإخلاص:

(فالرب سبحانه إذا وصفه رسوله بأنه يَنْزِل إلى سماء الدنيا كل ليلة، وأنه

يدنو عشية عرفة إلى الحجاج، وأنه كلَّم موسى بالوادي الأيمن في البقعة

المباركة من الشجرة، وأنه استوى إلى السماء وهي دخانٌ، فقال لها

وللأرض: ائتيا طَوْعاً أو كَرْهاً؛ لم يلزم من ذلك أن تكون هذه الأفعال من

جنس ما نشاهده من نزول هذه الأعيان المشهودة، حتى يُقال:

ذلك يستلزم تفريغ مكان وشغل آخر) .

وقال الإمام ابن جرير الطبري في فصل:

القول فيما أُدرك علمه من صفات الصانع خبراً لا استدلالاً: (وذلك نحو

إخبار الله تعالى ذكره إيانا أنه سميعٌ بصيرٌ، وأنَّ له يدين بقولـه

{ بَل يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ }

... وأنه يَهْبِطُ إلى السماء الدنيا لخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم)

وقال شيخ الإسلام نقلاً عن الكرجي مؤيداً له:

(رُوي عن محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة أنه قال في الأحاديث التي

جاءت إنَّ الله يهبط إلى السماء الدنيا ونحو هذا من الأحاديث إنَّ هذه

الأحاديث قد رواها الثقات فنحن نرويها ونؤمن بها ولا نفسرها)

. وكذا ابن القيم نقلاً عن أبي القاسم اللالكائي.

وقال أيضاً:

(وقد تأوَّل قومٌ من المنتسبين إلى السنة والحديث حديث النُّزُول وما كان

نحوه من النصوص التي فيها فعل الرب اللازم كالإتيان والمجيء والهبوط

ونحو ذلك)

وردَّ على ذلك مثبتاً هذه الصفات، وقال بعد أن ذكر روايات ابن منده

لحديث النُّزُول: (فهذا تلخيصُ ما ذكره عبدالرحمن بن منده مع أنه

استوعب طرق هذا الحديث وذكر ألفاظه مثل قولـه:

( يَنْزل ربنا كل ليلة إلي السماء الدنيا إذا مضى ثلث الليل الأوَّل

فيقول: أنا الملك من ذا الذي يسألني فأعطيه، من ذا الذي يدعوني

فأستجيب له، من ذا الذي يستغفرني فأغفر له، فلا يزال كذلك

إلى الفجر )

وفى لفظ:

( إذا بقي من الليل ثلثاه يَهْبِطُ الرب إلى السماء الدنيا )

وفى لفظ:

( حتى ينشق الفجر ثم يرتفع )

وفى رواية:

( يقول لا أسأل عن عبادي غيري، من ذا الذي يسألني فأعطيه )

وفى رواية عمرو بن عبسة:

( أنَّ الرب يَتَدَّلى في جوف الليل إلى السماء الدنيا ).

قال الشيخ ابن عثيمين:

(أصل التدلي النزول إلى الشيء حتى يقرب منه)

أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين