المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ثم دخلت سنة إحدى وثمانين ومائتين‏


حور العين
10-16-2015, 05:07 PM
من:الأخ / مصطفى آل حمد
ثم دخلت سنة إحدى وثمانين ومائتين‏ هـ
من كتاب البداية و النهاية لابن كثير يرحمه الله

فيها‏:

‏ دخل المسلمون بلاد الروم فغنموا وسلموا‏.‏
وفيها‏:‏

تكامل غور المياه ببلاد الري وطبرستان‏.‏
وفيها‏:‏

غلت الأسعار جداً، وجهد الناس حتى أكل بعضهم بعضاً، فكان الرجل

يأكل ابنه وابنته فإنا لله وإنا إليه راجعون‏.‏

وفيها‏:‏

حاصر المعتضد قلعة ماردين وكانت بيد حمدان بن حمدون ففتحها قسراً

وأخذ ما كان فيها، ثم أمر بتخريبها فهدمت‏.‏

وفيها‏:‏

وصلت قطر الندى بنت خمارويه سلطان الديار المصرية إلى بغداد في

تجمل عظيم ومعها من الجهاز شيء كثير حتى قيل‏:‏ إنه كان في الجهاز

مائة هاون من ذهب غير الفضة وما يتبع ذلك من القماش، وغير ذلك

مما لا يحصى‏.‏

ثم بعد كل حساب أرسل معها أبوها ألف ألف دينار وخمسين ألف دينار

لتشتري بها من العراق ما قد تحتاج إليه مما ليس بمصر مثله‏.‏

وفيها‏:‏

خرج المعتضد إلى بلاد الجبل، وولى ولده علياً المكتفي نيابة الري

وقزوين وأزربيجان وهمدان والدينور، وجعل على كتابته أحمد

بن الأصبغ، وولى عمر بن عبد العزيز بن أبي دلف نيابة أصبهان

ونهاوند والكرج، ثم عاد راجعاً إلى بغداد‏.‏

وحج بالناس محمد بن هارون بن إسحاق، وأصاب الحجاج في الأجفر

مطر عظيم فغرق كثير منهم، كان الرجل يغرق في الرمل فلا يقدر أحد

على خلاصه منه‏.‏

وفيها توفي من الأعيان‏:‏

إبراهيم بن الحسن بن ديزيل الحافظ صاحب كتاب المصنفات، منها

في وقعة صفين مجلد كبير‏.‏

وأحمد بن محمد الطائي بالكوفة في جمادى منها‏.‏

وإسحاق بن إبراهيم

المعروف بابن الجيلي سمع الحديث وكان يفتي الناس بالحديث،

وكان يوصف بالفهم والحفظ‏.‏

وفيها توفي‏:‏

أبو بكر عبد الله بن أبي الدنيا القرشي

مولى بني أمية، وهو عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان بن قيس

أبو بكر بن أبي الدنيا الحافظ المصنف في كل فن، المشهور بالتصانيف

الكثيرة النافعة الشائعة الزائعة في الرقاق وغيرها، وهي تزيد

على مائة مصنف‏.‏ ‏

وقيل‏:‏ إنها نحو الثلاثمائة مصنف، وقيل‏:‏ أكثر، وقيل‏:‏ أقل‏.‏

سمع ابن أبي الدنيا إبراهيم بن المنذر الخزامي، وخالد بن خراش وعلي

بن الجعد وخلقاً، وكان مؤدب المعتضد وعلي بن المعتضد الملقب

بالمكتفي بالله، وكان له عليه كل يوم خمسة عشر ديناراً، وكان صدوقاً

حافظاً ذا مروءة، لكن قال فيه صالح بن محمد حزرة‏:‏ إلا أنه كان يروى

عن رجل يقال له‏:‏ محمد بن إسحاق البلخي وكان هذا الرجل كذاباً يضع

للأعلام، إسناداً وللكلام إسناداً، ويروى أحاديث منكرة‏.‏

ومن شعر ابن أبي الدنيا‏:‏ أنه جلس أصحاب له ينتظرونه ليخرج إليهم،

فجاء المطر فحال بينه، فكتب إليهم رقعة فيها‏:‏

أنا مشتاق إلى رؤيتكم * يا أخلاي وسمعي والبصر

كيف أنساكم وقلبي عندكم * حال فيما بيننا هذا المطر

توفي ببغداد في جمادى الأولى من هذه السنة عن سبعين سنة،

وصلى عليه يوسف بن يعقوب القاضي، ودفن بالشونيزية رحمه الله‏.‏

عبد الرحمن بن عمرو أبو زرعة البصري الدمشقي الحافظ الكبير

المشهور بابن المواز الفقيه المالكي، له اختيارات في مذهب مالك، فمن

ذلك وجوب الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة‏.‏