المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ممن توفي سنة سبع وعشرين وثلاثمائة


حور العين
01-09-2016, 12:26 PM
من:الأخ / مصطفى آل حمد
ممن توفي سنة سبع وعشرين وثلاثمائة
من كتاب البداية و النهاية لابن كثير يرحمه الله

وفيها توفي من الأعيان‏:‏

الحسن بن القاسم بن جعفر بن دحيم

أبو علي الدمشقي، من أبناء المحدثين، كان أخبارياً له في ذلك مصنفات،

توفي بمصر في محرم هذه السنة وقد أناف على الثمانين سنة‏.‏

الحسين بن القاسم بن جعفر بن محمد بن خالد بن بشر أبو علي الكوكبي

الكاتب، صاحب الأخبار والآداب، روى عن أحمد بن أبي خيثمة

وأبي العيناء وابن أبي الدنيا‏.‏

روى عنه الدارقطني وغيره

عثمان بن الخطاب

ابن عبد الله أبو عمرو البلوي، المغربي الأشج، ويعرف بأبي الدنيا، قدم

هذا الرجل بغداد بعد الثلاثمائة، وزعم أنه ولد أول خلافة أبي بكر الصديق

رضي الله عنه، ببلاد المغرب، وأنه وفد هو وأبوه على علي بن أبي طالب

رضي الله عنه، فأصابهم في الطريق عطش فذهب يرتاد لأبيه ماء فرأى

عيناً فشرب منها واغتسل، ثم جاء لأبيه ليسقيه فوجده قد مات‏.‏

وقدم هو على علي بن أبي طالب فأراد أن يقبل ركبته فصدمه الركاب

فشج رأسه، فكان يعرف بالأشج‏.‏

وقد زعم صدقه في هذا الذي زعمه طائفة من الناس، ورووا عنه نسخة

فيها أحاديث من روايته عن علي، وممن صدقه في ذلك الحافظ محمد

بن أحمد بن المفيد ورواه عنه، ولكن كان المفيد متهم بالتشيع، فسمح

له بذلك لانتسابه إلى علي‏.‏ ‏

وأما جمهور المحدثين قديماً وحديثاً فكذبوه في ذلك، وردوا عليه كذبه،

ونصوا على أن النسخة التي رواها موضوعة، ومنهم أبو طاهر أحمد

بن محمد السلفي، وأشياخنا الذين أدركناهم‏:‏ جهبذ الوقت شيخ الإسلام

أبو العباس ابن تيمية، والجهبذ أبو الحجاج المزي، والحافظ مؤرخ

الإسلام أبو عبد الله الذهبي، وقد حررت ذلك في كتابي التكميل

ولله الحمد والمنة‏.‏

قال المفيد‏:‏ بلغني أن الأشج هذا مات سنة سبع وعشرين وثلاثمائة،

وهو راجع إلى بلده والله أعلم‏.‏

محمد بن جعفر بن محمد بن سهل

أبو بكر الخرائطي، صاحب المصنفات، أصله من أهل سر من رأى، وسكن

الشام وحدث بها عن الحسن بن عرفة وغيره‏.‏

وممن توفي فيها‏:‏

الحافظ الكبير ابن الحافظ الكبير

أبو محمد عبد الرحمن

ابن أبي حاتم محمد ابن إدريس الرازي، صاحب كتاب ‏(‏الجرح والتعديل‏)‏،

وهو من أجل الكتب المصنفة في هذا الشأن، وله التفسير الحافل الذي

اشتمل على النقل الكامل، الذي يربو فيه على تفسير ابن جرير الطبري

وغيره من المفسرين، إلى زماننا، وله كتاب‏(‏العلل‏)‏ المصنفة المرتبة

على أبواب الفقه وغير ذلك من المصنفات النافعة‏.‏

وكان من العبادة والزهادة والورع والحفظ والكرامات الكثيرة المشهورة

على جانب كبير رحمه الله‏.‏

وقد صلى مرة فلما سلم قال له رجل من بعض من صلى معه‏:‏ لقد أطلت

بنا، ولقد سبحت في سجودي سبعين مرة‏.‏

فقال عبد الرحمن‏:‏ لكني والله ما سبحت إلا ثلاثاً‏.‏

وقد انهدم سور بلد في بعض بلاد الثغور، فقال عبد الرحمن بن أبي حاتم

للناس‏:‏ أما تبنوه‏؟‏

وقد حثهم على عمارته، فرأى عندهم تأخراً‏.‏

فقال‏:‏ من يبنيه وأضمن له على الله الجنة‏؟‏

فقام رجل من التجار فقال‏:‏ اكتب لي خطك بهذا الضمان

وهذه ألف دينار لعمارته‏.‏

فكتب له رقعة بذلك، فعمر ذلك السور ثم اتفق موت ذلك الرجل التاجر عما

قريب، فلما حضر الناس جنازته طارت من كفنه رقعة، فإذا هي التي كتبها

له ابن أبي حاتم وإذا في ظهرها مكتوب‏:‏ قد أمضينا لك هذا الضمان

ولا تعد إلى ذلك‏.‏ والله سبحان أعلم‏
.‏