المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 47 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان / الحُـــزن


vip_vip
01-27-2011, 12:11 PM
47 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان / الحُـــزن
لفضيلة العضو الشيخ / نبيل عبدالرحيم الرفاعى
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f90071%5fAOENw0MAALfLTO7aHQt%2fvz2 4osU&pid=1.3&fid=adnan&inline=1
أمام و خطيب مسجد التقوى - شارع التحلية - جدة
حصريــاً لبيتنا و لتجمع الجروبات الإسلامية الشقيقة
و سمح للجميع بنقله إبتغاء للأجر و الثواب
================================================== ================================




http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f90071%5fAOENw0MAALfLTO7aHQt%2fvz2 4osU&pid=1.4&fid=adnan&inline=1


http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f90071%5fAOENw0MAALfLTO7aHQt%2fvz2 4osU&pid=1.5&fid=adnan&inline=1


الحمد لله أهل المغفرة و التقوى،


أحاط بكل شيء علماً ، و أحصى كل شيء عدداً ،


له ما في السماوات و ما في الأرض و ما بينهما و ما تحت الثرى .


أحمده سبحانه و أشكره و أتوب إليه و أستغفره .


نعمه لا تحصى ، و آلاؤه ليس لها منتهى .


و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له


و أشهد أن سيدنا و نبينا محمداً عبده و رسوله .


أخشى الناس لربه و أتقى ، دل على سبيل الهدى و حذر من طريق الردى ،


صلى الله و سلم و بارك عليه و على آله و أصحابه ،


معالم الهدى و مصابيح الدجى و التابعين و من تبعهم بإحسان


و سار على نهجهم و اقتفى .



أمـــا بعـــد :


فيا أيها المسلمون ، أوصِيكم و نفسي بتقوى الله عزّ و جلّ ، فأتقوا الله جميعاً رحمكم الله ،


و قابِلوا إحسانَ ربكم بدوام حمده و شكره ، فهو سبحانه يعامِل عبادَه بإحسانه و فضله ،


فإذا ما استعانوا بإحسانه على عِصيانه أدّبهم بعدلِه ،


فمن جاءه من ربّه ما يحبّ فليشكُر الواهب ، و من أصابه ما يكره فليتّهم نفسه ،


و من انقطعت عنهم متّصِلات الأرزاق فليعودوا باللّوم على أنفسهم و لا يتَّهموا الرزاق ،


http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f90071%5fAOENw0MAALfLTO7aHQt%2fvz2 4osU&pid=1.6&fid=adnan&inline=1 وَلَوْ بَسَطَ ٱللَّهُ ٱلرّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْاْ فِى ٱلأَرْضِ


وَلَـٰكِن يُنَزّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاء إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرُ بَصِيرٌ http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f90071%5fAOENw0MAALfLTO7aHQt%2fvz2 4osU&pid=1.7&fid=adnan&inline=1


[ الشورى : 27 ] .



أيها المسلمون ، إنَّ الله جلَّت قدرتُه و تعالى أمره قد خلَق النفسَ البشريّة في أحسن تقويم ،


و حملها في البرّ و البحر ، و رزقها من الطيّبات ، و فضَّلها على كثير ممّن خلق تفضيلا .


و قد كان ممّا خلقه الله في تِلكم النفس المشاعر و الإنفعالات و العواطف و الأحاسيس


التي تعبِّر عنها النفس من خلال الضحِك و البكاء و الهمِّ و الغمّ و الحِلم و الغضب


و الحزن و السرور بقدرِ ما يعتري النفسَ من دواعٍ تستجلِب أيًّا من تلكم المشاعر ،


http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f90071%5fAOENw0MAALfLTO7aHQt%2fvz2 4osU&pid=1.6&fid=adnan&inline=1 وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f90071%5fAOENw0MAALfLTO7aHQt%2fvz2 4osU&pid=1.8&fid=adnan&inline=1 وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f90071%5fAOENw0MAALfLTO7aHQt%2fvz2 4osU&pid=1.8&fid=adnan&inline=1 وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f90071%5fAOENw0MAALfLTO7aHQt%2fvz2 4osU&pid=1.7&fid=adnan&inline=1


[ النجم : 42-44 ] .


و إنَّ من بين تلكم المشاعرِ المودَعَة في النفسِ شعورَ الحزن و الأسف لدى الإنسانِ ،


و الذي يعتريه بين الحينِ و الآخر بسببِ الدواخل و العوارِض المصاحبة له .


بَيدَ أنّ كثيرًا من الناس ليس لديهم من الوعيِ و التصوُّر لهذا الشعور


ما يجعَلهم يحسنون فهمَه و يجيدون التعاملَ معه في حدود الفهمِ الصحيح المشروع ؛


إذ تتراوَح مفاهيمُ جملةٍ منَ الناس فيه صعودًا و هبوطًا في حينِ إنّ الوسط هو العدلُ المقرَّر ،


و لذا كان من حكمةِ الله جلّ و علا أن جعلَ تلكم المشاعرَ تتناوَب في التفاعلِ


مع الإنسانِ على وجه العارِض لا على وجه الديمومةِ ،


و إلاّ لهلك الإنسان بدوامِ الحال مع شعور واحدٍ فحَسب ،


فالحزن على سبيلِ المثال شعورٌ يعترِض المرء أمام المصائب و النوازلِ ،


غيرَ أنَّ سلامته و إستقرارَ حاله يقتضيان عدمَ دوام هذا الشعور ،


و إلاّ كان صاحبُه حرضًا أو كان من الهالكين ،


كما أنّه في الوقت نفسِه لو عاش دائمَ الفرح لا يتطرَّق إليه الحزن بوجهٍ


لخُشِي عليه قسوةُ القلب أو مَوَته ،


قال إبراهيم التيمي يرحمه الله :


" ينبغي لمن لم يحزَن أن يخاف أن يكون من أهلِ النار


لأنَّ أهل الجنة قالوا :


http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f90071%5fAOENw0MAALfLTO7aHQt%2fvz2 4osU&pid=1.6&fid=adnan&inline=1 الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f90071%5fAOENw0MAALfLTO7aHQt%2fvz2 4osU&pid=1.7&fid=adnan&inline=1


[ فاطر : 34 ] ،


و ينبغي لمن لم يشفق أن يخاف أن لا يكون من أهل الجنّة لأنهم قالوا :


http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f90071%5fAOENw0MAALfLTO7aHQt%2fvz2 4osU&pid=1.6&fid=adnan&inline=1 إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f90071%5fAOENw0MAALfLTO7aHQt%2fvz2 4osU&pid=1.8&fid=adnan&inline=1 فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f90071%5fAOENw0MAALfLTO7aHQt%2fvz2 4osU&pid=1.7&fid=adnan&inline=1


[ الطور :26 ، 27 ] " ،


و قال الفضيل يرحمه الله :


" إنّ القلب إن لم يكن فيه حزنٌ كالبيت إذا لم يكن فيه ساكن " .


و المحصِّلَة الباعثةُ على استقرار النفس و حُسن تعايشها مع المشاعر ـ عبادَ الله ـ


هو التوازُنُ و الإعتدال ، فلا ينبغي للمرءِ أن يطلقَ لنفسه العِنان في المغالاةِ في الحزن


و المداومة عليه إعتمادًا على أحاديثَ منسوبةٍ إلى النبي http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f90071%5fAOENw0MAALfLTO7aHQt%2fvz2 4osU&pid=1.9&fid=adnan&inline=1 لا تثبُتُ صحّتُها بأنّه http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f90071%5fAOENw0MAALfLTO7aHQt%2fvz2 4osU&pid=1.9&fid=adnan&inline=1


كان متواصِلَ الأحزان ،


أو كما في الخبر الآخر : (( إنّ الله يحبّ كلَ قلب حزين )) .


الحزن ـ أيها الناس ـ نقيضُ الفرَح و السرور ،


و هو ما يحصل لوقوعِ مَكروه أو فواتِ أمرٍ محبوب ،


و أمّا ما يتعلَّق بالمستقبل فإنه يقال له : همّ ،


و إذا ما اشتدَّ الحزن حتى يصرِفَ المرءَ عمّا هو بصدَدِه و يقطعه عن مواصلةِ الطريق


فإنه يقال له : جَزَع ، و هو أبلغ من الحزن ، و قد نهِيَ عنه شرعًا .


ثم إنَّ من المتقرِّرِ في هذا الصدَدِ ـ عبادَ الله ـ أنَّ كثرةَ الحزن سببٌ لضعف البدن


كما ذكر ذلك جماعةٌ من أهل العمل و الحِكمة ، غيرَ أنّه عرَض جبليٌّ فِطري


ينتاب بني البشَر عندما يغالبون صروفَ الحياة و محَنَها ،


و هو ميدان لا بد للمرء من نزوله على هذه البسيطة ؛


لأنَّ المرء مبتلًى في هذه الحياة الدنيا لا محالةَ ، كما قال تعالى :


http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f90071%5fAOENw0MAALfLTO7aHQt%2fvz2 4osU&pid=1.6&fid=adnan&inline=1 أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f90071%5fAOENw0MAALfLTO7aHQt%2fvz2 4osU&pid=1.7&fid=adnan&inline=1


[ العنكبوت : 2 ] .


و الحزن مرتهنٌ بالبلاء لكنّه في الوقتِ نفسِه ليس من المطالبِ الشرعيّة


و لا من المستحبَّات في كثير من صوَرِه ، و ما الإستحباب و النّدب إلا


في كيفيّة التعامل معه لا في تحصيلِه و إيجادِه ، قال عكرمة يرحمه الله :


" ليس أحدٌ إلا و هو يفرح و يحزن ،


و لكن اجعَلوا الفرَح شُكرًا و الحزنَ صَبرًا" .


فالحزن ـ عباد الله ـ لم يرِد في القرآن إلا منهيًّا عنه ،


كما في قوله تعالى :


http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f90071%5fAOENw0MAALfLTO7aHQt%2fvz2 4osU&pid=1.6&fid=adnan&inline=1 وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمْ الأَعْلَوْنَ http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f90071%5fAOENw0MAALfLTO7aHQt%2fvz2 4osU&pid=1.7&fid=adnan&inline=1


[ آل عمران : 139 ] ،


و قوله :


http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f90071%5fAOENw0MAALfLTO7aHQt%2fvz2 4osU&pid=1.6&fid=adnan&inline=1 وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f90071%5fAOENw0MAALfLTO7aHQt%2fvz2 4osU&pid=1.7&fid=adnan&inline=1


[ الحجر : 88 ] ،


و قوله :


http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f90071%5fAOENw0MAALfLTO7aHQt%2fvz2 4osU&pid=1.6&fid=adnan&inline=1 لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f90071%5fAOENw0MAALfLTO7aHQt%2fvz2 4osU&pid=1.7&fid=adnan&inline=1


[التوبة:40] ،


و قوله :


http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f90071%5fAOENw0MAALfLTO7aHQt%2fvz2 4osU&pid=1.6&fid=adnan&inline=1 وَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f90071%5fAOENw0MAALfLTO7aHQt%2fvz2 4osU&pid=1.7&fid=adnan&inline=1


[ يونس : 65 ]


و الآيات في ذلك كثيرة .


و سبَبُ النهيِ عن الحزن أنه لا مصلحةَ فيه للقلب ، بل هو أحبّ شيءٍ إلى الشيطان


أن يحزِّنَ العبدَ ليقطَعَه عن مواصلَةِ طريق الحقّ ،


كما قال سبحانه و تعالى :


http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f90071%5fAOENw0MAALfLTO7aHQt%2fvz2 4osU&pid=1.6&fid=adnan&inline=1 إِنَّمَا النَّجْوَى مِنْ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا


وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f90071%5fAOENw0MAALfLTO7aHQt%2fvz2 4osU&pid=1.7&fid=adnan&inline=1


[ المجادلة : 10 ] ،

vip_vip
01-27-2011, 12:12 PM
و قول الرّسول http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f90071%5fAOENw0MAALfLTO7aHQt%2fvz2 4osU&pid=1.9&fid=adnan&inline=1 :


(( إذا كنتم ثلاثةً فلا يتناجَى اثنان دون الآخر


حتى تختلطوا بالنّاس من أجل أن يحزِنَه))


رواه مسلم ،


و كقول النبي http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f90071%5fAOENw0MAALfLTO7aHQt%2fvz2 4osU&pid=1.9&fid=adnan&inline=1 في أنواع الرؤيا المناميّة :


(( و رؤيا تحزين من الشيطان ))


رواه البخاري و مسلم .


أيّها المسلمون ، إنَّ الفهمَ الإسلاميَّ الصحيح في التعاملِ مع الأحزان فهمٌ فريد من نوعِه ،


و إنما اختصَّت به أمّةُ الإسلام دونَ غيرها لأنّ مفهوم غيرِ المسلمين في التعامل


معها يُعَدّ ضيِّقَ النطاق تافِهَ الغاية ضعيفَ العِلاج ؛ إذ ينحصر التعاملُ مع الأحزان


عندهم في العويلِ و اللّطم و الإنتحار و المصحَّات و العقاقير المهدِّئَة


و تعاطي المسكِراتِ و المخدِّرات و الغناء و المعازِف ليس إلاَّ ،


و أمّا الفهمُ الإسلاميّ فقد تجاوز مثلَ ذلكم التعامل بمراحل ،


فصار الفهمُ الشرعيّ للحزن خمسة أضرُب :


أوّلها :


الحزنُ المكروه كراهةَ تنزيه ، و هو الذي يكون على فواتِ أمرٍ من أمور الدنيا ،


و مثلُ هذا الضرب ينبغي للمرء أن يتغلَّب عليه لقوله تعالى :


http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f90071%5fAOENw0MAALfLTO7aHQt%2fvz2 4osU&pid=1.6&fid=adnan&inline=1 مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f90071%5fAOENw0MAALfLTO7aHQt%2fvz2 4osU&pid=1.8&fid=adnan&inline=1 لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f90071%5fAOENw0MAALfLTO7aHQt%2fvz2 4osU&pid=1.7&fid=adnan&inline=1


[ الحديد : 22، 23 ] .


و الضّرب الثاني :


الحزن الواجبُ ، و هو الذي يعدُّ شرطًا من شروط التوبةِ النصوح ،


و المتمثِّل في الندم على فعل المعصية ، و النّدم حُزنٌ في القلب يكون بسبَبِ


ما اقترفته اليدان من المعاصي و الذنوب .


و الضرب الثالث :


الحزن المستحبّ ، و هو الذي يكون بسبَب فوات الطاعة و ضياعِها على المرء ،


كما في قوله تعالى عن موقفِ الفقراء الذين لم يحمِلهم النبيّ http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f90071%5fAOENw0MAALfLTO7aHQt%2fvz2 4osU&pid=1.9&fid=adnan&inline=1 في غزوة تبوك :


http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f90071%5fAOENw0MAALfLTO7aHQt%2fvz2 4osU&pid=1.6&fid=adnan&inline=1 وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنْ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلاَّ يَجِدُوا مَا يُنفِقُونَ http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f90071%5fAOENw0MAALfLTO7aHQt%2fvz2 4osU&pid=1.8&fid=adnan&inline=1إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَعْلَمُونَ http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f90071%5fAOENw0MAALfLTO7aHQt%2fvz2 4osU&pid=1.7&fid=adnan&inline=1


[ التوبة : 92 ، 93 ] .


