المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وأشرقت شمس عام جديد


حور العين
10-19-2015, 07:12 PM
من:الأخ / نبيه بن مراد العطرجي
مودة الفؤاد
خمسون

وأشرقت شمس عام جديد

وأشْرقت شَمس العَام الجَديد 1437 هــ

يَوم الخَميس المبَارك الذَي تُرفع فِيه أعمَال العبَاد لربِهم

رَوى عنْ رسُول الله صَلى الله عَليه وسَلم أنّه قَال :

( إنهمَا يومَان تعرَض فيهُما الأعمَال عَلى الله ،

وأحبْ أنْ يعرَض عمَلي وأنَا صَائم )

فَهنيئاً لمَن أستقبل أوَل أيَام السَنة الهجْرية بنَفس صَائمة .

ولنَا أنْ نتأمّل كَيف سَقطت ورَقه مِن شَجرة أيَام العُمر

بَعد أنْ أنقَضى يَوماَ بَعد يَوم دُون رجُوع ،

ونقُصت أعمَارنا مِن دَائرة أيَام السنِين .

فالحيَاة تَسير عجلتهَا دُون تَوقف مهمَا كَان الأمْر .

وبإشْراقه شَمس اليَوم الأوّل مِن العَام أفِل عُمر الشبَاب ،

وبَدأ العَد التنَازلي لأيَام مرْحلة مَا قَبل العَقد الأخِير مِن عُمر الحيَاة

ومَع بِداية دَائرة مَرحلة النضُوج العَقلي الكَامل التِي مَع مُرور

أيَامها ستَختلف بطبِيعة الحَال تعَابير الوَجه ، ويَنموا شَعر الوقَار ،

وتَبدأ الصِحة فِي الإنحدَار ، ويَكون الكَلام حِكم نتِيجة تَجارب

فِي زَمن الحيَاة الماضِية قضينَاها ، فكَان عَلى النَفس لزُوماً أنْ تُحاسب

نَفسها قَبل أنْ تُحاسب مَا دَامت الفُرصة سَانحة ، ونَستلهم الدرُوس

والعِبر ممَا فَات .
قَال عَليه الصَلاة والسَلام :

( أغتنِم خمساً قَبل خَمس: شبابَك قَبل هرَمك ،

وصحَّتك قَبل سقمَك ، وغِناك قَبل فُقرك ،

وفرَاغك قَبل شُغلك ، وحيَاتك قَبل مَوتك )

فمَا بَقي مِن الأيَام فَوق ثَرى الحيَاة الفَانية أقّل بقَليل ممَا رَحل

مِن أيَام العُمر القَادم ، وتَرتيب الأوْراق المبَعثرة لأيَام وسَنوات مَضت

وأنْقضت لَا يُفيد ، ولَا يُعيد الماضِي بجمَاله وآلامُه ،

وجَدولة أوْلوية مطَالب الحيَاة لتحقِيقها

لَا يَكفيه الزَمن البَاقي مِن سنوَات الحيَاة .

فالأيَام القَلائل القَادمة أيَام يَنبغي تَقويم السلوكْ فِيها ،

والإكثَار مِن النَوافل فِيها ، وإغتنَام فُرص الخَير الآتِية ،

وجَني ثمَار الأعمَال الصَالحة مِن مَواسم الخيرَات القَادمة

لتَكون أيَام صَلاح ، وصَحائفنا بالحسنَات مَليئة ،

فالنَفس الفَانية قَاربت عَلى ودَاع الدُنيا والرَحيل منهَا

بَعد ولوجْ العِقد الخَامس مِن العُمر .

فالرُوح لَا تَدري متَى مَوعد لحظَة الودَاع !

وكَيف ستَكون ! وأيْن !

اللهُم أقسِم لنَا مِن خَشيتك مَا تبلغنا به جنتك ,

ومِن اليقِين مَا تهونْ بِه عَلينا مصَائب الدُنيا ،

ولَا تجعَل الدُنيا أكبَر همنَا ولَا مَبلغ عِلمنا ،

ولَا تسَلط عَلينا مَن لَا يرحمنَا .

وكُل عَام وأنتُم بخِير