المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درس اليوم 02.01.1437


حور العين
10-14-2015, 03:55 PM
من:إدارة بيت عطاء الخير
درس اليوم
[ صفات الله الواردة في الكتاب والسنة
النِّسيان (بمعنى التَّـرْك) ]
صفةٌ فعليةٌ خبريَّةٌ ثابتةٌ لله عزَّ وجلَّ بالكتاب والسنة.
· الدليل من الكتاب:

1- قولـه تعالى:
{ فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا }

[الأعراف: 51].
2- وقولـه تعالى:

{ فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ }

[السجدة: 14].
3- وقوله تعالى:
{ نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُمْ }

[التوبة: 67].
· الدليل من السنة:

حديث أبي هريرة رضي الله عنه في رؤية الله يوم القيامة،

وفيه:

( أنَّ الله ى العبد، فيقول: أفظننت أنك ملاقيَّ؟ فيقول:

لا. فيقول -أي: الله عزَّوجلَّ- فإني أنساك كما نسيتني... ) .

قال الإمام أحمد: (أما قولـه:

{ فَالْيَوْمَ نَنسَاكُمْ كَمَا نَسيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا }

يقول: نترككم في النار؛ كما نَسيتُمْ؛ كما تركتم العمل للقاء يومكم هذا) .

وقال ابن فارس:

(النِّسْيان: الترك، قال الله جَلَّ وعَزَّ:

{ نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُمْ } .
وقال الطبري في تفسير قولـه تعالى

{ نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُمْ } .

( معناه: تركوا الله أن يطيعوه ويتبعوا أمره، فتركهم الله من توفيقه

وهدايته ورحمته، وقد دلَّلْنَا فيما مضى على أنَّ معنى النسيان: الترك،

بشواهده فأغنى ذلك عن إعادته هاهنا).

وسُئِل الشيخ ابن عثيمين: هل يوصف الله تعالى بالنِّسْيَان؟.

فأجاب:

(للنِّسْيَان معنيان: أحدهما: الذهول عن شيء معلوم؛ مثل قولـه تعالى:

{ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا }

-وضرب مجموعة من الأمثلة لذلك- ثم قال: (وعلى هذا؛ فلا يجوز

وصف الله بالنِّسْيَان بهذا المعنى على كل حال.

والمعنى الثاني للنِّسْيَان: الترك عن علم وعمد؛ مثل قولـه تعالى:

{ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ }

الآية، ومثل قولـه تعالى:

{ وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا }

على أحد القولين، ومثل قولـه صلى الله عليه وسلم في أقسام أهل الخيل:

( ورجل ربطها تغنياً وتعففاً، ولم ينس حق الله في رقابها

وظهورها؛ فهي له كذلك ستر ).

وهــذا المعنى من النِّسْيَان ثابت لله تعالى عزَّ وجلَّ؛

قال الله تعالى:

{ فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ }
وقال تعالى في المنافقين:

{ نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الـمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }

وفي (صحيح مسلم) في (كتاب الزهد والرقائق)

عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ قال:

( قالوا: يا رسول الله! هل نرى ربنا يوم القيامة؟ (فذكر الحديث،

وفيه: أنَّ الله تعالى يلقى العبد، فيقول: أفظننت أنك ملاقي؟ فيقول:

لا. فيقول: فإني أنساك كما نسيتني. )

وتركُه سبحانه للشيء صفةً من صفاته الفعلية الواقعة بمشيئته التابعة

لحكمته؛ قال الله تعالى:

{ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لا يُبْصِرُونَ }

وقال تعالى:

{ وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ }

وقال:

{ وَلَقَد تَرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً }

والنصوص في ثبوت الترك وغيره من أفعاله المتعلقة بمشيئته كثيرة

معلومة وهي دالة على كمال قدرته وسلطانه.

وقيام هذه الأفعال به سبحانه لا يماثل قيامها بالمخلوقين، وإن شاركه

في أصل المعنى؛ كما هو معلوم عند أهل السنة)

أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين