المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درس اليوم 04.01.1437


حور العين
10-16-2015, 03:42 PM
من:إدارة بيت عطاء الخير
درس اليوم
[ صفات الله الواردة في الكتاب والسنة
- النَّعت ]
يصح إطلاق هذه اللفظة وإضافتها إلى الله تعالى، فتقول: نَعْتُ الله أو

نعوت الله، ونحو ذلك، لأنَّ النعت في اللغة بمعنى الصفة – على الراجح -.

قال ابنُ فارس في (مقاييس اللغة): (النعتُ: وصفك الشيء بما فيه

من حسن؛ كذا قاله الخليل).

وقال ابن منظور في (لسان العرب):

(النعتُ: وصفك الشيء، تنعته بما فيه وتبالغ في وصفه).

وفي (مختار الصحاح):

(الصفة عندهم – يعني النحويين- هي النعت)

وقال المناوي:

(الصفة لغة: النعت) .

وقال أبو هلال العسكري في (الفروق):

(الفرق بين (الصفة) و(النعت):... النعت هو ما يظهر من الصفات

ويشتهر،... لأنَّ (النعت) يفيد من المعاني التي ذكرناها ما لا تفيده

(الصفة)، ثم قد تتداخل (الصفة) و(النعت) فيقع كلُّ واحدٍ منهما موضع

الآخر، لتقارب معنييهما، ويجوز أن يقال: (الصفة) لغة و (النعت)

لغة أخرى، ولا فرق بينهما).

قال الإمام البخاري في صحيحه:

باب ما يُذكر في الذات والنعوت والأسامي.

علق الشيخ ابن عثيمين:

(أما النعوت: فهي الأوصاف، فأوصاف الله تسمى نعوتاً كما تسمى

أوصافاً، فتقول -مثلاً- نَعَتَ اللهُ نفسه بكذا وكذا أي: وَصَفَ).

وقد كَثُر في أقوال العلماء إضافة النعت إلى الله عزَّ وجلَّ ومن ذلك:

1- قول ابن جرير الطبري

في تفسير قولـه تعالى:

{ قُلْ أَغَيْرَ اللهِ أَتَّخِذُ وَلِيّاً فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ }

[الأنعام: 14]:

(يقول الله: فاطرِ السموات والأرض أتخذُ ولياً؟ ففاطرِ السموات

من نعتِ الله وصفتِه ولذلك خُفِض).

وقولـه في تفسير قولـه تعالى:

{ وَاللهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْـرِكِينَ }
[الأنعام: 23]

(واختلفت القراء أيضاً في قراءة قولـه:

{ وَاللهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ }

فقرأ ذلك عامةُ قرَّاء المدينة وبعض الكوفيين والبصريين

والله ربِّنا خفضاً على أنَّ الرب: نعتٌ لله).

2- قول شيخ الإسلام ابن تيمية:

(ومن أعظم الأصول معرفة الإنسان بما نعت الله به نفسه

من الصفات الفعلية).
وقولـه:

(إذا قيل: الرحمن، الرحيم، الملك، القدوس، السلام، فهي كُلُّها أسماءٌ

لمسمًّى واحدٍ سبحانه وتعالى وإن كان كُلُّ اسمٍ يدل على نعتٍ لله تعالى

لا يدل عليه الاسم الآخر).

وقولـه واصفاً أهل الإيمان:

(وتضمن إيمانهم بالله إيمانهم بربوبيته وصفاتِ كمالِه و نعوتِ جلاله

وأسمائه الحسنى، و عموم قدرته و مشيئته و كمال علمه و حكمته؛

فباينوا بذلك جميعَ طوائف أهل البدع و المنكرين لذلك أو لشيء منه).

3- قول الحافظ ابن القيم:

(أسماؤه كلُّها أسماءُ مدحٍ وحمدٍ وثناءٍ وتمجيدٍ، ولذلك كانت حسنى،

وصفاتُه كلُّها صفات كمالٍ، ونعوتُه كلُّها نعوتُ جلالٍ، وأفعالُه كلُّها حكمة

ورحمة ومصلحة وعدل) .

وقولـه:

(التوحيدُ الحقُّ هو ما نعت الله به نفسه على ألسنة رسله فهم لم ينعتوه

من تلقاء أنفسهم وإنما نعتوه بما أذن لهم في نعته به) .

وقولـه:

(والتحقيق: أنَّ صفاتِ الرب جلَّ جلالُه داخلةٌ في مسمى اسمه، فليس

اسمه: الله، والرب، والإله، أسماءً لذاتٍ مجردة لا صفة لها ألبتة، فإنَّ هذه

الذات المجردة وجودها مستحيل، وإنما يفرضها الذهن فرض الممتنعات

ثم يحكم عليها واسم الله سبحانه والرب والإله اسمٌ لذاتٍ لها جميعُ صفاتِ

الكمال ونعوتِ الجلال كالعلم والقدرة والحياة والإرادة والكلام والسمع

والبصر والبقاء والقدم وسائر الكمال الذي يستحقه الله لذاته، فصفاته

داخلة في مسمى اسمه، فتجريد الصفات عن الذات والذات عن الصفات

فرضٌ وخيالٌ ذهنِيٌّ لا حقيقة له وهو أمر اعتباري لا فائدة فيه ولا يترتب

عليه معرفة ولا إيمان ولا هو علم في نفسه... فليس الله اسماً لذاتٍ لا نعتَ

لها، ولا صفة ولا فعل ولا وجه ولا يدين، ذلك إلهٌ معدومٌ مفروضٌ

في الأذهان، لا وجود له في الأعيان).

وقولـه:

(... فهذا الموصوف بهذه الصفات والنعوت والأفعال والعلو والعظمة

والحفظ والعزة والحكمة والملك والحمد والمغفرة والرحمة والكلام

والمشيئة والولاية وإحياء الموتى والقدرة التامة الشاملة والحكم بين

عباده وكونه فاطر السموات والأرض وهو السميع البصير؛ فهذا هو الذي

ليس كمثله شيء لكثرة نعوته وأوصافه وأسمائه وأفعاله وثبوتها له

على وجه الكمال الذي لا يماثله فيه شيء) .

4- قول ابن كثير في تفسير قولـه تعالى:

{ هُنَالِكَ الْوَلايَةُ لله الْـحَقِّ }

[الكهف: 44]:

(منهم من رفع (الحق) على أنه نعتٌ للولاية كقولـه تعالى: الـمُلْكُ يَوْمَئِذٍ

الْـحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْماً عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيراً ومنهم من خفض القاف

على أنه نعتٌ لله عزَّ وجلَّ كقولـه:

{ ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللهِ مَوْلاهُمْ الْـحَقِّ }.

5- قول الحافظ الذهبي:

(فإننا على أصلٍ صحيح، وعِقْدٍ متين، من أنَّ الله تقدَّس اسمُه لا مثلَ له،

وأنَّ إيماننا بما ثبت من نعوته كإيماننا بذاته المقدسة، إذ الصفات تابعة

للموصوف، فنعقلُ وجود الباري ونُمَيِّز ذاته المقدسة عن الأشباه من غير

أن نتعقل الماهية، فكذلك القول في صفاته نؤمن بها ونعقل وجودها

ونعلمها في الجملة من غير أن نتعقَّلها أو نُشبهها أو نُكيفها أو نمثلها

بصفات خلقه، تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيراً) .

وغيرُهم وغيرُهم كثيرٌ، لكن الأولى أن نقول (صفة الله) و(صفة الرحمن)

أو (صفات الله) بدل (نعت الله) أو (نعوت الله) لورود الحديث

الصحيح بذلك.

أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين