المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حديث اليوم 14.02.1437


حور العين
12-02-2015, 09:00 PM
من:إدارة بيت عطاء الخير
حديث اليوم
( ممَا جَاءَ فِي : سُؤَالِ النَّاسِ

الْإِمَامَ الِاسْتِسْقَاءَ إِذَا قَحَطُوا )

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو قُتَيْبَةَ

رضي الله تعالى عنهم أجمعين

قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ أَبِيهِ

رضي الله تعالى عنهم أجميعن قَالَ

( سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَتَمَثَّلُ بِشِعْرِ أَبِي طَالِبٍ وَأَبْيَضَ يُسْتَسْقَى

الْغَمَامُ بِوَجْهِهِ ثِمَالُ الْيَتَامَى عِصْمَةٌ لِلْأَرَامِلِ وَقَالَ

عُمَرُ بْنُ حَمْزَةَ حَدَّثَنَا سَالِمٌ عَنْ أَبِيهِ رُبَّمَا ذَكَرْتُ قَوْلَ الشَّاعِرِ

وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَى وَجْهِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَسْقِي فَمَا

يَنْزِلُ حَتَّى يَجِيشَ كُلُّ مِيزَابٍ وَأَبْيَضَ يُسْتَسْقَى الْغَمَامُ بِوَجْهِهِ

ثِمَالُ الْيَتَامَى عِصْمَةٌ لِلْأَرَامِلِ وَهُوَ قَوْلُ أَبِي طَالِبٍ )

الشــــــــــــــــــروح

قوله‏:‏ ‏(‏يتمثل‏)

‏ أي ينشد شعر غيره‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏وأبيض‏)‏

بفتح الضاد وهو مجرور برب مقدرة أو منصوب بإضمار أعني أو أخص،

والراجح أنه بالنصب عطفا على قوله ‏"‏ سيدا ‏"‏ في البيت الذي قبله‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏ثمال‏)‏

بكسر المثلثة وتخفيف الميم هو العماد والملجأ والمطعم والمغيث

والمعين والكافي، قد أطلق على كل من ذلك‏.‏

وقوله ‏"‏عصمة للأرامل ‏"‏ أي يمنعهم مما يضرهم، والأرامل جمع أرملة

وهي الفقيرة التي لا زوج لها، وقد يستعمل في الرجل أيضا مجازا،

ومن ثم لو أوصى للأرامل خص النساء دون الرجال‏.‏

وهذا البيت من أبيات في قصيدة لأبي طالب ذكرها ابن إسحاق في السيرة

بطولها، وهي أكثر من ثمانين بيتا، قالها لما تمالأت قريش على النبي

صلى الله عليه وسلم ونفـروا عنه من يريد الإسلام، أولها‏:‏ ولمـا رأيت

القـوم لا ود فيهم وقد قطعوا كل العـرا والوسائل وقد جاهرونا بالعـداوة

والأذى وقد طاوعوا أمر العـدو المزايل يقول فيها‏:‏ أعبد مناف أنتم خـير

قومكم فلا تشركوا في أمركم كل واغل فقد خفت إن لم يصلح الله أمركم

تكونوا كما كانت أحاديث وائـل يقول فيها‏:‏ أعوذ برب الناس من كل طاعن

علينـا بسـوء أو ملح ببـاطل وثور ومن أرسى ثبيرا مـكانه وراق لـبر

في حـراء ونازل وبالبيت حق البيت من بطن مكة وبالله أن الله ليس بغـافل

يقول فيها‏:‏ كذبتم وبيت الله نبزى محمـدا ولمـا نطاعن حـوله ونناضل

ونسـلمه حتى نصرع حـوله ونذهل عن أبنائنـا والحـلائل يقول فيهـا‏:

‏ وما ترك قـوم لا أبالك سيدا يحوط الذمار بين بكر بن وائل وأبيض

يستسقى الغمام بوجهـه ثمـال اليتـامى عصمة للأرامل يلوذ به الهـلاك

من آل هـاشم فهم عنـده في نعمـة وفواضل قال السهيلي‏:‏ فإن قيل كيف

قال أبو طالب ‏"‏ يستسقى الغمام بوجهه ‏"‏ ولم يره قط استسقى، إنما كان

ذلك منه بعد الهجرة‏!‏ وأجاب بما حاصله‏:‏ أن أبا طالب أشار إلى ما وقع

في زمن عبد المطلب حيث استسقى لقريش والنبي صلى الله عليه وسلم

معه غلام‏.‏

انتهى‏.‏

ويحتمل أن يكون أبو طالب مدحه بذلك لما رأى من مخايل ذلك فيه وإن لم

يشاهد وقوعه، وسيأتي في الكلام على حديث ابن مسعود ما يشعر بأن

سؤال أبي سفيان للنبي صلى الله عليه وسلم في الاستسقاء وقع بمكة‏.‏

وذكر ابن التين أن في شعر أبي طالب هذا دلالة على أنه كان يعرف نبوة

النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يبعث لما أخبره به بحيرا أو غيره

من شأنه، وفيه نظر لما تقدم عن ابن إسحاق أن إنشاء أبي طالب لهذا

الشعر كان بعد المبعث، ومعرفة أبي طالب بنبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم

جاءت في كثير مـن الأخبار، وتمسك بها الشيعة في أنه كان مسلما‏.‏

ورأيت لعلي بن حمزة البصري جزءا جمع فيه شعر أبي طالب وزعم في

أوله أنه كان مسلما وأنه مات على الإسلام وأن الحشوية تزعم أنه مات

على الكفر وأنهم لذلك يستجيزون لعنه، ثم بالغ في سبهم والرد عليهم،

واستدل لدعواه بما لا دلالة فيه‏.‏

وقد بينت فساد ذلك كله في ترجمة أبي طالب من كتاب الإصابة، وسيأتي

بعضه في ترجمة أبي طالب مـن كتاب مبعث النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏وقال عمر بن حمزة‏)‏

أي ابن عبد الله بن عمر، وسالم شيخه هو عمه، وعمر مختلف في

الاحتجاج به وكذلك عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار المذكور في الطريق

الموصولة، فاعتضدت إحدى الطريقين بالأخرى، وهو من أمثلة أحد

قسمي الصحيح كما تقرر في علوم الحديث، وطريق عمر المعلقة وصلها

أحمد وابن ماجة والإسماعيلي من رواية أبي عقيل عبد الله بن عقيل

الثقفي عنه، وعقيل فيهما بفتح العين‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏يستسقى‏)‏

بفتح أوله زاد ابن ماجة في روايته ‏"‏ على المنبر ‏"‏ وفي روايته أيضا ‏"‏

في المدينة‏"‏‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏يجيش‏)‏

بفتح أوله وكسر الجيم وآخره معجمة يقال‏:‏ جاش الوادي إذا زخر بالماء،

وجاشت القدر إذا غلت، وجاش الشيء إذا تحرك‏.‏

وهو كناية عن كثرة المطر‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏كل ميزاب‏)

بكسر الميم وبالزاي معروف، وهو ما يسيل منه الماء مـن موضع عال‏.‏

ووقع في رواية الحموي ‏"‏ حتى يجيش لك ‏"‏ بتقديم اللام

على الكاف وهو تصحيف‏.‏

اللهم صلى و سلم و بارك علي عبدك و رسولك
سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين .