المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ممن توفي سنة عشرين وثلاثمائة


حور العين
12-24-2015, 01:03 PM
من:الأخ / مصطفى آل حمد
ممن توفي سنة عشرين وثلاثمائة
من كتاب البداية و النهاية لابن كثير يرحمه الله

وفيها توفي من الأعيان‏:‏

أحمد بن عمير بن جوصا

أبو الحسن الدمشقي أحد المحدثين الحفاظ، والرواة الأيقاظ‏.‏

وإبراهيم بن محمد بن علي بن بطحاء بن علي بن مقلة أبو إسحاق

التميمي، المحتسب ببغداد، روى عن عباس الدوري وعلي بن حرب

وغيرهما، وكان ثقة فاضلا ً‏.‏

مرَّ يوماً على باب القاضي أبي عمر محمد بن يوسف، والخصوم عكوف

على بابه والشمس قد ارتفعت عليهم، فبعث حاجبه إليه يقول له‏:‏ إما أن

تخرج فتفصل بين الخصوم، وإما أن تبعث فتعتذر إليهم إن كان لك عذر

حتى يعودوا إليك بعد هذا الوقت‏.‏

أبو علي بن خيران

الفقيه الشافعي، أحد أئمة المذهب، واسمه الحسين

بن صالح بن خيران الفقيه الكبير الورع‏.‏

عرض عليه منصب القضاء فلم يقبل، فختم عليه الوزير علي بن عيسى

على بابه ستة عشر يوماً، حتى لم يجد أهله ماء إلا من بيوت الجيران،

وهو مع ذلك يمتنع عليهم، ولم يل لهم شيئاً‏.‏

فقال الوزير‏:‏ إنما أردنا أن نعلم الناس أن ببلدنا وفي مملكتنا من عرض

عليه قضاء قضاة الدنيا في المشارق والمغارب فلم يقبل‏.‏

وقد كانت وفاته في ذي الحجة منها، وقد ذكرنا ترجمته

في طبقات الشافعية بما فيه كفاية‏.‏

عبد الملك بن محمد بن عدي الفقيه الاستراباذي، أحد أئمة المسلمين

والحفاظ المحدثين وقد ذكرناه أيضاً في طبقات الشافعية‏.‏

القاضي أبو عمر المالكي‏:‏ محمد بن يوسف

ابن إسماعيل بن حماد بن زيد، أبو عمر القاضي ببغداد ومعاملاتها في

سائر البلاد، كان من أئمة الإسلام علماً ومعرفة، وفصاحة وبلاغة، وعقلاً

ورياسة، بحيث كان يضرب بعقله المثل‏.‏

وقد روى الكثير عن المشايخ، وحدث عنه الدارقطني وغيره من الحفاظ،

وحمل الناس عنه علماً كثيراً من الفقه والحديث، وقد جمع قضاء القضاة

في سنة سبع عشرة وثلاثمائة وله مصنفات كثيرة‏.‏

وجمع مسنداً حافلاً، وكان إذا جلس للحديث جلس أبو القاسم البغوي

عن يمينه وهو قريب من سن أبيه، وجلس عن يساره أيضاً ابن صاعد،

وبين يديه أبو بكر النيسابوري، وسائر الحفاظ حول سريره من كل جانب‏.‏

قالوا‏:‏ ولم ينتقد عليه حكم من أحكامه أخطأ فيه قط‏.‏

قلت‏:‏ وكان من أكبر صوّاب أحكامه وأصوبها قتله الحسين بن منصور

الحلاج في سنة تسع وثلاثمائة كما تقدم‏.‏

وكان القاضي أبو عمر هذا جميل الأخلاق، حسن المعاشرة، اجتمع عنده

يوماً أصحابه فجيء بثوب فاخر ليشتريه بنحو من خمسين ديناراً،

فاستحسنه الحاضرون، فدعا بالقلانسي، وأمره أن يقطع ذلك الثوب

قلانس بعدد الحاضرين‏.‏

وله مناقب ومحاسن جمة رحمه الله تعالى‏.‏ توفي في رمضان منها عن

ثمان وسبعين سنة، وقد رآه بعضهم في المنام فقال له‏:‏ ما فعل بك ربك‏؟‏

فقال‏:‏ غفر لي بدعوة الرجل الصالح إبراهيم الحربي‏.