vip_vip
01-12-2011, 12:11 PM
43 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان / العمل الصالح
فى العشر الأول من ذى الحجة
لفضيلة العضو الشيخ / نبيل عبدالرحيم الرفاعى
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f86291%5fAOINw0MAAYEzTNMhYQOnm3Mq0 JU&pid=1.3&fid=adnan&inline=1
أمام و خطيب مسجد التقوى - شارع التحلية - جدة
حصريــاً لبيتنا و لتجمع الجروبات الإسلامية الشقيقة
و سمح للجميع بنقله إبتغاء للأجر و الثواب
================================================== ================================
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f86291%5fAOINw0MAAYEzTNMhYQOnm3Mq0 JU&pid=1.4&fid=adnan&inline=1
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f86291%5fAOINw0MAAYEzTNMhYQOnm3Mq0 JU&pid=1.5&fid=adnan&inline=1
الحمد لله المتفضِّل بكلّ نعمة ، دافعِ كلّ نقمة ، له الخلق و الأمر ،
و إليه المرجع و المستقرّ ، يتفضّل بالصالحات و يجزي عليها ،
و ينعم بالخيرات و يوفِّق إليها ، أحمده تعالى و أشكره و قد تفضّل بالزيادة لمن شكر ،
و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،
و أشهد أن محمدا عبده و رسوله ، صلى الله عليه و على آله و صحبه
ما تعاقب الشمس و القمر .
أمــــا بعـــد :
فأوصيكم ـ أيها الناس ـ و نفسي بتقوى الله عز و جل ، فأتقوا الله رحمكم الله ،
و أرغبوا فيما عنده ، و لا تغرنكم الحياة الدنيا ، فطالبها مكدود ،
و المتعلق بما متعب مجهود ، و الزاهد فيها محمود ، و أستعيذوا بالله من هوى مطاع ،
و عُمُر مُضاع ، و رحم الله عبدًا أعطي قوةً و عمل بها في طاعة الله ،
أو قصر به ضعف فكفَّ عن محارم الله .
أيها المسلمون ، للمسلم في كل ساعة من عمره وظيفة لربه ،
عليه أن يقوم بها حسب الاستطاعة ، و على قدر الطاقة ، فاتقوا الله ما استطعتم ،
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f86291%5fAOINw0MAAYEzTNMhYQOnm3Mq0 JU&pid=1.6&fid=adnan&inline=1لاَ يُكَلّفُ ٱللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f86291%5fAOINw0MAAYEzTNMhYQOnm3Mq0 JU&pid=1.7&fid=adnan&inline=1
[ البقرة : 286 ] .
إنها وظائف ومطلوبات تستغرق الحياة كلها ،
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f86291%5fAOINw0MAAYEzTNMhYQOnm3Mq0 JU&pid=1.6&fid=adnan&inline=1 وَٱعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ ٱلْيَقِينُ http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f86291%5fAOINw0MAAYEzTNMhYQOnm3Mq0 JU&pid=1.7&fid=adnan&inline=1
[الحجر:99]،
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f86291%5fAOINw0MAAYEzTNMhYQOnm3Mq0 JU&pid=1.6&fid=adnan&inline=1قُلْ إِنَّ صَلاَتِى وَنُسُكِى وَمَحْيَاىَ وَمَمَاتِى للَّهِ رَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f86291%5fAOINw0MAAYEzTNMhYQOnm3Mq0 JU&pid=1.8&fid=adnan&inline=1لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْمُسْلِمِينَ http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f86291%5fAOINw0MAAYEzTNMhYQOnm3Mq0 JU&pid=1.7&fid=adnan&inline=1
[ الأنعام : 162 ، 163 ] .
ناهيكم ـ أيها المسلمون ـ بما أمتن الله به على عباده من مواسم الفضل و نفحات الدهر ،
في شهر رمضان كله ، ثم في عشره الأخيرة ، و في عشر ذي الحجة ،
و في يوم عرفة ، ثم في الحج و مناسكه ،
في كل هذه المواسم و النفحات مزيدُ الفضل و مضاعفات الأجر .
إن هذه الوظائف و المرغوبات تستدعي من المسلم الحصيف
أن يتلمَّس الأعمال الصالحات ، و يتحرَّاها في حقيقتها و أثرها و سعتها و ثمارها .
أيها المسلمون ، الأعمال الصالحات منزلتها في الدين عظيمة ،
و مرتبتها في الإسلام عالية ، فهي قرين الإيمان في كتاب الله ، و أثره و ثمرته و جزؤاه ،
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f86291%5fAOINw0MAAYEzTNMhYQOnm3Mq0 JU&pid=1.6&fid=adnan&inline=1 وَمَن يَعْمَلْ مِنَ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلاَ يَخَافُ ظُلْماً وَلاَ هَضْماً http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f86291%5fAOINw0MAAYEzTNMhYQOnm3Mq0 JU&pid=1.7&fid=adnan&inline=1
[ طه : 112 ] ،
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f86291%5fAOINw0MAAYEzTNMhYQOnm3Mq0 JU&pid=1.6&fid=adnan&inline=1إِنَّ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّـٰتُ ٱلْفِرْدَوْسِ نُزُلاً http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f86291%5fAOINw0MAAYEzTNMhYQOnm3Mq0 JU&pid=1.7&fid=adnan&inline=1
[ الكهف : 107 ] ،
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f86291%5fAOINw0MAAYEzTNMhYQOnm3Mq0 JU&pid=1.9&fid=adnan&inline=1 مَنْ عَمِلَ صَـٰلِحاً مّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَوٰةً طَيّبَةً
وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f86291%5fAOINw0MAAYEzTNMhYQOnm3Mq0 JU&pid=1.7&fid=adnan&inline=1
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f86291%5fAOINw0MAAYEzTNMhYQOnm3Mq0 JU&pid=1.9&fid=adnan&inline=1 [ النحل : 97 ] .
كتاب الله العزيز و سنة نبينا محمد صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم
قد تظافرا في بيان حقيقة ذلك و متطلباته ، و أثره و ثماره ،
و سعة دائرته و علامة صحته ، و أسباب قبوله .
أيها الإخوة : الإيمان بالله و معرفته و توحيده ، و معرفة الحق ،
و إخلاص العمل و لزوم السنة ، و أكل الحلال ، و المداومة و القصد و التوسط ،
و إتباع السيئة الحسنة ، و التوبة و الاستغفار و البكاء على الخطيئة ،
كل أولئك علائم و منارات و ضوابط و متطلبات لتحقيق العمل الصالح .
من عرف الله و لم يعرف الحق لم ينتفع ، و من عرف الحق و لم يعرف الله لم ينتفع ،
و من عرف الله و عرف الحق و لم يخلص العمل لم ينتفع ،
و من عرف الله و عرف الحق و أخلص العمل و لم يكن على السنة لم ينتفع ،
و إن تمَّ له ذلك و لم يأكل الحلال و يجتنب الحرام و أكبَّ على الذنوب لم ينتفع .
عباد الله : لا يرجو القبول إلا مؤمن بربه و بآياته ، عابدٌ مخلص ،
و جلٌ مشفق ، يستصغر عباداته ، و يستقلُّ طاعاته ، مدركٌ لجلال الله و عظمته ،
و علمه و إحاطته ، رقيب له في شعائره و مشاعره .
أيها المسلمون : العمل الصالح لا بد أن يكون سليمًا من الشرك كبيره و صغيره ،
دقيقه و جليله ، خفيِّه و جليِّه ،
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f86291%5fAOINw0MAAYEzTNMhYQOnm3Mq0 JU&pid=1.6&fid=adnan&inline=1 فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَـٰلِحاً
وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبّهِ أَحَدَا http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f86291%5fAOINw0MAAYEzTNMhYQOnm3Mq0 JU&pid=1.7&fid=adnan&inline=1
[ الكهف : 110 ] ،
و في الحديث الصحيح :
(( يقول الله عز و جل : أنا أغنى الشركاء عن الشرك،
من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه )) .
و لا بد في العمل الصالح أن يكون سليمًا من البدع و محدثات الأمور ،
يقول عليه الصلاة و السلام :
(( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد )) ،
و (( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ))،
(( و إياكم و محدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة ، و كل بدعة ضلالة )) ،
و العمل الصالح ـ أيها الإخوة المسلمون ـ لا بد فيه من الإخلاص ،
إن من أشد المفسدات ، و مانعات القبول ، و مبعدات التوفيق عدم الإخلاص
و الإشراك في النية و المقاصد ، و في الحديث :
(( إياكم و شرك السرائر ، يقوم رجل فيصلي ، فيزين صلاته جاهدًا لما يرى من نظر الرجل إليه ، فذلك شرك السرائر ))
رواه ابن خزيمة في صحيحه .
و إذا كان الرياء هو العمل لأجل الناس ، فإن هناك نوعًا خطيرًا
ذلكم هو العمل لأجل النفس و حظوظها ، لا لأجل الله و إبتغاء مرضاته
و الأمل فيما عنده ، إن من عدم التوفيق أن يعمل العبد ليرضي نفسه ،
و يبتغي حُظوظ دنياه ، يصوم و يتصدق و يتزهد و يتورع لما يرجو من الدنيا و غاياتها .
الإخلاص ـ حفظك الله ـ أن يستوي حال الظاهر و الباطن ،
عبدُ الله المخلص يعمل عمله لله سواء رآه الناس أم لم يروه ،
و سواء كان له حظ من حظوظ الدنيا أو لم يكن ، فليس له توجهٌ إلا لله ،
و ليس له طمع إلا في جنة الله ، و ليس له غاية إلا في رضوان الله ،
ليس له هرب إلى من سخط الله ، و ليس له حذر إلا من عذاب الله .
المخلص لن يزيد عمله لأجل الحظوظ العاجلة ، و لا ينقص بنقصها ،
إن كان في الساقة كان في الساقة ، و إن كان في الحراسة كان في الحراسة ،
إذا حضر لم يعرف ، و إذا غاب لم يُفقد .
أيها المسلمون : إن موضوع النيات و معالجاتها موضوعٌ خطير دقيق ،
هو أساس القبول و الرد ، و هو سبيل الفوز و الخسران ،
يقول سفيان الثوري رحمه الله :
" ما عالجت شيئًا أشدَّ من نيتي ، فإنها تنقلب عليَّ " ،
فالله الله في أنفسكم عباد الله ،
إن المطلوب في الأعمال الصالحة رعاية القلوب و إخلاصها .
الإخلاص ـ بإذن الله ـ يورث القوة في الحق و الصبر و المثابرة و المداومة ،
بالإخلاص يتضاعف فضل الله ، و يعظم أجره و ثوابه ،
بل الإخلاص يجعل المباحات طاعات و عبادات و قربات ،
و من ثمَّ تكون حياة العبد كلها لله ،
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f86291%5fAOINw0MAAYEzTNMhYQOnm3Mq0 JU&pid=1.6&fid=adnan&inline=1قُلْ إِنَّ صَلاَتِى وَنُسُكِى وَمَحْيَاىَ وَمَمَاتِى للَّهِ رَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f86291%5fAOINw0MAAYEzTNMhYQOnm3Mq0 JU&pid=1.8&fid=adnan&inline=1لاَ شَرِيكَ لَهُ http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f86291%5fAOINw0MAAYEzTNMhYQOnm3Mq0 JU&pid=1.7&fid=adnan&inline=1
[ الأنعام : 162 ، 163 ] .
أيها الإخوة : و يقترن بالإخلاص تحري الطيبات ، فالله طيب لا يقبل إلا طيبًا ،
و الطيب ما طيَّبه الشرع ، لا ما طيَّبه الذوق ،
و الطيب توصف به الأعمال و الأقوال و الاعتقادات ،
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f86291%5fAOINw0MAAYEzTNMhYQOnm3Mq0 JU&pid=1.6&fid=adnan&inline=1 قُل لاَّ يَسْتَوِى ٱلْخَبِيثُ وَٱلطَّيّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ ٱلْخَبِيثِ
فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ يٰأُوْلِى ٱلألْبَـٰبِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f86291%5fAOINw0MAAYEzTNMhYQOnm3Mq0 JU&pid=1.7&fid=adnan&inline=1
[ المائدة : 100] .
و من صفات نبينا محمد http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f86291%5fAOINw0MAAYEzTNMhYQOnm3Mq0 JU&pid=1.10&fid=adnan&inline=1 أنه يحلُّ الطيبات ، و يحرم الخبائث ،
و المؤمن طيبٌ كله ؛ قلبه و لسانه و جسده ، فقلبه طيب لما وقر فيه من الإيمان ،
و لسانه طيب لما يقوم به من الذكر، و جسده طيب لما تقوم به الجوارح
من كل عمل صالح . و من أعظم ما يحصل به طيب العمل طيب المطعم ،
و حل المأكل ، فالعمل الصالح لا يزكو إلا بأكل الحلال ،
و قد أمر الله به المؤمنين كما أمر به المرسلين ، فقال آمرًا رسله عليهم السلام :
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f86291%5fAOINw0MAAYEzTNMhYQOnm3Mq0 JU&pid=1.6&fid=adnan&inline=1 يٰأَيُّهَا ٱلرُّسُلُ كُلُواْ مِنَ ٱلطَّيّبَـٰتِ وَٱعْمَلُواْ صَـٰلِحاً http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f86291%5fAOINw0MAAYEzTNMhYQOnm3Mq0 JU&pid=1.7&fid=adnan&inline=1
[ المؤمنون: 51 ] ،
و قال آمرًا عباده المؤمنين :
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f86291%5fAOINw0MAAYEzTNMhYQOnm3Mq0 JU&pid=1.6&fid=adnan&inline=1يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ كُلُواْ مِن طَيّبَاتِ مَا رَزَقْنَـٰكُمْ وَٱشْكُرُواْ للَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f86291%5fAOINw0MAAYEzTNMhYQOnm3Mq0 JU&pid=1.7&fid=adnan&inline=1
[ البقرة : 172 ] .
يقول بعض السلف :
" لو قمت مقام السارية لم ينفعك شيء حتى تنظر ما يدخل في بطنك " ،
و كل لحم نبت بالحرام فالنار أولى به .
و لا تنس ـ رعاك الله ـ و أنت تتحرى الأعمال الصالحة ، لا تنس المداومة عليها ،
و في الخبر الصحيح من حديث
أمنا أم المؤمنين السيدة عائشة
زوج رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم
و رضي الله عنها و عن أبيها أنها قالت :
سئل رسول الله http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f86291%5fAOINw0MAAYEzTNMhYQOnm3Mq0 JU&pid=1.10&fid=adnan&inline=1 : أي الأعمال أحب إلى الله ؟ قال :
(( أدومها و إن قل )) ،
و قد كان عمله عليه الصلاة و السلام ديمَة ،
و يقترن بالمداومة تحري القصد و الإعتدال و التوسط ،
و مراعاة الحقوق و الواجبات ، و الموازنة بين المسؤوليات ، فإن لنفسك عليك حقًا ،
و لزوجك عليك حقًا ، فأعط كل ذي حق حقه ،
فلا ينبغي للعبد أن يجتهد في جانب ليفرط في جوانب ،
(( فسددوا وقاربوا وأبشروا، واستعينوا بالغدوة والروحة،
وشيء من الدلجة، والقصد القصد تبلغوا)) ،
و ((إن الله لا يمل حتى تملوا، واكلفوا من العمل ما تطيقون)) .
أيها الإخوة : هذا هو العمل الصالح ، و هذه هي مقتضياته و متطلباته ،
و مع هذا فإن العبد محل التقصير، و محط الخطايا ، و كل ابن آدم خطاء ،
و خير الخطائين التوابون ، الموفَّقون للعمل الصالح ذوو القلوب المخلصة ،
و التوحيد الخالص ، و هِمَمٍ جادة ، موفون بتكاليف الشرع ،
بعيدون عن الغفلة و الأثرة ، يسلكون مسالك الإيثار ، يرجون رحمة الله ،
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f86291%5fAOINw0MAAYEzTNMhYQOnm3Mq0 JU&pid=1.6&fid=adnan&inline=1 وَيَخَـٰفُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبّكَ كَانَ مَحْذُورًا http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f86291%5fAOINw0MAAYEzTNMhYQOnm3Mq0 JU&pid=1.7&fid=adnan&inline=1
[ الإسراء : 57 ] .
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم :
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f86291%5fAOINw0MAAYEzTNMhYQOnm3Mq0 JU&pid=1.6&fid=adnan&inline=1إِنَّ ٱلَّذِينَ هُم مّنْ خَشْيةِ رَبّهِمْ مُّشْفِقُونَ http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f86291%5fAOINw0MAAYEzTNMhYQOnm3Mq0 JU&pid=1.8&fid=adnan&inline=1 وَٱلَّذِينَ هُم بِـئَايَـٰتِ رَبَّهِمْ يُؤْمِنُونَ http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f86291%5fAOINw0MAAYEzTNMhYQOnm3Mq0 JU&pid=1.8&fid=adnan&inline=1
وَٱلَّذِينَ هُم بِرَبّهِمْ لاَ يُشْرِكُونَ http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f86291%5fAOINw0MAAYEzTNMhYQOnm3Mq0 JU&pid=1.8&fid=adnan&inline=1وَٱلَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا ءاتَواْ وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبّهِمْ رٰجِعُونَ http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f86291%5fAOINw0MAAYEzTNMhYQOnm3Mq0 JU&pid=1.8&fid=adnan&inline=1 أُوْلَـئِكَ يُسَـٰرِعُونَ فِى ٱلْخَيْرٰتِ وَهُمْ لَهَا سَـٰبِقُونَ http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f86291%5fAOINw0MAAYEzTNMhYQOnm3Mq0 JU&pid=1.7&fid=adnan&inline=1
[ المؤمنون: 57 ـ 61 ] .
نفعني الله و إياكم بالقرآن العظيم ، و بهدي محمد http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f86291%5fAOINw0MAAYEzTNMhYQOnm3Mq0 JU&pid=1.10&fid=adnan&inline=1 ، و أقول قولي هذا ،
و أستغفر الله لي و لكم و لسائر المسلمين من كل ذنب و خطيئة ،
فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .
فى العشر الأول من ذى الحجة
لفضيلة العضو الشيخ / نبيل عبدالرحيم الرفاعى
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f86291%5fAOINw0MAAYEzTNMhYQOnm3Mq0 JU&pid=1.3&fid=adnan&inline=1
أمام و خطيب مسجد التقوى - شارع التحلية - جدة
حصريــاً لبيتنا و لتجمع الجروبات الإسلامية الشقيقة
و سمح للجميع بنقله إبتغاء للأجر و الثواب
================================================== ================================
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f86291%5fAOINw0MAAYEzTNMhYQOnm3Mq0 JU&pid=1.4&fid=adnan&inline=1
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f86291%5fAOINw0MAAYEzTNMhYQOnm3Mq0 JU&pid=1.5&fid=adnan&inline=1
الحمد لله المتفضِّل بكلّ نعمة ، دافعِ كلّ نقمة ، له الخلق و الأمر ،
و إليه المرجع و المستقرّ ، يتفضّل بالصالحات و يجزي عليها ،
و ينعم بالخيرات و يوفِّق إليها ، أحمده تعالى و أشكره و قد تفضّل بالزيادة لمن شكر ،
و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،
و أشهد أن محمدا عبده و رسوله ، صلى الله عليه و على آله و صحبه
ما تعاقب الشمس و القمر .
أمــــا بعـــد :
فأوصيكم ـ أيها الناس ـ و نفسي بتقوى الله عز و جل ، فأتقوا الله رحمكم الله ،
و أرغبوا فيما عنده ، و لا تغرنكم الحياة الدنيا ، فطالبها مكدود ،
و المتعلق بما متعب مجهود ، و الزاهد فيها محمود ، و أستعيذوا بالله من هوى مطاع ،
و عُمُر مُضاع ، و رحم الله عبدًا أعطي قوةً و عمل بها في طاعة الله ،
أو قصر به ضعف فكفَّ عن محارم الله .
أيها المسلمون ، للمسلم في كل ساعة من عمره وظيفة لربه ،
عليه أن يقوم بها حسب الاستطاعة ، و على قدر الطاقة ، فاتقوا الله ما استطعتم ،
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f86291%5fAOINw0MAAYEzTNMhYQOnm3Mq0 JU&pid=1.6&fid=adnan&inline=1لاَ يُكَلّفُ ٱللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f86291%5fAOINw0MAAYEzTNMhYQOnm3Mq0 JU&pid=1.7&fid=adnan&inline=1
[ البقرة : 286 ] .
إنها وظائف ومطلوبات تستغرق الحياة كلها ،
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f86291%5fAOINw0MAAYEzTNMhYQOnm3Mq0 JU&pid=1.6&fid=adnan&inline=1 وَٱعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ ٱلْيَقِينُ http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f86291%5fAOINw0MAAYEzTNMhYQOnm3Mq0 JU&pid=1.7&fid=adnan&inline=1
[الحجر:99]،
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f86291%5fAOINw0MAAYEzTNMhYQOnm3Mq0 JU&pid=1.6&fid=adnan&inline=1قُلْ إِنَّ صَلاَتِى وَنُسُكِى وَمَحْيَاىَ وَمَمَاتِى للَّهِ رَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f86291%5fAOINw0MAAYEzTNMhYQOnm3Mq0 JU&pid=1.8&fid=adnan&inline=1لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْمُسْلِمِينَ http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f86291%5fAOINw0MAAYEzTNMhYQOnm3Mq0 JU&pid=1.7&fid=adnan&inline=1
[ الأنعام : 162 ، 163 ] .
ناهيكم ـ أيها المسلمون ـ بما أمتن الله به على عباده من مواسم الفضل و نفحات الدهر ،
في شهر رمضان كله ، ثم في عشره الأخيرة ، و في عشر ذي الحجة ،
و في يوم عرفة ، ثم في الحج و مناسكه ،
في كل هذه المواسم و النفحات مزيدُ الفضل و مضاعفات الأجر .
إن هذه الوظائف و المرغوبات تستدعي من المسلم الحصيف
أن يتلمَّس الأعمال الصالحات ، و يتحرَّاها في حقيقتها و أثرها و سعتها و ثمارها .
أيها المسلمون ، الأعمال الصالحات منزلتها في الدين عظيمة ،
و مرتبتها في الإسلام عالية ، فهي قرين الإيمان في كتاب الله ، و أثره و ثمرته و جزؤاه ،
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f86291%5fAOINw0MAAYEzTNMhYQOnm3Mq0 JU&pid=1.6&fid=adnan&inline=1 وَمَن يَعْمَلْ مِنَ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلاَ يَخَافُ ظُلْماً وَلاَ هَضْماً http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f86291%5fAOINw0MAAYEzTNMhYQOnm3Mq0 JU&pid=1.7&fid=adnan&inline=1
[ طه : 112 ] ،
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f86291%5fAOINw0MAAYEzTNMhYQOnm3Mq0 JU&pid=1.6&fid=adnan&inline=1إِنَّ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّـٰتُ ٱلْفِرْدَوْسِ نُزُلاً http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f86291%5fAOINw0MAAYEzTNMhYQOnm3Mq0 JU&pid=1.7&fid=adnan&inline=1
[ الكهف : 107 ] ،
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f86291%5fAOINw0MAAYEzTNMhYQOnm3Mq0 JU&pid=1.9&fid=adnan&inline=1 مَنْ عَمِلَ صَـٰلِحاً مّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَوٰةً طَيّبَةً
وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f86291%5fAOINw0MAAYEzTNMhYQOnm3Mq0 JU&pid=1.7&fid=adnan&inline=1
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f86291%5fAOINw0MAAYEzTNMhYQOnm3Mq0 JU&pid=1.9&fid=adnan&inline=1 [ النحل : 97 ] .
كتاب الله العزيز و سنة نبينا محمد صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم
قد تظافرا في بيان حقيقة ذلك و متطلباته ، و أثره و ثماره ،
و سعة دائرته و علامة صحته ، و أسباب قبوله .
أيها الإخوة : الإيمان بالله و معرفته و توحيده ، و معرفة الحق ،
و إخلاص العمل و لزوم السنة ، و أكل الحلال ، و المداومة و القصد و التوسط ،
و إتباع السيئة الحسنة ، و التوبة و الاستغفار و البكاء على الخطيئة ،
كل أولئك علائم و منارات و ضوابط و متطلبات لتحقيق العمل الصالح .
من عرف الله و لم يعرف الحق لم ينتفع ، و من عرف الحق و لم يعرف الله لم ينتفع ،
و من عرف الله و عرف الحق و لم يخلص العمل لم ينتفع ،
و من عرف الله و عرف الحق و أخلص العمل و لم يكن على السنة لم ينتفع ،
و إن تمَّ له ذلك و لم يأكل الحلال و يجتنب الحرام و أكبَّ على الذنوب لم ينتفع .
عباد الله : لا يرجو القبول إلا مؤمن بربه و بآياته ، عابدٌ مخلص ،
و جلٌ مشفق ، يستصغر عباداته ، و يستقلُّ طاعاته ، مدركٌ لجلال الله و عظمته ،
و علمه و إحاطته ، رقيب له في شعائره و مشاعره .
أيها المسلمون : العمل الصالح لا بد أن يكون سليمًا من الشرك كبيره و صغيره ،
دقيقه و جليله ، خفيِّه و جليِّه ،
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f86291%5fAOINw0MAAYEzTNMhYQOnm3Mq0 JU&pid=1.6&fid=adnan&inline=1 فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَـٰلِحاً
وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبّهِ أَحَدَا http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f86291%5fAOINw0MAAYEzTNMhYQOnm3Mq0 JU&pid=1.7&fid=adnan&inline=1
[ الكهف : 110 ] ،
و في الحديث الصحيح :
(( يقول الله عز و جل : أنا أغنى الشركاء عن الشرك،
من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه )) .
و لا بد في العمل الصالح أن يكون سليمًا من البدع و محدثات الأمور ،
يقول عليه الصلاة و السلام :
(( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد )) ،
و (( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ))،
(( و إياكم و محدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة ، و كل بدعة ضلالة )) ،
و العمل الصالح ـ أيها الإخوة المسلمون ـ لا بد فيه من الإخلاص ،
إن من أشد المفسدات ، و مانعات القبول ، و مبعدات التوفيق عدم الإخلاص
و الإشراك في النية و المقاصد ، و في الحديث :
(( إياكم و شرك السرائر ، يقوم رجل فيصلي ، فيزين صلاته جاهدًا لما يرى من نظر الرجل إليه ، فذلك شرك السرائر ))
رواه ابن خزيمة في صحيحه .
و إذا كان الرياء هو العمل لأجل الناس ، فإن هناك نوعًا خطيرًا
ذلكم هو العمل لأجل النفس و حظوظها ، لا لأجل الله و إبتغاء مرضاته
و الأمل فيما عنده ، إن من عدم التوفيق أن يعمل العبد ليرضي نفسه ،
و يبتغي حُظوظ دنياه ، يصوم و يتصدق و يتزهد و يتورع لما يرجو من الدنيا و غاياتها .
الإخلاص ـ حفظك الله ـ أن يستوي حال الظاهر و الباطن ،
عبدُ الله المخلص يعمل عمله لله سواء رآه الناس أم لم يروه ،
و سواء كان له حظ من حظوظ الدنيا أو لم يكن ، فليس له توجهٌ إلا لله ،
و ليس له طمع إلا في جنة الله ، و ليس له غاية إلا في رضوان الله ،
ليس له هرب إلى من سخط الله ، و ليس له حذر إلا من عذاب الله .
المخلص لن يزيد عمله لأجل الحظوظ العاجلة ، و لا ينقص بنقصها ،
إن كان في الساقة كان في الساقة ، و إن كان في الحراسة كان في الحراسة ،
إذا حضر لم يعرف ، و إذا غاب لم يُفقد .
أيها المسلمون : إن موضوع النيات و معالجاتها موضوعٌ خطير دقيق ،
هو أساس القبول و الرد ، و هو سبيل الفوز و الخسران ،
يقول سفيان الثوري رحمه الله :
" ما عالجت شيئًا أشدَّ من نيتي ، فإنها تنقلب عليَّ " ،
فالله الله في أنفسكم عباد الله ،
إن المطلوب في الأعمال الصالحة رعاية القلوب و إخلاصها .
الإخلاص ـ بإذن الله ـ يورث القوة في الحق و الصبر و المثابرة و المداومة ،
بالإخلاص يتضاعف فضل الله ، و يعظم أجره و ثوابه ،
بل الإخلاص يجعل المباحات طاعات و عبادات و قربات ،
و من ثمَّ تكون حياة العبد كلها لله ،
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f86291%5fAOINw0MAAYEzTNMhYQOnm3Mq0 JU&pid=1.6&fid=adnan&inline=1قُلْ إِنَّ صَلاَتِى وَنُسُكِى وَمَحْيَاىَ وَمَمَاتِى للَّهِ رَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f86291%5fAOINw0MAAYEzTNMhYQOnm3Mq0 JU&pid=1.8&fid=adnan&inline=1لاَ شَرِيكَ لَهُ http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f86291%5fAOINw0MAAYEzTNMhYQOnm3Mq0 JU&pid=1.7&fid=adnan&inline=1
[ الأنعام : 162 ، 163 ] .
أيها الإخوة : و يقترن بالإخلاص تحري الطيبات ، فالله طيب لا يقبل إلا طيبًا ،
و الطيب ما طيَّبه الشرع ، لا ما طيَّبه الذوق ،
و الطيب توصف به الأعمال و الأقوال و الاعتقادات ،
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f86291%5fAOINw0MAAYEzTNMhYQOnm3Mq0 JU&pid=1.6&fid=adnan&inline=1 قُل لاَّ يَسْتَوِى ٱلْخَبِيثُ وَٱلطَّيّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ ٱلْخَبِيثِ
فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ يٰأُوْلِى ٱلألْبَـٰبِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f86291%5fAOINw0MAAYEzTNMhYQOnm3Mq0 JU&pid=1.7&fid=adnan&inline=1
[ المائدة : 100] .
و من صفات نبينا محمد http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f86291%5fAOINw0MAAYEzTNMhYQOnm3Mq0 JU&pid=1.10&fid=adnan&inline=1 أنه يحلُّ الطيبات ، و يحرم الخبائث ،
و المؤمن طيبٌ كله ؛ قلبه و لسانه و جسده ، فقلبه طيب لما وقر فيه من الإيمان ،
و لسانه طيب لما يقوم به من الذكر، و جسده طيب لما تقوم به الجوارح
من كل عمل صالح . و من أعظم ما يحصل به طيب العمل طيب المطعم ،
و حل المأكل ، فالعمل الصالح لا يزكو إلا بأكل الحلال ،
و قد أمر الله به المؤمنين كما أمر به المرسلين ، فقال آمرًا رسله عليهم السلام :
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f86291%5fAOINw0MAAYEzTNMhYQOnm3Mq0 JU&pid=1.6&fid=adnan&inline=1 يٰأَيُّهَا ٱلرُّسُلُ كُلُواْ مِنَ ٱلطَّيّبَـٰتِ وَٱعْمَلُواْ صَـٰلِحاً http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f86291%5fAOINw0MAAYEzTNMhYQOnm3Mq0 JU&pid=1.7&fid=adnan&inline=1
[ المؤمنون: 51 ] ،
و قال آمرًا عباده المؤمنين :
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f86291%5fAOINw0MAAYEzTNMhYQOnm3Mq0 JU&pid=1.6&fid=adnan&inline=1يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ كُلُواْ مِن طَيّبَاتِ مَا رَزَقْنَـٰكُمْ وَٱشْكُرُواْ للَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f86291%5fAOINw0MAAYEzTNMhYQOnm3Mq0 JU&pid=1.7&fid=adnan&inline=1
[ البقرة : 172 ] .
يقول بعض السلف :
" لو قمت مقام السارية لم ينفعك شيء حتى تنظر ما يدخل في بطنك " ،
و كل لحم نبت بالحرام فالنار أولى به .
و لا تنس ـ رعاك الله ـ و أنت تتحرى الأعمال الصالحة ، لا تنس المداومة عليها ،
و في الخبر الصحيح من حديث
أمنا أم المؤمنين السيدة عائشة
زوج رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم
و رضي الله عنها و عن أبيها أنها قالت :
سئل رسول الله http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f86291%5fAOINw0MAAYEzTNMhYQOnm3Mq0 JU&pid=1.10&fid=adnan&inline=1 : أي الأعمال أحب إلى الله ؟ قال :
(( أدومها و إن قل )) ،
و قد كان عمله عليه الصلاة و السلام ديمَة ،
و يقترن بالمداومة تحري القصد و الإعتدال و التوسط ،
و مراعاة الحقوق و الواجبات ، و الموازنة بين المسؤوليات ، فإن لنفسك عليك حقًا ،
و لزوجك عليك حقًا ، فأعط كل ذي حق حقه ،
فلا ينبغي للعبد أن يجتهد في جانب ليفرط في جوانب ،
(( فسددوا وقاربوا وأبشروا، واستعينوا بالغدوة والروحة،
وشيء من الدلجة، والقصد القصد تبلغوا)) ،
و ((إن الله لا يمل حتى تملوا، واكلفوا من العمل ما تطيقون)) .
أيها الإخوة : هذا هو العمل الصالح ، و هذه هي مقتضياته و متطلباته ،
و مع هذا فإن العبد محل التقصير، و محط الخطايا ، و كل ابن آدم خطاء ،
و خير الخطائين التوابون ، الموفَّقون للعمل الصالح ذوو القلوب المخلصة ،
و التوحيد الخالص ، و هِمَمٍ جادة ، موفون بتكاليف الشرع ،
بعيدون عن الغفلة و الأثرة ، يسلكون مسالك الإيثار ، يرجون رحمة الله ،
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f86291%5fAOINw0MAAYEzTNMhYQOnm3Mq0 JU&pid=1.6&fid=adnan&inline=1 وَيَخَـٰفُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبّكَ كَانَ مَحْذُورًا http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f86291%5fAOINw0MAAYEzTNMhYQOnm3Mq0 JU&pid=1.7&fid=adnan&inline=1
[ الإسراء : 57 ] .
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم :
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f86291%5fAOINw0MAAYEzTNMhYQOnm3Mq0 JU&pid=1.6&fid=adnan&inline=1إِنَّ ٱلَّذِينَ هُم مّنْ خَشْيةِ رَبّهِمْ مُّشْفِقُونَ http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f86291%5fAOINw0MAAYEzTNMhYQOnm3Mq0 JU&pid=1.8&fid=adnan&inline=1 وَٱلَّذِينَ هُم بِـئَايَـٰتِ رَبَّهِمْ يُؤْمِنُونَ http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f86291%5fAOINw0MAAYEzTNMhYQOnm3Mq0 JU&pid=1.8&fid=adnan&inline=1
وَٱلَّذِينَ هُم بِرَبّهِمْ لاَ يُشْرِكُونَ http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f86291%5fAOINw0MAAYEzTNMhYQOnm3Mq0 JU&pid=1.8&fid=adnan&inline=1وَٱلَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا ءاتَواْ وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبّهِمْ رٰجِعُونَ http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f86291%5fAOINw0MAAYEzTNMhYQOnm3Mq0 JU&pid=1.8&fid=adnan&inline=1 أُوْلَـئِكَ يُسَـٰرِعُونَ فِى ٱلْخَيْرٰتِ وَهُمْ لَهَا سَـٰبِقُونَ http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f86291%5fAOINw0MAAYEzTNMhYQOnm3Mq0 JU&pid=1.7&fid=adnan&inline=1
[ المؤمنون: 57 ـ 61 ] .
نفعني الله و إياكم بالقرآن العظيم ، و بهدي محمد http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f86291%5fAOINw0MAAYEzTNMhYQOnm3Mq0 JU&pid=1.10&fid=adnan&inline=1 ، و أقول قولي هذا ،
و أستغفر الله لي و لكم و لسائر المسلمين من كل ذنب و خطيئة ،
فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .