المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قطعة من النار وقطعة من الجنة


حور العين
11-18-2015, 06:58 PM
من:الأخت / الملكة نـــور
قطعة من النار وقطعة من الجنة

يحكى أن رجلاً أتى إلى أحد المدن... وقد التف الناس من حوله... وصار

في المدينة هرج ومرج كثير... وكل يوم والناس حول هذا الشخص

بازدياد... تقدم رجل من أهل الذكاء والعقل والفطنة...

وسأل عن سبب هذا الزحام الشديد حول هذا الرجل الغريب.

فأخبروه ان هذا الرجل يحمل توكيلا من الله وهو يقوم الآن ببيع قطع

من اراضي الجنة ويمنح بذلك سندات ومن مات ومعه هذا السند دخل

الجنة وسكن الارض التي اشتراها هنا

احتار الرجل في كيفية إقناع هذا الكم الهائل من الناس بعدم صدق هذا

الرجل وان من اشترى منه قد وقع في تضليله وتدليسه إلا أنه وجد من

يزجره ويمنعه من المحاولة في هذا الاتجاه... لأن بساطة الناس وقلة

وعيهم دفعتهم الى التصديق المطلق بهذا الدجال

وفي النهاية اهتدى الرجل الذكي الى حل عبقري...

حيث تقدم الى الرجل الذي يبيع قطعا في الجنة

فقال له كم سعر القطعة في الجنة ؟

فاخبره ان القطعة بـ 100 دينار

فقال له وإذا أردت أن أشتري منك قطعة في ( جهنم ) بكم ؟

أتبيعها لي ؟؟

فاستغرب الرجل ثم قال خذها بدون مقابل

فقال الرجل الذكي كلا لا أريدها إلا بثمن أدفعه لك وتعطيني سندا بذلك

فقال له سأعطيك ربع جهنم بـ 100 دينار سعر قطعة واحدة في الجنة

فقال له الرجل الذكي : فأن اردت شراءها كلها فقال الدجال

عليك ان تعطيني 400 دينار

وفي الحال قام الرجل الذكي بدفع الـ 400 دينار إلى الدجال

وطلب منه تحرير سنداً بذلك وأشهد عددا كبيراً من الناس على السند

وبعد اكتمال السند قام الرجل الذكي بالصراخ بأعلى صوته أيها الناس

لقد اشتريت جهنم كلها ولن اسمح لأي شخص منكم بالدخول إليها

لأنها صارت ملكي بموجب هذا السند أما انتم فلم يتبقى لكم إلا الجنة

وليس لكم من مسكن غيرها سواء اشتريتم قطعا أم لم تشتروا عند ذاك

تفرق الناس من حول هذا الدجال لأنهم ضمنوا عدم الدخول إلى النار

بسند الرجل الذكي ، وأدرك الدجال بأنه أغبى من هؤلاء الذين

صدقوا به...

قصصت هذه الرواية على رجل كبير السن فقال لي :

و هل تعجب من أمر هؤلاء الناس

فقلت : نعم ايوجد أناس بهذا المستوى من التفكير ؟

فأجابني الرجل : نعم أغلبنا بمثل مستوى تفكيرهم رغم

انهم أفضل نية منا:

فقلت له : كيف أيها الرجل ؟؟

فقال : من يتعاطى الخمر هل يجدها ملقاة على الطريق

ام يذهب لشرائها بماله الخاص ؟

فقلت: بل يشتريها بماله الخاص

قال: ومن يقصد بيوت الهوى ، ومن يلعب القمار ،

ومن يتناول المخدرات وغيرها كلها أموال ندفعها من جيوبنا لنشتري

لأنفسنا بها قطعاً في جهنم ،،، أليس كذلك ؟

بينما نترك الصلاة والصيام والأمر بالمعروف والنهي عن

المنكر والقنوت والدعاء وغير ذلك الكثير ... إلخ

رغم توفره بدون أن ندفع من جيوبنا شيئاً

ولا نقبل أن نشتري جنة الله حتى ولو بدون أن ندفع

أو نخسر شيئا فمن الأصلح هؤلاء أم هؤلاء ؟؟؟؟؟؟؟

فأطرقت نظري الى الأرض وأنا اسأل الله أن يجعلني ممن يسعون

إلى نيل رضا الباري عز وجل بالأفعال والأقوال و ما رزقني من المال ...