المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درس اليوم23.03.1437


حور العين
01-03-2016, 09:02 PM
من:إدارة بيت عطاء الخير
درس اليوم
[ الآثار الإيمانية لاسم الله السلام ]

1) الله سبحانه وتعالى هو (السلام) أي السالم من كل نقص وآفة وعيب،

فمعناه قريب من القدوس.

وقيل إن القدوس: إشارة إلى براءته عن جميع العيوب في الماضي

والحاضر، والسلام: إشارة إلى أنه لا يطرأ عليه شيء من العيوب في

الزمان المستقبل، فإن الذي يطرأ عليه شيء من العيوب تزول سلامته

ولا يبقى سليماً .

2) الله سبحانه هو المسلم على عباده وأوليائه في الجنة،

قال تعالى

{ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ }

[إبراهيم: 23].

وقال سبحانه:

{ تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا }

[الأحزاب: 44]

. وقال

{ سَلامٌ قَوْلاً مِن رَّبٍّ رَّحِيمٍ }

[يس: 58].

فالله تعالى يحيي عباده في الجنة بالسلام عليهم، والجنة هي دار السلام

من الموت والمرض وسائر الآفات.

قال تعالى:

{ لَهُمْ دَارُ السَّلاَمِ عِندَ رَبِّهِمْ }

[الأنعام: 127]

وقال

{ وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ }

[يونس: 25].

3) والله تعالى هو المسلم على أنبيائه ورسله، لإيمانهم وإحسانهم

وطاعتهم له وتحملهم في سبيله أعظم الشدائد، فيؤمنهم في الآخرة

فلا يخافون ولا يفزعون.

وقيل: سلم الله تعالى عليهم ليقتدي بذلك البشر فلا يذكرهم أحد بسوء.

قال تعالى

{ سَلامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ }

[الصافات: 79].

وقال

{ سَلامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ }

[الصافات: 109].

وقال

{ سَلامٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ }

[الصافات: 120]

وقال

{ سَلامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ }

[الصافات: 130].

وقال

{ وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ }

[الصافات: 181].

وقال سبحانه

{ قُلِ الحَمْدُ للهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى }

[النمل: 59].

قال الخطابي: أخبرني أحمد بن إبراهيم بن مالك حدثنا موسى بن إسحاق

الأنصاري عن صدقة بن الفضل قال سمعت سفيان بن عيينة يقول: أوحش

ما تكون الخلق في ثلاثة مواطن: يوم يولد فيرى نفسه خارجاً مما كان،

ويوم يموت فيرى قوماً لم يكن عاينهم، ويوم يبعث فيرى نفسه في محشر

عظيم. قال: فأكرم الله فيها يحيى فخصه بالسلام فقال

{ وَسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا }

[مريم: 15]،

كأنه أشار إلى أن الله جل وعز سلم يحيى من شر هذه المواطن

الثلاثة وأمنه من خوفها.

وكذا عباده المؤمنين فإن الملائكة تسلم عليهم عند قبض أرواحهم

وتطمئنهم وتؤمنهم. قال تعالى

{ الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ المَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ

ادْخُلُوا الجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ }

[النحل: 32].

فالملائكة تبشرهم بالفوز بالجنة والنجاة من عقاب الله والنار.

4) الأمر بإفشاء الاسم وأنه سبب في دخول الجنة:

... وإفشاء السلام من شعائر الإسلام العظيمة التي يتهاون فيها كثير من

المسلمين وهي من أوائل ما دعا إليه النبي صلى الله عليه وسلم عندما

وصل إلى المدينة، فعن عبد الله بن سلام قال: أول ما قدم رسول الله

صلى الله عليه وسلم المدينة انجفل الناس إليه، فكنت فيمن جاءه، فلما

تأملت وجهه واستثبته علمت أن وجهه ليس بوجه كذاب. قال: وكان أول

ما سمعت من كلامه أن قال:

( أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا بالليل

والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام .

5) لا يقال السلام على الله:

جاء ذلك في حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: كنا نصلي

خلف النبي صلى الله عليه وسلم فنقول: السلام على الله. فقال النبي

صلى الله عليه وسلم:

( إن الله هو السلام ولكن قولوا: التحيات لله والصلوات والطيبات

، السلام عليكم أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى

عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً

عبده ورسوله ).

قال البيضاوي ما حاصله: أنه صلى الله عليه وسلم أنكر التسليم على الله

وبين أن ذلك عكس ما يجب أن يقال، فإن كل سلام ورحمة له ومنه

وهو مالكها ومعطيها .

وقال الخطابي: المراد أن الله هو ذو السلام فلا تقولوا السلام على الله

فإن السلام منه بدأ وإليه يعود .

ولذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين أن يقولوا: التحيات لله.

قال ابن حجر: جمع تحية ومعناها السلام. وقيل: البقاء. وقيل: العظمة.

وقيل: السلامة من الآفات والنقض. وقيل: الملك.

وقال ابن قتيبة: لم يكن يحيا إلا الملك خاصة، وكان لكل ملك تحية تخصه

فلهذا جمعت، فكان المعنى التحيات التي كانوا يسلمون بها على الملوك

كلها مستحقة لله.

وقال المحب الطبري: يحتمل أن يكون لفظ التحية مشتركاً

بين المعاني المقدم ذكرها، وكونها بمعنى السلام أنسب هنا .

وجاء في حديث أنس قال: قال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم

إن الله يقرئ خديجة السلام، يعني فأخبرها. فقالت:

( إن الله هو السلام وعلى جبريل السلام

وعليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته ).

قال العلماء: في هذه القصة دليل على وفور فقهها لأنها لم تقل

(وعليه السلام) كما وقع لبعض الصحابة حيث كانوا يقولون في التشهد

(السلام على الله) فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم فعرفت خديجة

رضي الله عنها لصحة فهمها أن الله لا يرد عليه السلام كما يرد على

المخلوقين لأن السلام اسم من أسماء الله تعالى.

أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك

على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين