المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درس اليوم 05.01.1437


حور العين
10-17-2015, 03:06 PM
من:إدارة بيت عطاء الخير
درس اليوم
[ صفات الله الواردة في الكتاب والسنة
- النَّفْس (بسكون الفاء) ]
أهل السنة والجماعة يثبتون النَّفْس لله تعالى، ونَفْسُه هي ذاته عزَّ وجلَّ،

وهي ثابتة بالكتاب والسنة.
· الدليل من الكتاب:
1- قولـه تعالى:
{ وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ }

[آل عمران: 28، 30].

2- و قولـه:
{ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِـي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ }

[المائدة: 116]
3- وقولـه:
{ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ }

[الأنعام: 54].
· الدليل من السنة:

1- الحديث المشهور:

( يا عبادي! إني حرمت الظلم على نفسي ).

2- حديث عائشة رضي الله عنها:

(... وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناء عليك

أنت كما أثنيت على نفسك ) .
3- حديث أبي هريرة رضي الله عنه:

( يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني،

فإن ذكرني في نفســه، ذكرتـه في نفسي...) .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية عن نَفْس الله:

(ونفسه هي ذاته المقدسة) .

وقال أيضاً:

(ويراد بنَفْس الشيء ذاته وعينه؛ كما يقال: رأيت زيداً نفسه وعينه،

وقد قال تعالى:

{ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ }

وقال تعالى:

{ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ }

وقال تعالى:

{ وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ }

وفي الحديث الصحيح؛ أنه قال لأم المؤمنين:

( لقد قلت بعدك أربع كلمات لو وزن بما قلتيه لوزنتهن:

سبحان الله عدد خلقه، سبحان الله زنة عرشه،

سبحان الله رضا نفسه، سبحان الله مداد كلماته )،

وفي الحديث الصحيح الإلهي عن النبي صلى الله عليه وسلم:

( يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حين يذكرني،

إن ذكرني في نفسه، ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ؛

ذكرته في ملأ خير منهم )؛

فهذه المواضع المراد فيها بلفظ النَفْس عند جمهور العلماء: الله نفسه،

التي هي ذاته، المتصفة بصفاته، ليس المراد بها ذاتاً منفكة عن الصفات،

ولا المراد بها صفة للذات، وطائفة من الناس يجعلونها من باب الصفات،

كما يظن طائفة أنها الذات المجردة عن الصفات، وكلا القولين خطأ) .

وفي (كتاب التوحيد) مـن (صحيح البخاري):

(باب: قول الله تعالى:

{ وَيُحَذِّرُكُمْ اللهُ نَفْسَهُ }

وقولـه جل ذكره:

تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي ولا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ).

قال القاسمي في التفسير:

{ وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ }

أي: ذاته المقدسة).

وقال الشيخ ابن عثيمين:

(نفس الشيء هو الشيء، فقوله تعالى:

{ وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ }

أي: يحذركم إياه، وليست النفس شيئاً آخر، والله شيئاً آخر، الله هو

النفس، وكذلك قوله: تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي ولا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ، أي:

تعلم ما عندي أنا في نفسي ولا أعلم ما في نفسك، فليست النفس صفة

زائدة على الذات، بل هي الذات نفسها) .

وقال الشيخ عبد الله الغنيمان:

(المراد بالنَّفْسِ في هذا: اللهُ تعالى، المتصف بصفاته، ولا يقصد بذلك ذاتاً

منفكة عن الصفات، كما لا يراد به صفة الذات كما قاله بعض الناس).

لكن من السلف من يعدُّ (النَّفْس) صفةً لله عزَّ وجلَّ، منهم الإمام

ابن خزيمة ؛ حيث قال في أوله: (فأول ما نبدأ به من ذكر صفات خالقنا

جل وعلا في كتابنا هذا: ذكر نفسه، جلَّ ربُّنا عن أن تكون نَفْسُه

كنَفْسِ خلقه، وعزَّ أن يكون عَدَماً لا نَفْس له).

ومنهم عبد الغني المقدسي؛ قال:

(ومما نطق به القرآن وصحَّ به النقل من الصفات (النَّفْس) )،

ثم سرد بعض الآيات والأحاديث لإثبات ذلك.

ومنهم البغوي. انظر: صفة (الأصابع).

ومن المتأخرين صديق حسن خان؛ قال:

(ومما نطق بها القرآن وصحَّ بها النقل من الصفات: (النَّفْس)...).

لكنه في تفسير قولـه تعالى:
{ وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ }

قال: أي: ذاته المقدسة) والله أعلم.

أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين