المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درس اليوم13.03.1437


حور العين
12-24-2015, 04:32 PM
من:إدارة بيت عطاء الخير
درس اليوم

[ الآثار الإيمانية لاسم الله البَرّ ]

أن المؤمن عندما يدرك اتصافه تعالى بالبر والكرم والإحسان فإن ذلك

يوجب له معرفة بكرم الله عليه وفضله في المغفرة وتمام الإحسان إلى

الخلائق وإمهاله المسيء والعاصي، فلا يؤاخذهم فيعجلهم عن التوبة مع

كمال قدرته على معاجلتهم بالعقوبة، قال الإمام ابن القيم في لطائف أسرار

توبة العبد: ومنها: أن يعرف – العبد – بره سبحانه في ستره عليه حال

ارتكاب المعصية مع كمال رؤيته له ولو شاء بره لفضحه بين خلقه

فحذروه، وهذا من كمال بره، ومن أسمائه (البر) وهذا البر من سيده كان

عن كمال غناه عنه، وكمال فقر العبد إليه، فيستقل بمطالعة هذه المنة،

ومشاهدة هذا البر والإحسان والكرم، فيذهل عن ذكر الخطيئة، فيبقى مع

الله سبحانه، وذلك أنفع له من الاشتغال بجنايته، وشهود ذل معصيته،

فإن الاشتغال بالله والغفلة عما سواه: هو المطلب الأعلى والقصد الأسنى.

ومنها: شهود حلم الله سبحانه وتعالى في إمهال راكب الخطيئة ولو شاء

لعاجله بالعقوبة ولكنه الحليم الذي لا يعجل، ومنها: معرفة العبد كرم ربه

في قبول العذر منه إذا اعتذر إليه بنحو ما تقدم من الاعتذار لا بالقدر، فإنه

مخاصمة ومحاجة، كما تقدم، فيقبل عذره بكرمه وجوده، فيوجب له

ذلك اشتغالاً بذكره وشكره.

ومنها: أن يشهد فضله في مغفرته فإن المغفرة فضل من الله، وإلا فلو

أخذك بمحض حقه كان عادلاً محموداً، وإنما عفوه بفضله لا باستحقاقك،

فيوجب لك ذلك أيضاً شكراً له ومحبة، وإنابة إليه، وفرحاً، وابتهاجاً به،

ومعرفة له باسم الغفار، ومشاهدة لهذه الصفة، وتقيداً بمقتضاها،

وذلك أكمل في العبودية والمحبة والمعرفة

أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك

على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
--- --- --- --- --- ---
و الله سبحانه و تعالى أعلى و أعلم و أجَلّ

صدق الله العلى العظيم و صدق رسوله الكريم

و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم

( نسأل الله أن يرزقنا إيمانا صادقاً و يقينا لاشكّ فيه )

( اللهم لا تجعلنا ممن تقوم الساعة عليهم و ألطف بنا يا الله )

( و الله الموفق )
=======================
و نسأل الله لنا و لكم التوفيق و شاكرين لكم حُسْن متابعتكم

و إلى اللقاء في الحديث القادم و أنتم بكل الخير و العافية

" إن شـاء الله "