المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خلافة المعتضد


حور العين
10-14-2015, 04:52 PM
من:الأخ / مصطفى آل حمد
خلافة المعتضد
من كتاب البداية و النهاية لابن كثير يرحمه الله

أمير المؤمنين أبي العباس أحمد بن أبي أحمد الموفق بن جعفر المتوكل،

كان من خيار خلفاء بني العباس ورجالهم‏.‏

بويع له بالخلافة صبيحة موت المعتمد لعشر بقين من رجب منها، وقد

كان أمر الخلافة دائراً فأحياه الله على يديه بعدله وشهامته وجرأته،

واستوزر عبيد الله بن سليمان بن وهب وولي مولاه بدراً الشرطة في

بغداد، وجاءته هدايا عمرو بن الليث وسأل منه أن يوليه إمرة خراسان

فأجابه إلى ذلك، وبعث إليه بالخلع واللواء فنصبه عمرو في داره ثلاثة

أيام فرحاً وسروراً بذلك، وعزل رافع بن هرثمة عن إمرة خراسان ودخلها

عمرو بن الليث فلم يزل يتبع رافعاً من بلد إلى بلد حتى قتله في سنة ثلاث

وثمانين كما سيأتي، وبعث برأسه إلى المعتضد وصفت إمرة

خراسان لعمرو‏.‏

وفي سنة سنة تسع وسبعين ومائتين‏.:‏

قدم الحسين بن عبد الله المعروف بالجصاص من الديار المصرية بهدايا

عظيمة من خمارويه إلى المعتضد، فتزوج المعتضد بابنة خمارويه

فجهزها أبوها بجهاز لم يسمع بمثله، حتى قيل‏:‏ إنه كان في جهازها مائة

هاون من ذهب، فحمل ذلك كله من الديار المصرية إلى دار الخلافة

ببغداد صحبة العروس، وكان وقتاً مشهوداً‏.‏

وفيها‏:‏

تملك أحمد بن عيسى بن الشيخ قلعة ماردين، وكانت قبل ذلك

لإسحاق بن كنداج‏.‏

وفيها‏:‏

حج بالناس هارون بن محمد العباسي، وهي آخر حجة حجها بالناس،

وقد كان يحج بالناس من سنة أربع وستين ومائتين إلى هذه السنة‏.‏

وفيها توفي من الأعيان‏:

‏ أحمد أمير المؤمنين المعتمد‏.‏

وأبو بكر بن أبي خيثمة، و هو‏:‏ أحمد بن زهير بن أبي خيثمة

صاحب التاريخ وغيره‏.‏

وكان ثقة سمع أبا نعيم، وعفان، وأخذ علم الحديث عن أحمد بن حنبل

ويحيى بن معين، وعلم النسب عن مصعب الزبيري، وأيام الناس

عن أبي الحسن علي بن محمد المدائني، وعلم الأدب عن محمد

بن سلام الجمحي‏.‏

حافظا ضابطاً مشهوراً، وفي تاريخه فوائد كثيرة وفرائد غزيرة‏.‏

روى عنه البغوي وابن صاعد وابن أبي داود بن المنادي‏.‏

توفي في جمادى الأولى منها عن أربع وتسعين سنة‏.‏

وخاقان أبو عبد الله الصوفي، كانت له أحوال وكرامات‏.‏ ‏

الترمذي

واسمه محمد بن عيسى بن سورة بن موسى بن الضحاك، وقيل‏:‏ محمد

بن عيسى بن يزيد بن سورة بن السكن، ويقال‏:‏ محمد بن عيسى بن

سورة بن شداد بن عيسى السلمي الترمذي الضرير، يقال‏:‏ إنه ولد أكمه،

وهو أحد أئمة هذا الشأن في زمانه، وله المصنفات المشهورة، منها

الجامع، والشمائل، وأسماء الصحابة وغير ذلك‏.‏

وكتاب الجامع أحد الكتب الستة التي يرجع إليها العلماء في

سائر الآفاق، وجهالة ابن حزم لأبي عيسى الترمذي لا تضره حيث

قال في محلاه‏:‏ ومن محمد بن عيسى بن سورة‏؟‏

فإن جهالته لا تضع من قدره عند أهل العلم، بل وضعت منزلة

ابن حزم عند الحفاظ‏.‏

وكيف يصح في الأذهان شيء * إذا احتاج النهار إلى دليل

وقد ذكرنا مشايخ الترمذي في التكميل‏.‏

وروى عنه غير واحد من العلماء منهم محمد بن إسماعيل البخاري في

الصحيح، والهيثم بن كليب الشاشي صاحب المسند ومحمد بن محبوب

المحبوبي، راوي الجامع عنه‏.‏

ومحمد بن المنذر بن شكر‏.‏

قال أبو يعلى الخليل بن عبد الله الخليلي القزويني في كتابه ‏(‏علوم

الحديث‏)‏‏:‏ محمد بن عيسى بن سورة بن شداد الحافظ متفق عليه، له كتاب

في السنن وكتاب في الجرح والتعديل، روى عنه أبو محبوب والأجلاء،

وهو مشهور بالأمانة والإمامة والعلم‏.‏

مات بعد الثمانين ومائتين‏.‏

كذا قال في تاريخ وفاته‏.‏

وقد قال الحافظ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن سليمان الغنجار في تاريخ

بخارى‏:‏ محمد بن عيسى بن سورة بن موسى بن الضحاك السلمي

الترمذي الحافظ، دخل بخارى وحدث بها، وهو صاحب الجامع والتاريخ،

توفي بالترمذ ليلة الاثنين لثلاث عشرة خلت من رجب سنة تسع

وسبعين ومائتين‏.‏

ذكره الحافظ أبو حاتم بن حيان في الثقات، فقال‏:‏ كان ممن

جمع وصنف وحفظ وذاكر‏.‏