المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل تريد أن تكون أحب الناس إلى الله جل وعلا


حور العين
10-18-2015, 05:45 PM
من:الابنة / آية عبد الرحمن
هل تريد أن تكون أحب الناس إلى الله جل وعلا؟
الرهوانى ابو العز
معاشر المسلمين:
قال تعالى:

{تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى

وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ }

المائدة: 2.

أيها المسلمون:

هل أدلكم على عبادة عظيمة يغفل عنها كثير من الناس.

هل أدلكم على عبادة عظيمة لا يدرك قيمتها كثير من الناس.

هل أدلكم عبادة عظيمة وبسيطة في متناول كل الناس.

أتدرون ما هي هذه العبادة؟

إنها قضاء حوائج الناس.

فتعالوا بنا نقف مع هذه العبادة العظيمة .

أيها المسلمون:

اعلموا حفظكم الله أن قضاء حوائج الناس يعتبر من أعظم العبادات

وأجل القربات وذلك للاعتبارات التالية:

1- أنها أحب الأعمال إلى الله،

وأن صاحبها أحب الناس إلى الله

هذا ما بينه رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الحسن

الذي رواه الطبراني عن بن عمر

( أن رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله

أي الناس أحب إلى الله وأي الأعمال أحب إلى الله عز و جل

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

أحبُّ الناسِ إلى الله أنفعُهم للناس وأحبُّ الأعمالِ إلى الله سُرُورٌ تُدْخِلُه على مسلم

أو تَكْشِفُ عنه كُرْبَةً أو تَقْضِى عنه دَيْناً

أو تَطْرُدُ عنه جُوعا)

أيها المسلم إذا أردت أن تكون محبوبا عند الله فعليك

أن تكون من الذين ينفعون الناس بأي وسيلة بفكرك أو بعلمك

أو بنصحك أو بإرشادك لهم أو بمساعدتك لهم على قضاء حوائجهم.

وإذا أردت أن تعمل عملا يحبه الله فعليك أن تجتهد في إدخال السرور

على الناس ولو بالكلمة الطيبة أو الابتسامة الصادقة

أو بكشف الكرب عنهم أو قضاء الدين عنهم أو طرد الجوع عنهم.

2- أن قضاء حوائج الناس أفضل من الاعتكاف شهرا في المسجد النبوي

لأَنْ أمشىَ مع أخي المسلمِ في حاجةٍ أحبُّ إِلَىَّ من أن أعتكفَ في

هذا المسجدِ شهرًا.

هنا يجب أن نقف لحساب القضية معلوم أن الاعتكاف هو المكث في

المسجد للصلاة والذكر تلاوة القرآن والدعاء والصيام هذه الطاعات

وما فيها من الأجر العظيم طيلة شهر بكامله وفي المسجد النبوي

حيث تتضاعف الأجور إذ أن الصلاة فيه تعادل ألف صلاة في غيره

والصلاة جماعة تعادل سبعة وعشرين،

ثم أن من صلى العشاء في جماعة،

فكأنما قام نصف الليل،

ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله.

ثم إن من اعتكف سيقرئ القران والحرف بعشر حسنات

ولا شك أنه سيختم القرآن ختمات خلال شهر فكم سيحصل على الأجر.

ثم أضف الى ذلك أجر الذكر ثم أجر الصيام إنها والله غنيمة

عظيمة وثروة كبيرة لا تقدر بثمن ،

لكل من يمشى في حاجة أخيه.

3- أن صاحبها يثبته الله يوم الفزع الاكبر

جاء في تتمة الحديث السابق: "ومن مشى مع أخيه المسلمِ في حاجةٍ

حتى تتهيأَ له أثبتَ اللهُ قدمَه يومَ تَزِلُّ الأقدامُ".

وجاء في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:

( ومَن كان في حاجةِ أخيه كان اللهُ في حاجتِه ،

ومَن فرَّجَ عن مسلمٍ كربةً فرَّجَ اللهُ عنه كربةً مِن كُرُبَاتِ يومِ القيامةِ) .

من أجل هذه الاعتبارات وغيرها كان السلف يهتمون بقضاء حوائج الناس

ويتنافسون في هذا الباب العظيم تنافسا ملحوظا.

فهذا أبو بكر الصديق رضي الله عنه يحلب للحي أغنامهم،

فلما استُخلف قالت جارية منهم: الآن لا يحلبها،

فقال أبو بكر: بلى وإني لأرجو أن لا يغيرني ما دخلت فيه

عن شيء كنت أفعله.

وهذا عمر كان يتعاهد الأرامل يستقي لهن الماء بالليل،

ورآه مرة طلحة بالليل يدخل بيت امرأة،

فدخل إليها طلحة نهارًا،

فإذا هي عجوز عمياء مقعدة فسألها: ما يصنع هذا الرجل عندكِ؟

قالت: هذا مذ كذا وكذا يتعاهدني يأتيني بما يصلحني

ويخرج عني الأذى،

فقال طلحة: ثكلتك أمك يا طلحة،

أعورات عمر تتبع؟