المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ممن توفي سنة خمس وتسعين ومائتين


حور العين
11-17-2015, 04:36 PM
من:الأخ / مصطفى آل حمد

ممن توفي سنة خمس وتسعين ومائتين
من كتاب البداية و النهاية لابن كثير يرحمه الله
وفيها توفي من الأعيان‏:‏
أبو إسحاق المزكي
إبراهيم بن محمد بن يحيى بن سختويه بن عبد الله أبو إسحاق المزكي،

الحافظ الزاهد، إمام أهل عصره بنيسابور في معرفة الحديث والرجال

والعلل، وقد سمع خلقاً من المشايخ الكبار، ودخل على الإمام أحمد

وذاكره، وكان مجلسه مهيباً ويقال‏:‏ إنه كان مجاب الدعوة، وكان لا يملك

الإداره التي يسكنها وحانوتاً يستغله كل شهر سبعة عشر درهماً ينفقها

على نفسه وعياله، وكان لا يقبل من أحد شيئاً، وكان يطبخ له الجزر

بالخل فيأتدم به طول الشتاء، وقد قال أبو علي الحسين بن علي الحافظ‏:‏

لم ترَ عيناي مثله‏.‏

أبو الحسين النوري أحد أئمة الصوفية

اسمه أحمد بن محمد، ويقال‏:‏ محمد بن محمد، والأول أصح ويعرف بابن

البغوي، أصله من خراسان وحدّث عن سرى السقطي ثم صار هو من

أكابر أئمة القوم، قال أبو أحمد المغازلي‏:‏ ما رأيت أحداً قط أعبد

من أبي الحسين النوري، قيل له‏:‏ ولا الجنيد‏؟‏

قال‏:‏ ولا الجنيد ولا غيره‏.‏

وقال غيره‏:‏ صام عشرين سنة لا يعلم به أحد لا من أهله ولا من غيره‏.‏

وتوفي في مسجد وهو مقنّع فلم يعلم به أحد إلا بعد أربعة أيام‏.‏

إسماعيل بن أحمد بن سامان

أحد ملوك خراسان وهو الذي قتل عمرو بن الليث الصفار الخارجي،

وكتب بذلك إلى المعتضد فولاّه خراسان ثم ولاّه المكتفي الري وما وراء

النهر وبلاد الترك، وقد غزا بلادهم وأوقع بهم بأساً شديداً، وبنى الربط في

الطرقات يسع الرباط منها ألف فارس، وأوقف عليهم أوقافاً جزيلة، وقد

أهدى إليه طاهر بن محمد بن عمرو بن الليث هدايا جزيلة منها ثلاث

عشرة جوهرة زنة كل جوهرة منها ما بين السبع مثاقيل إلى العشرة،

وبعضها أحمر وبعضها أزرق قيمتها مائة ألف دينار، فبعث بها إلى

الخليفة المعتضد وشفع في طاهر فشفعه فيه‏.‏

ولما مات إسماعيل بن أحمد وبلغ المكتفي موته تمثّل بقول أبي نواس‏:‏

لن يخلفَ الدهر مثلهم أبداً * هيهاتِ هيهاتِ شأنهُ عجبُ

المعمري الحافظ

صاحب عمل اليوم والليلة، وهو الحسن بن علي بن شبيب أبو علي

المعمري الحافظ، رحل وسمع من الشيوخ وأدرك خلقاً منهم علي

بن المديني ويحيى بن معين، وعنه ابن صاعد والنجاد والجلدي، وكان من

بحور العلم وحفاظ الحديث، صدوقاً ثبتاً، وقد كان يشبك أسنانه بالذهب

من الكبر، لأنه جاوز الثمانين، وكان يكنى أولاً بأبي القاسم، ثم بأبي علي،

وقد ولي القضاء للبرتي على القصر وأعمالها وإنما قيل له المعمري بأمه

أم الحسن بنت أبي سفيان صاحب معمر بن راشد‏.‏

وقد صنف المعمري كتاباً جيداً في عمل يوم وليلة، واسمه الحسن بن علي

بن شبيب أبو علي المعمري، توفي ليلة الجمعة لإحدى عشرة ليلة

بقيت من المحرم‏.‏

عبد الله بن الحسن بن أحمد بن أبي شعيب واسم أبي شعيب عبد الله بن

مسلم أبو شعيب الأموي الحرَّاني المؤدب المحدث ابن المحدث، تولد سنة

ست وثمانين ومائتين، سمع أباه وجده وعفان بن مسلم وأبا خيثمة، كان

صدوقاً ثقة مأموناً، توفي في ذي الحجة منها‏.‏

علي بن أحمد المكتفي بالله تقدم ذكره‏.‏

أبو جعفر الترمذي محمد بن محمد بن نصر أبو جعفر الترمذي الفقيه

الشافعي، كان من أهل العلم والزهد، ووثقه الدارقطني، كان مأموناً ناسكاً‏.‏

وقال القاضي أحمد بن كامل‏:‏ لم يكن لأصحاب الشافعي بالعراق أرأس

منه، ولا أورع‏:‏ كان متقللاً في المطعم على حالة عظيمة فقراً وورعاً

وصبراً، وكان ينفق في كل شهر أربعة دراهم، وكان لا يسأل أحداً شيئاً،

وكان قد اختلط في آخر عمره، توفي في المحرم منها‏.‏