المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درس اليوم09.03.1437


حور العين
12-21-2015, 12:36 AM
من:إدارة بيت عطاء الخير
درس اليوم
[ الآثار الإيمانية لاسم الله المعطي والمانع ]
أن المؤمن عندما يدرك أن الله تعالى متصف بالعطاء والمنع فإنه يقطع

الأمل من المخلوقين، وينزل حوائجه بالمعطي المانع المتفرد بالعطاء

والمنع فيطرح الأواسط طرحاً ويضرب عن الأسباب صفحاً، ويجعل الله

هو الكل وكل موجود مع القدرة كالطل لا حكم له في الفعل، فلا يذم مانعاً

بوجه ولا يمدح معطياً إلا من حيث ينظر إلى الله فيمدحه لمدح الله إياه

إذ جرت بالخير يداه على ما أجراهما الله.

كما يدرك أن التأييد والإحاطة والنصر على الأعداء إنما يكون بحسب

متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم، وعندها تكون العزة والكفاية

والنصرة. كما أنه بحسب متابعته تكون الهداية والنجاة، فالله سبحانه علق

سعادة الدارين بمتابعته، وجعل شقاوة الدارين في مخالفته، فلأتباعه

الهدى والأمن والفلاح والعزة، والكفاية والنصرة والولاية، والتأييد وطيب

العيش في الدنيا والآخرة، ولمخالفيه الذلة والصغار والخوف والضلال،

والخذلان والشقاء في الدنيا والآخرة .

ومن مقتضى الإيمان بهذين الاسمين الكريمين:

أن لا يفر أحد هذين الاسمين عن الآخر وذلك تأدباً مع الله تعالى،

فإن إفراد أحدهما عن الآخر يوهم نقصاً.

قال الخطابي:

وفي ذكرهما معاً إنباء عن القدرة وأدل على الحكمة، كقوله تعالى:

{ وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }

[البقرة: 245]،
وإذا ذكرت القابض مفرداً عن الباسط كنت كأنك قد قصرت بالصفة على

المنع والحرمان، وإذا وصلت أحدهما بالآخر فقد جمعت بين الصفتين

منبئاً على وجه الحكمة فيهما

أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين