vip_vip
01-08-2011, 12:12 PM
الفرق بين نعيم الدنيا ونعيم الآخرة
نبذة مختصرة عن الخطبة: (http://www.ataaalkhayer.com/)
ألقى فضيلة الشيخ أسامة بن عبد الله خياط - حفظه الله -
خطبة الجمعة بعنوان: "الفرق بين نعيم الدنيا ونعيم الآخرة"،
والتي تحدَّث فيها عن الدنيا وزهرتها وزينتها،
وتحذير الآيات والأحاديث من النسياق خلفها، والاغترار بها؛
لأنها دار ممر وليست دار مستقر،
وحثَّ على العمل للآخر فهي دار القرار،
وذكر بعضًا من ألوان نعيم الجنة،
مما ينبغي على كل عاقلٍ أن يعمل لتحصيل رضا الله وهذا النعيم المُقيم.
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f20248%5fAOMNw0MAABgkTSeH7Ah3PH8qL 04&pid=1.6&fid=Inbox&inline=1
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f20248%5fAOMNw0MAABgkTSeH7Ah3PH8qL 04&pid=1.7&fid=Inbox&inline=1
الحمد لله الحكم العدل اللطيف الخبير،
أحمده - سبحانه - له الدنيا والآخرة وإليه المصير،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبد الله ورسوله البشير النذير، والسراج المنير،
اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه.
أما بعد: (http://www.ataaalkhayer.com/)
فاتقوا الله - عباد الله -، واذكروا وقوفكم بين يديه
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f20248%5fAOMNw0MAABgkTSeH7Ah3PH8qL 04&pid=1.8&fid=Inbox&inline=1يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًاhttp://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f20248%5fAOMNw0MAABgkTSeH7Ah3PH8qL 04&pid=1.9&fid=Inbox&inline=1 [النبأ: 40].
عباد الله: (http://www.ataaalkhayer.com/)
في ضرب الأمثال للناس من تقليب المعاني وإيضاح الحقائق
ما يبعثُ على حُسن القبول وكمال التسليم لبراعة التصوير وبلاغة التشبيه،
وهي من فنون القول البليغ الذي أمر الله به نبيَّه - صلى الله عليه وسلم -
بقوله: http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f20248%5fAOMNw0MAABgkTSeH7Ah3PH8qL 04&pid=1.10&fid=Inbox&inline=1وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًاhttp://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f20248%5fAOMNw0MAABgkTSeH7Ah3PH8qL 04&pid=1.11&fid=Inbox&inline=1
[النساء: 63].
ولذا فحين أراد - عليه الصلاة والسلام - أن يُوجِّه الأنظار
إلى حقيقة الحياة الدنيا وافتتان النفوس بها
وافتتان الناس بها وبزهرتها وزينتها وزخرفها قال:
«إن الدنيا حلوةٌ خضِرة، وإن الله مُستخلِفكم فيها فينظر كيف تعملون ..» الحديث؛
أخرجه مسلم في "صحيحه"، والنسائي في "سننه".
ولا ريب أن للحلاوة والخُضرة مقامهما في النفوس؛
إذ هما موضع أنسٍ لها، وسبب إمتاعٍ تبلغُ به من السرور
ما يحمِلُها على دوام الإقبال عليه والانصراف إليه،
وللناس في هذا الإقبال والانصراف موقفان:
أحدهما: موقف أُولي الألباب الذين هداهم الله، فسلكوا أصوبَ المسالك،
واهتدوا إلى أشرف غاية، فعلموا - وإن كان لهم أن يأخذوا
بحظِّهم ويُصيبوا ما قُدِّر لهم من نعيم العاجلة -
فإن عليهم الحذر من أن يُشغِلهم هذا النعيم ببهجته ونضرته
وبريق سحره عن ذلك النعيم المُقيم، والبهجة الباقية،
والمتاع الذي لا يفنى، ذلك المتاع الذي أعدَّه الله للصالحين من عباده،
وأخبر عنه بقوله - عزَّ اسمه -:
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f20248%5fAOMNw0MAABgkTSeH7Ah3PH8qL 04&pid=1.12&fid=Inbox&inline=1إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا (30)
أُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ
يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ
مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًاhttp://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f20248%5fAOMNw0MAABgkTSeH7Ah3PH8qL 04&pid=1.13&fid=Inbox&inline=1
[الكهف: 30، 31].
وأخبر عنه النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله - في الحديث
الذي أخرجه الشيخان في "صحيحيهما" عن أبي هريرة - رضي الله عنه -
أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
«قال الله - عزَّ وجل -: أعددتُ لعبادي الصالحين ما لا عينٌ رأَت،
ولا أُذنٌ سمعت، ولا خَطَر على قلب بشر، واقرأوا إن شئتم:
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f20248%5fAOMNw0MAABgkTSeH7Ah3PH8qL 04&pid=1.14&fid=Inbox&inline=1فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَhttp://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f20248%5fAOMNw0MAABgkTSeH7Ah3PH8qL 04&pid=1.15&fid=Inbox&inline=1
[السجدة: 17]».
والذي وصفه أيضًا بقوله - عليه الصلاة والسلام -:
«إذا دخل أهل الجنةِ الجنةَ يُنادِي منادٍ:
إن لكم أن تصِحُّوا فلا تسقَموا أبدًا،
وإن لكم أن تحيَوا فلا تموتوا أبدًا، وإن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبدًا،
وذلك قول الله - عز وجل -:
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f20248%5fAOMNw0MAABgkTSeH7Ah3PH8qL 04&pid=1.16&fid=Inbox&inline=1وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَhttp://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f20248%5fAOMNw0MAABgkTSeH7Ah3PH8qL 04&pid=1.17&fid=Inbox&inline=1
[الأعراف: 43]»؛
أخرجه مسلم في "صحيحه"، والترمذي في "جامعه (http://www.ataaalkhayer.com/)"
من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -.
وبيَّن عِظَم قدره وعلوَّ منزلته على كل نعيمٍ في الدنيا بقوله:
«غَدوةٌ في سبيل الله أو رَوحةٌ خيرٌ من الدنيا وما فيها،
ولَقَابُ قوسِ أحدكم أو موضع قيده - أي: السوط -
في الجنة خيرٌ من الدنيا وما فيها، ولو أن امرأةً من نساء أهل الجنة
اطَّلَعت على أهل الأرض لأضاءَت الدنيا وما فيها
ولملأَت ما بينهما ريحًا، ولنَصِيفُها خيرٌ من الدنيا وما فيها»؛
أخرجه البخاري ومسلم في "صحيحيهما"،
والترمذي في "جامعه"، واللفظ له.
إنه - يا عباد الله - نعيمٌ لا مُكافِئَ ولا مُساوي له فضلاً عن أن يفوقه أو يزيد عليه،
فلا عجبَ أن يكون لهم في كل بابٍ من أبواب الخير
نصيبٌ وافرٌ بالقيام بأوامر ربهم - سبحانه - أداءً للفرائض،
وكفًّا عن المحارم، وازدلافًا إليه بالنوافل، واشتغالاً بكل نافعٍ يمكُثُ في الأرض،
وإعراضًا عن الفضول والزَّبَد الذي يذهبُ جُفاءً،
مُستيقنين أنهم حين يتخذون من أعمارهم المحدودة
طريقًا إلى رضوان ربهم بما يستغرقونها من الأعمال
وما يُودِعونها من الصالحات إنما يزرعون اليوم ليحصُدوا ثمار غرسهم غدًا،
مُستحضِرين - على الدوام - قول ربهم - عزَّ وجل -:
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f20248%5fAOMNw0MAABgkTSeH7Ah3PH8qL 04&pid=1.18&fid=Inbox&inline=1مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِhttp://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f20248%5fAOMNw0MAABgkTSeH7Ah3PH8qL 04&pid=1.19&fid=Inbox&inline=1
[الشورى: 20]،
وقوله - سبحانه -:
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f20248%5fAOMNw0MAABgkTSeH7Ah3PH8qL 04&pid=1.20&fid=Inbox&inline=1وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًاhttp://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f20248%5fAOMNw0MAABgkTSeH7Ah3PH8qL 04&pid=1.21&fid=Inbox&inline=1
[الإسراء: 19].
فكانوا بهذا النهج السديد، وهذا المسلك الرشيد خيرَ من امتثل الأمر
الرباني الوارِد في وصية لقمان لابنه:
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f20248%5fAOMNw0MAABgkTSeH7Ah3PH8qL 04&pid=1.22&fid=Inbox&inline=1وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ
وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ..http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f20248%5fAOMNw0MAABgkTSeH7Ah3PH8qL 04&pid=1.23&fid=Inbox&inline=1
الآية [القصص: 77]،
فأحسَنوا إلى أنفسهم غاية الإحسان باتخاذهم الحياة الدنيا مُسلةً
وسبيلاً مُوصِلاً إلى رضوان الله، وإلى نزول الجنة دار النعيم المُقيم،
وكانوا بذلك أحكم الخلق، وأعقل العباد وأكرمهم على الله.
وعلى العكس منهم: أولئك الذين أغفل الله قلوبهم عن ذكره،
واتبعوا أهواءهم وكان أمرهم فُرُطًا، فإنهم جنَحوا إلى سُبُل الضلال،
وحادوا عن الجادة، فقعدوا عن أداء الفرائض، ووقعوا في محارم الله،
واستكثَروا من أكل الحرام، وعبَدوا الدينار والدرهم،
وقام الشُّحُّ عندهم مقام البذل فتقطَّعت بينهم الأسباب،
ووَهَت الوشائج، وانفَصَمت العُرى،
وأضحَى التمتُّع بالنعيم الفاني مُنتهى قصدهم، وغاية سعيِهم،
وأكبر همِّهم، ومبلغ علمهم، جمعوا لدنياهم ونسوا أخراهم،
فلم يرفعوا بثوابها رأسًا، فكان جزاؤهم كما قال - سبحانه -:
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f20248%5fAOMNw0MAABgkTSeH7Ah3PH8qL 04&pid=1.24&fid=Inbox&inline=1مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ
ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًاhttp://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f20248%5fAOMNw0MAABgkTSeH7Ah3PH8qL 04&pid=1.25&fid=Inbox&inline=1
[الإسراء: 18]،
وحقَّ عليهم ذمُّ الله وتوعُّده لهم في قوله - عزَّ من قائل -:
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f20248%5fAOMNw0MAABgkTSeH7Ah3PH8qL 04&pid=1.26&fid=Inbox&inline=1أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ (2) كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (3)
ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (4) كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5)
لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6) ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ (7)
ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِhttp://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f20248%5fAOMNw0MAABgkTSeH7Ah3PH8qL 04&pid=1.27&fid=Inbox&inline=1
[التكاثر: 1- 8].
فاتقوا الله - عباد الله -،
وكونوا مع الذين ابتغَوا فيما آتاهم الله الدار الآخرة،
ولم ينسَوا نصيبَهم من الدنيا، أولئك الذين هداهم الله،
وأولئك هم أولوا الألباب، ولا تغُرنَّكم الحياة الدنيا بزخرفتها وزينتها؛
فقد بيَّن لكم ربكم - سبحانه - حقيقتَها وواقعها بأوضح بيانٍ فقال -
وهو أصدق القائلين -:
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f20248%5fAOMNw0MAABgkTSeH7Ah3PH8qL 04&pid=1.28&fid=Inbox&inline=1اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ
وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ
ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ
وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِhttp://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f20248%5fAOMNw0MAABgkTSeH7Ah3PH8qL 04&pid=1.29&fid=Inbox&inline=1
[الحديد: 20].
نفعني الله وإياكم بهدي كتابه، وبسنه نبيه - صلى الله عليه وسلم -،
أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنبٍ،
إنه هو الغفور الرحيم.
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f20248%5fAOMNw0MAABgkTSeH7Ah3PH8qL 04&pid=1.30&fid=Inbox&inline=1
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره،
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا،
من يهده الله فلا مُضِلَّ له، ومن يُضلِل فلا هادي له،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله،
اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه.
أما بعد، فيا عباد الله: (http://www.ataaalkhayer.com/)
جاء في الحديث الذي أخرجه مسلم في "صحيحه"،
والترمذي في "جامعه" عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنه
- أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
«قد أفلَحَ من أسلم ورُزِق كفافًا وقنَّعه الله بما آتاه».
وفي الحديث الذي أخرجه الشيخان في "صحيحيهما"
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه قال:
سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
«اللهم اجعل رزق آل محمدٍ قوتًا»، وفي رواية: «كفافًا».
وهو توجيهٌ نبويٌّ ما أحكمه وما أعظمه،
وما أجمل العُقبى في الأخذ به بانتهاج نهج القناعة التي تسكن بها النفس،
ويطمئنُّ القلب، وتطيبُ الحياة،
فإنما هي دار انتقالٍ ومرٍّ لا يصحبُ المرءَ منها إلا ما قدَّم لنفسه من الصالحات.
فاتقوا الله - عباد الله -،
وليكن هذا النهج السديد خير ما تعتدُّونه في سيركم إلى ربكم.
واذكروا على الدوام أن الله تعالى قد أمركم بالصلاة والسلام على خير الأنام،
فقال في أصدق الحديث وأحسن الكلام:
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f20248%5fAOMNw0MAABgkTSeH7Ah3PH8qL 04&pid=1.31&fid=Inbox&inline=1إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًاhttp://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f20248%5fAOMNw0MAABgkTSeH7Ah3PH8qL 04&pid=1.32&fid=Inbox&inline=1
[الأحزاب: 56].
اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمد،
وارضَ اللهم عن خلفائه الأربعة: أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعليٍّ،
وعن سائر الآل والصحابة والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين،
وعنَّا معهم بعفوك وكرمك وإحسانك يا خير من تجاوز وعفا.
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين،
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، واحمِ حوزة الدين،
ودمِّر أعداء الدين، وسائر الطغاة والمفسدين، وألِّف بين قلوب المسلمين،
ووحِّد صفوفهم، وأصلِح قادتهم، واجمع كلمتهم على الحق يا رب العالمين.
اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك محمد - صلى الله عليه وسلم -
وعبادك المؤمنين المجاهدين الصادقين.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلِح أئمتنا وولاة أمورنا،
وأيِّد بالحق إمامنا ووليَّ أمرنا، وهيِّئ له البِطانة الصالحة،
ووفِّقه لما تحب وترضى يا سميع الدعاء،
واكتب له ثوب الصحة وأتِمَّ عليه ثوب الصحة والعافية.
اللهم وفِّقه ونائبَيه إلى ما فيه خير الإسلام والمسلمين،
وإلى ما فيه صلاح العباد والبلاد، يا من إليه المرجع يوم المعاد.
اللهم أحسِن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجِرنا من خِزي الدنيا وعذاب الآخرة.
اللهم زِدنا ولا تنقصنا، وأكرِمنا ولا تُهِنَّا، وأعطِنا ولا تحرِمنا،
وآثِرنا ولا تُؤثِر علينا، وأرضِنا وارضَ عنَّا يا رب العالمين.
اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك، وتحوُّل عافيتك،
وفُجاءة نقمتك، وجميع سخطك.
اللهم أصلِح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا،
وأصلِح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلِح لنا آخرتنا التي إليها معادُنا،
واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير،
والموتَ راحةً لنا من كل شر.
اللهم اكفِنا أعداءك وأعداءنا بما شئتَ،
اللهم اكفِنا أعداءك وأعداءنا بما شئتَ،
اللهم اكفِنا أعداءك وأعداءنا بما شئتَ يا رب العالمين،
اللهم إنا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم،
اللهم إنا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم.
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f20248%5fAOMNw0MAABgkTSeH7Ah3PH8qL 04&pid=1.33&fid=Inbox&inline=1رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُhttp://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f20248%5fAOMNw0MAABgkTSeH7Ah3PH8qL 04&pid=1.34&fid=Inbox&inline=1
[آل عمران: 8].
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f20248%5fAOMNw0MAABgkTSeH7Ah3PH8qL 04&pid=1.35&fid=Inbox&inline=1رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَhttp://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f20248%5fAOMNw0MAABgkTSeH7Ah3PH8qL 04&pid=1.36&fid=Inbox&inline=1
[الأعراف: 23]،
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f20248%5fAOMNw0MAABgkTSeH7Ah3PH8qL 04&pid=1.37&fid=Inbox&inline=1رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِhttp://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f20248%5fAOMNw0MAABgkTSeH7Ah3PH8qL 04&pid=1.38&fid=Inbox&inline=1
[البقرة: 201].
وصلِّ اللهم وسلِّم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،
والحمد لله رب العالمين.
نبذة مختصرة عن الخطبة: (http://www.ataaalkhayer.com/)
ألقى فضيلة الشيخ أسامة بن عبد الله خياط - حفظه الله -
خطبة الجمعة بعنوان: "الفرق بين نعيم الدنيا ونعيم الآخرة"،
والتي تحدَّث فيها عن الدنيا وزهرتها وزينتها،
وتحذير الآيات والأحاديث من النسياق خلفها، والاغترار بها؛
لأنها دار ممر وليست دار مستقر،
وحثَّ على العمل للآخر فهي دار القرار،
وذكر بعضًا من ألوان نعيم الجنة،
مما ينبغي على كل عاقلٍ أن يعمل لتحصيل رضا الله وهذا النعيم المُقيم.
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f20248%5fAOMNw0MAABgkTSeH7Ah3PH8qL 04&pid=1.6&fid=Inbox&inline=1
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f20248%5fAOMNw0MAABgkTSeH7Ah3PH8qL 04&pid=1.7&fid=Inbox&inline=1
الحمد لله الحكم العدل اللطيف الخبير،
أحمده - سبحانه - له الدنيا والآخرة وإليه المصير،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبد الله ورسوله البشير النذير، والسراج المنير،
اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه.
أما بعد: (http://www.ataaalkhayer.com/)
فاتقوا الله - عباد الله -، واذكروا وقوفكم بين يديه
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f20248%5fAOMNw0MAABgkTSeH7Ah3PH8qL 04&pid=1.8&fid=Inbox&inline=1يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًاhttp://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f20248%5fAOMNw0MAABgkTSeH7Ah3PH8qL 04&pid=1.9&fid=Inbox&inline=1 [النبأ: 40].
عباد الله: (http://www.ataaalkhayer.com/)
في ضرب الأمثال للناس من تقليب المعاني وإيضاح الحقائق
ما يبعثُ على حُسن القبول وكمال التسليم لبراعة التصوير وبلاغة التشبيه،
وهي من فنون القول البليغ الذي أمر الله به نبيَّه - صلى الله عليه وسلم -
بقوله: http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f20248%5fAOMNw0MAABgkTSeH7Ah3PH8qL 04&pid=1.10&fid=Inbox&inline=1وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًاhttp://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f20248%5fAOMNw0MAABgkTSeH7Ah3PH8qL 04&pid=1.11&fid=Inbox&inline=1
[النساء: 63].
ولذا فحين أراد - عليه الصلاة والسلام - أن يُوجِّه الأنظار
إلى حقيقة الحياة الدنيا وافتتان النفوس بها
وافتتان الناس بها وبزهرتها وزينتها وزخرفها قال:
«إن الدنيا حلوةٌ خضِرة، وإن الله مُستخلِفكم فيها فينظر كيف تعملون ..» الحديث؛
أخرجه مسلم في "صحيحه"، والنسائي في "سننه".
ولا ريب أن للحلاوة والخُضرة مقامهما في النفوس؛
إذ هما موضع أنسٍ لها، وسبب إمتاعٍ تبلغُ به من السرور
ما يحمِلُها على دوام الإقبال عليه والانصراف إليه،
وللناس في هذا الإقبال والانصراف موقفان:
أحدهما: موقف أُولي الألباب الذين هداهم الله، فسلكوا أصوبَ المسالك،
واهتدوا إلى أشرف غاية، فعلموا - وإن كان لهم أن يأخذوا
بحظِّهم ويُصيبوا ما قُدِّر لهم من نعيم العاجلة -
فإن عليهم الحذر من أن يُشغِلهم هذا النعيم ببهجته ونضرته
وبريق سحره عن ذلك النعيم المُقيم، والبهجة الباقية،
والمتاع الذي لا يفنى، ذلك المتاع الذي أعدَّه الله للصالحين من عباده،
وأخبر عنه بقوله - عزَّ اسمه -:
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f20248%5fAOMNw0MAABgkTSeH7Ah3PH8qL 04&pid=1.12&fid=Inbox&inline=1إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا (30)
أُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ
يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ
مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًاhttp://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f20248%5fAOMNw0MAABgkTSeH7Ah3PH8qL 04&pid=1.13&fid=Inbox&inline=1
[الكهف: 30، 31].
وأخبر عنه النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله - في الحديث
الذي أخرجه الشيخان في "صحيحيهما" عن أبي هريرة - رضي الله عنه -
أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
«قال الله - عزَّ وجل -: أعددتُ لعبادي الصالحين ما لا عينٌ رأَت،
ولا أُذنٌ سمعت، ولا خَطَر على قلب بشر، واقرأوا إن شئتم:
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f20248%5fAOMNw0MAABgkTSeH7Ah3PH8qL 04&pid=1.14&fid=Inbox&inline=1فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَhttp://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f20248%5fAOMNw0MAABgkTSeH7Ah3PH8qL 04&pid=1.15&fid=Inbox&inline=1
[السجدة: 17]».
والذي وصفه أيضًا بقوله - عليه الصلاة والسلام -:
«إذا دخل أهل الجنةِ الجنةَ يُنادِي منادٍ:
إن لكم أن تصِحُّوا فلا تسقَموا أبدًا،
وإن لكم أن تحيَوا فلا تموتوا أبدًا، وإن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبدًا،
وذلك قول الله - عز وجل -:
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f20248%5fAOMNw0MAABgkTSeH7Ah3PH8qL 04&pid=1.16&fid=Inbox&inline=1وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَhttp://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f20248%5fAOMNw0MAABgkTSeH7Ah3PH8qL 04&pid=1.17&fid=Inbox&inline=1
[الأعراف: 43]»؛
أخرجه مسلم في "صحيحه"، والترمذي في "جامعه (http://www.ataaalkhayer.com/)"
من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -.
وبيَّن عِظَم قدره وعلوَّ منزلته على كل نعيمٍ في الدنيا بقوله:
«غَدوةٌ في سبيل الله أو رَوحةٌ خيرٌ من الدنيا وما فيها،
ولَقَابُ قوسِ أحدكم أو موضع قيده - أي: السوط -
في الجنة خيرٌ من الدنيا وما فيها، ولو أن امرأةً من نساء أهل الجنة
اطَّلَعت على أهل الأرض لأضاءَت الدنيا وما فيها
ولملأَت ما بينهما ريحًا، ولنَصِيفُها خيرٌ من الدنيا وما فيها»؛
أخرجه البخاري ومسلم في "صحيحيهما"،
والترمذي في "جامعه"، واللفظ له.
إنه - يا عباد الله - نعيمٌ لا مُكافِئَ ولا مُساوي له فضلاً عن أن يفوقه أو يزيد عليه،
فلا عجبَ أن يكون لهم في كل بابٍ من أبواب الخير
نصيبٌ وافرٌ بالقيام بأوامر ربهم - سبحانه - أداءً للفرائض،
وكفًّا عن المحارم، وازدلافًا إليه بالنوافل، واشتغالاً بكل نافعٍ يمكُثُ في الأرض،
وإعراضًا عن الفضول والزَّبَد الذي يذهبُ جُفاءً،
مُستيقنين أنهم حين يتخذون من أعمارهم المحدودة
طريقًا إلى رضوان ربهم بما يستغرقونها من الأعمال
وما يُودِعونها من الصالحات إنما يزرعون اليوم ليحصُدوا ثمار غرسهم غدًا،
مُستحضِرين - على الدوام - قول ربهم - عزَّ وجل -:
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f20248%5fAOMNw0MAABgkTSeH7Ah3PH8qL 04&pid=1.18&fid=Inbox&inline=1مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِhttp://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f20248%5fAOMNw0MAABgkTSeH7Ah3PH8qL 04&pid=1.19&fid=Inbox&inline=1
[الشورى: 20]،
وقوله - سبحانه -:
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f20248%5fAOMNw0MAABgkTSeH7Ah3PH8qL 04&pid=1.20&fid=Inbox&inline=1وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًاhttp://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f20248%5fAOMNw0MAABgkTSeH7Ah3PH8qL 04&pid=1.21&fid=Inbox&inline=1
[الإسراء: 19].
فكانوا بهذا النهج السديد، وهذا المسلك الرشيد خيرَ من امتثل الأمر
الرباني الوارِد في وصية لقمان لابنه:
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f20248%5fAOMNw0MAABgkTSeH7Ah3PH8qL 04&pid=1.22&fid=Inbox&inline=1وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ
وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ..http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f20248%5fAOMNw0MAABgkTSeH7Ah3PH8qL 04&pid=1.23&fid=Inbox&inline=1
الآية [القصص: 77]،
فأحسَنوا إلى أنفسهم غاية الإحسان باتخاذهم الحياة الدنيا مُسلةً
وسبيلاً مُوصِلاً إلى رضوان الله، وإلى نزول الجنة دار النعيم المُقيم،
وكانوا بذلك أحكم الخلق، وأعقل العباد وأكرمهم على الله.
وعلى العكس منهم: أولئك الذين أغفل الله قلوبهم عن ذكره،
واتبعوا أهواءهم وكان أمرهم فُرُطًا، فإنهم جنَحوا إلى سُبُل الضلال،
وحادوا عن الجادة، فقعدوا عن أداء الفرائض، ووقعوا في محارم الله،
واستكثَروا من أكل الحرام، وعبَدوا الدينار والدرهم،
وقام الشُّحُّ عندهم مقام البذل فتقطَّعت بينهم الأسباب،
ووَهَت الوشائج، وانفَصَمت العُرى،
وأضحَى التمتُّع بالنعيم الفاني مُنتهى قصدهم، وغاية سعيِهم،
وأكبر همِّهم، ومبلغ علمهم، جمعوا لدنياهم ونسوا أخراهم،
فلم يرفعوا بثوابها رأسًا، فكان جزاؤهم كما قال - سبحانه -:
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f20248%5fAOMNw0MAABgkTSeH7Ah3PH8qL 04&pid=1.24&fid=Inbox&inline=1مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ
ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًاhttp://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f20248%5fAOMNw0MAABgkTSeH7Ah3PH8qL 04&pid=1.25&fid=Inbox&inline=1
[الإسراء: 18]،
وحقَّ عليهم ذمُّ الله وتوعُّده لهم في قوله - عزَّ من قائل -:
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f20248%5fAOMNw0MAABgkTSeH7Ah3PH8qL 04&pid=1.26&fid=Inbox&inline=1أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ (2) كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (3)
ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (4) كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5)
لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6) ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ (7)
ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِhttp://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f20248%5fAOMNw0MAABgkTSeH7Ah3PH8qL 04&pid=1.27&fid=Inbox&inline=1
[التكاثر: 1- 8].
فاتقوا الله - عباد الله -،
وكونوا مع الذين ابتغَوا فيما آتاهم الله الدار الآخرة،
ولم ينسَوا نصيبَهم من الدنيا، أولئك الذين هداهم الله،
وأولئك هم أولوا الألباب، ولا تغُرنَّكم الحياة الدنيا بزخرفتها وزينتها؛
فقد بيَّن لكم ربكم - سبحانه - حقيقتَها وواقعها بأوضح بيانٍ فقال -
وهو أصدق القائلين -:
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f20248%5fAOMNw0MAABgkTSeH7Ah3PH8qL 04&pid=1.28&fid=Inbox&inline=1اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ
وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ
ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ
وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِhttp://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f20248%5fAOMNw0MAABgkTSeH7Ah3PH8qL 04&pid=1.29&fid=Inbox&inline=1
[الحديد: 20].
نفعني الله وإياكم بهدي كتابه، وبسنه نبيه - صلى الله عليه وسلم -،
أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنبٍ،
إنه هو الغفور الرحيم.
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f20248%5fAOMNw0MAABgkTSeH7Ah3PH8qL 04&pid=1.30&fid=Inbox&inline=1
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره،
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا،
من يهده الله فلا مُضِلَّ له، ومن يُضلِل فلا هادي له،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله،
اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه.
أما بعد، فيا عباد الله: (http://www.ataaalkhayer.com/)
جاء في الحديث الذي أخرجه مسلم في "صحيحه"،
والترمذي في "جامعه" عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنه
- أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
«قد أفلَحَ من أسلم ورُزِق كفافًا وقنَّعه الله بما آتاه».
وفي الحديث الذي أخرجه الشيخان في "صحيحيهما"
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه قال:
سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
«اللهم اجعل رزق آل محمدٍ قوتًا»، وفي رواية: «كفافًا».
وهو توجيهٌ نبويٌّ ما أحكمه وما أعظمه،
وما أجمل العُقبى في الأخذ به بانتهاج نهج القناعة التي تسكن بها النفس،
ويطمئنُّ القلب، وتطيبُ الحياة،
فإنما هي دار انتقالٍ ومرٍّ لا يصحبُ المرءَ منها إلا ما قدَّم لنفسه من الصالحات.
فاتقوا الله - عباد الله -،
وليكن هذا النهج السديد خير ما تعتدُّونه في سيركم إلى ربكم.
واذكروا على الدوام أن الله تعالى قد أمركم بالصلاة والسلام على خير الأنام،
فقال في أصدق الحديث وأحسن الكلام:
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f20248%5fAOMNw0MAABgkTSeH7Ah3PH8qL 04&pid=1.31&fid=Inbox&inline=1إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًاhttp://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f20248%5fAOMNw0MAABgkTSeH7Ah3PH8qL 04&pid=1.32&fid=Inbox&inline=1
[الأحزاب: 56].
اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمد،
وارضَ اللهم عن خلفائه الأربعة: أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعليٍّ،
وعن سائر الآل والصحابة والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين،
وعنَّا معهم بعفوك وكرمك وإحسانك يا خير من تجاوز وعفا.
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين،
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، واحمِ حوزة الدين،
ودمِّر أعداء الدين، وسائر الطغاة والمفسدين، وألِّف بين قلوب المسلمين،
ووحِّد صفوفهم، وأصلِح قادتهم، واجمع كلمتهم على الحق يا رب العالمين.
اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك محمد - صلى الله عليه وسلم -
وعبادك المؤمنين المجاهدين الصادقين.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلِح أئمتنا وولاة أمورنا،
وأيِّد بالحق إمامنا ووليَّ أمرنا، وهيِّئ له البِطانة الصالحة،
ووفِّقه لما تحب وترضى يا سميع الدعاء،
واكتب له ثوب الصحة وأتِمَّ عليه ثوب الصحة والعافية.
اللهم وفِّقه ونائبَيه إلى ما فيه خير الإسلام والمسلمين،
وإلى ما فيه صلاح العباد والبلاد، يا من إليه المرجع يوم المعاد.
اللهم أحسِن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجِرنا من خِزي الدنيا وعذاب الآخرة.
اللهم زِدنا ولا تنقصنا، وأكرِمنا ولا تُهِنَّا، وأعطِنا ولا تحرِمنا،
وآثِرنا ولا تُؤثِر علينا، وأرضِنا وارضَ عنَّا يا رب العالمين.
اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك، وتحوُّل عافيتك،
وفُجاءة نقمتك، وجميع سخطك.
اللهم أصلِح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا،
وأصلِح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلِح لنا آخرتنا التي إليها معادُنا،
واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير،
والموتَ راحةً لنا من كل شر.
اللهم اكفِنا أعداءك وأعداءنا بما شئتَ،
اللهم اكفِنا أعداءك وأعداءنا بما شئتَ،
اللهم اكفِنا أعداءك وأعداءنا بما شئتَ يا رب العالمين،
اللهم إنا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم،
اللهم إنا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم.
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f20248%5fAOMNw0MAABgkTSeH7Ah3PH8qL 04&pid=1.33&fid=Inbox&inline=1رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُhttp://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f20248%5fAOMNw0MAABgkTSeH7Ah3PH8qL 04&pid=1.34&fid=Inbox&inline=1
[آل عمران: 8].
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f20248%5fAOMNw0MAABgkTSeH7Ah3PH8qL 04&pid=1.35&fid=Inbox&inline=1رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَhttp://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f20248%5fAOMNw0MAABgkTSeH7Ah3PH8qL 04&pid=1.36&fid=Inbox&inline=1
[الأعراف: 23]،
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f20248%5fAOMNw0MAABgkTSeH7Ah3PH8qL 04&pid=1.37&fid=Inbox&inline=1رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِhttp://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f20248%5fAOMNw0MAABgkTSeH7Ah3PH8qL 04&pid=1.38&fid=Inbox&inline=1
[البقرة: 201].
وصلِّ اللهم وسلِّم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،
والحمد لله رب العالمين.