فهم هنا مدِحوا على ما دلَّ عليه الحزن من قوّةِ إيمانهم ، حيث تخلّفوا عن


رسول الله http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f90071%5fAOENw0MAALfLTO7aHQt%2fvz2 4osU&pid=1.9&fid=adnan&inline=1 لعجزِهم عن النفقةِ ، بخلاف المنافقين الذين لم يحزَنوا على تخلّفهم ،


بل غَبطوا نفوسَهم به .


و الضرب الرابع عباد الله :


هو الحزن المباح ، و هو الذي يكون بسبَب نازِلة و مصيبةٍ أحلَّت بالمحزون


كفقدِ ولدٍ أو صديق أو زوجةٍ أو غيرها ، كما قال تعالى عن يعقوب عليه السلام


في فَقدِ ابنه يوسف عليه السلام :


http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f90071%5fAOENw0MAALfLTO7aHQt%2fvz2 4osU&pid=1.6&fid=adnan&inline=1 وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f90071%5fAOENw0MAALfLTO7aHQt%2fvz2 4osU&pid=1.7&fid=adnan&inline=1


[ يوسف : 84 ] ،


و كما فعل النبي http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f90071%5fAOENw0MAALfLTO7aHQt%2fvz2 4osU&pid=1.9&fid=adnan&inline=1 حينما مات ولده إبراهيم فقال :


(( إن العينَ لتدمع ، و إنّ القلب ليحزن ، و لا نقول إلا ما يرضِي الربَّ ، و إنّا على فراقك ـ يا إبراهيم ـ لمحزونون ))


رواه البخاري و مسلم .


و الضرب الخامس من ضروب الحزن :


هو الحزنُ المذموم المحرَّم ، و هو الذي يكون على تخاذلِ المتخاذلين


و المعرضين عن الحقّ و عن شِرعة الله تعالى لقوله تعالى :


http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f90071%5fAOENw0MAALfLTO7aHQt%2fvz2 4osU&pid=1.6&fid=adnan&inline=1 يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f90071%5fAOENw0MAALfLTO7aHQt%2fvz2 4osU&pid=1.7&fid=adnan&inline=1


[ المائدة : 41 ] ،


و قوله :


http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f90071%5fAOENw0MAALfLTO7aHQt%2fvz2 4osU&pid=1.6&fid=adnan&inline=1 فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f90071%5fAOENw0MAALfLTO7aHQt%2fvz2 4osU&pid=1.7&fid=adnan&inline=1


[ الكهف : 6 ] ،


و قوله :


http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f90071%5fAOENw0MAALfLTO7aHQt%2fvz2 4osU&pid=1.6&fid=adnan&inline=1 وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f90071%5fAOENw0MAALfLTO7aHQt%2fvz2 4osU&pid=1.7&fid=adnan&inline=1


[ النمل : 70 ] ،


و قوله :


http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f90071%5fAOENw0MAALfLTO7aHQt%2fvz2 4osU&pid=1.6&fid=adnan&inline=1 فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f90071%5fAOENw0MAALfLTO7aHQt%2fvz2 4osU&pid=1.7&fid=adnan&inline=1


[ فاطر : 90 ] .



ويستثنى من ذلكم ـ عباد الله ـ إذا كان الحزنُ لما أصابَ أمثالَ هؤلاء سببُه الإعتبارُ


و الإدّكار و إستحضار عظمَة الله سبحانه و قدرَته على الإنتقام من المعاندِين الضّالين ،


كما في قصّة أبي الدرداء رضي الله عنه حينما بكى و حزن


و قد رأى دولةَ الأكاسرة تهوي تحتَ أقدام المسلمين ، و قد قال له رجل :


يا أبا الدرداء ، تبكي في يومٍ أعزّ الله الإسلامَ و أهله ؟!


فقال أبو الدرداء رضي الله تعالى عنه :


( ويحك يا هذا ، ما أهونَ الخلق على الله إذا أضاعوا أمرَه ،


بينما هي أمة قاهرة ظاهرةٌ ترَكوا أمرَ الله فصاروا إلى ما ترى ) .


أعوذ بالله من الشيطان الرجيم :


http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f90071%5fAOENw0MAALfLTO7aHQt%2fvz2 4osU&pid=1.6&fid=adnan&inline=1 أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f90071%5fAOENw0MAALfLTO7aHQt%2fvz2 4osU&pid=1.8&fid=adnan&inline=1 الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f90071%5fAOENw0MAALfLTO7aHQt%2fvz2 4osU&pid=1.8&fid=adnan&inline=1


لَهُمْ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f90071%5fAOENw0MAALfLTO7aHQt%2fvz2 4osU&pid=1.7&fid=adnan&inline=1


[ يونس : 62 ، 64 ] .


بارك الله لي و لكم في القرآن العظيم ، و نفعني و إياكم بما فيه من الآيات و الذكر الحكيم ،


نفعني الله و إياكم بالقرآن العظيم ، و بهدي محمد http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f90071%5fAOENw0MAALfLTO7aHQt%2fvz2 4osU&pid=1.10&fid=adnan&inline=1 ، و أقول قولي هذا ،


و أستغفر الله لي و لكم و لسائر المسلمين من كل ذنب و خطيئة ،


فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .

vip_vip
01-27-2011, 12:13 PM
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f90071%5fAOENw0MAALfLTO7aHQt%2fvz2 4osU&pid=1.11&fid=adnan&inline=1



http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f90071%5fAOENw0MAALfLTO7aHQt%2fvz2 4osU&pid=1.12&fid=adnan&inline=1


الحمد لله الرحيم الرحمن ، قديمِ الإحسان ، عظيمِ الشّأن ،


أحمده تعالى و أشكره على نعمِه التي لا تحصَى ،


و أشهد أن لا إلهَ إلاّ الله وحده لا شريكَ له ، له الأسماءُ الحسنى ،


و أشهد أنّ نبيَّنا و سيّدنا محمّدًا عبده و رسوله ، بعثَه ربه بالنور و الهدى ،


اللهمّ صلِّ و سلِّم و بارك على عبدك و رسولك محمّد


و على آله و صحبِه صلاةً و سلامًا كثيرًا .


أمـــا بعـــد :


فأتقوا الله معاشر المسلمين . و أعلموا أنَّ من سعَةِ الإسلام و سماحته


أنه لم يدَع شيئًا للأمة فيه خيرٌ إلا دلَّها عليه ،


و من ذلكم طرُق التعامُل مع شعورِ الحزن الذي يعتري الإنسانَ ،


فلقد كان الموقف الإسلاميّ غايةً في إتقانِ التعامل مع الأحزان ،


و ذلك من خلال التعوُّذِ منها قبل وقوعِها ، ثم بالمثوبَةِ على الصبر عليها بعد وقوعها ،


ثم في طريقة رفعها بعد وقوعِها .


فقد كان من صوَرِ التعامل معها قبل الوقوع كثرةُ تعوذّ النبي صلى الله عليه و سلم


منها


كما في قوله عليه الصلاة و السلام :


(( اللهمّ إني أعوذ بك من الهمّ و الحزن )) الحديث


رواه البخاري و مسلم .


و أمّا في مقام ما للصابِر على الأحزان التي تصيبه فقد قال النبي عليه السلام :


(( ما يصيب المرءَ من نصبٍ و لا وَصب و لا همّ و لا حزن و لا أذى


حتى الشوكَة يُشاكها إلا كفّر الله بها خطاياه ))


رواه البخاري و مسلم .


و أمّا في التعامل معها لرفعِها بعد وقوعها فقد جاءَت الشريعة بدواءَين ناجعين :


أحدهما : دواء حسيٌّ مادّيّ و هو ما يسمَّى بالتلبينَةِ ، و هي طعام يصنَع من حسَاء من دَقيق أو نخالة فيه عَسَل أو لَبن أو كِلاهما ، لما رواه الشيخان من حديث أمنا أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها و عن أبيها أنها كانت تأمُر بالتّلبين للمريض أو للمحزون على الهالك ، و كانت تقول :


إني سمعت رسول الله عليه الصلاة و السلام يقول :


((إنّ التّلبينَة تجمّ فؤادَ المريض وتذهب ببعض الحزن )) ،


و قوله : (( تجِمّ الفؤادَ )) أي : تريحه .


و أما الآخر: فهو دواءٌ معنويّ روحاني دلَّ عليه المصطفى عليه الصلاة و السلام بقول :


(( ما قال عبد قطّ إذا أصابه همّ و حزن : اللّهمّ إني عبدك و أبن عبدِك و أبن أمَتِك ، ناصيتي بيدِك ، ماضٍ فيَّ حكمُك ، عَدلٌ فيَّ قضاؤك ، أسألك بكلّ اسم هو لك ، سميتَ به نفسك ، أو أنزلتَه في كتابِك ، أو علَّمته أحدًا من خلقِك ، أو استأثرتَ به في علمِ الغيب عندك ، أن تجعلَ القرآنَ العظيم ربيعَ قلبي و نورَ صدري و جلاءَ حزني و ذهاب همّي ، إلا أذهب الله عز و جل همَّه و أبدله مكانَ حزنه فرحًا )) ،


قالوا : يا رسول الله ، أينبغي لنا أن نتعلَّم هؤلاء الكلمات ؟


قال :


(( أجل ، ينبغي لمن سمِعهنّ أن يتعلَّمهن ))


رواه أحمد .


يضاف إلى ذلكم ـ عباد الله ـ العلاج المعنويّ و هو محادَثة المحزونِ نفسَه و إستحضاره عظمةَ الله و قضاءَه و قدره و أنّ ما أصابه لم يكن ليخطئَه و أنّ ما أخطأه لم يكن ليصيبَه ، حتى تهدَأَ نفسه و يزولَ عنه ما يجد ، و هذا ما يسمَّى في اصطلاحِ الطبّ النفسيّ المعاصر بالعلاج الذهنيّ .


أعوذ بالله من الشيطان الرجيم :


( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمْ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f90071%5fAOENw0MAALfLTO7aHQt%2fvz2 4osU&pid=1.8&fid=adnan&inline=1 نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f90071%5fAOENw0MAALfLTO7aHQt%2fvz2 4osU&pid=1.8&fid=adnan&inline=1 نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ )


[ فصلت : 30-32 ] .


هذا و صلّوا ـ رحمكم الله ـ على خيرِ البريّة و أزكى البشريّة محمّد بن عبد الله صاحبِ الحوض و الشفاعة ، فقد أمركم الله بأمر بدَأ فيه بنفسه ، و ثنى بملائكته المسبِّحة بقدسه ، و أيّه بكم أيها المؤمنون ، فقال جلّ و علا :


( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )


[ الأحزاب : 56 ] ،


و قال صلوات الله و سلامه عليه :


(( من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشرا )) ،


فصلوا و سلموا على الرحمة المهداة و النعمة المسداة


نبيكم محمد رسول الله ، فقد أمركم بذلك ربكم فى عُلاه


فقال في محكم تنزيله و هو الصادق في قيله :


( إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً )


[ الأحزاب : 56 ] .


اللهم صلَّ و سلم و بارك على عبدك و رسولك سيدنا و نبينا محمد ،


و على آله الطيبين الطاهرين ، و على أزواجه أمهاتنا أمهات المؤمنين ،


و أرض اللهم على الخلفاء الأربعة الراشدين أبى بكر و عمر و عثمان و على


و العشرة المبشرين و على سائر الصحابة و التابعين


و من سار على دربهم إلى يوم الدين


و عنا معهم بعطفك و جودك و كرمك يا أرحم الراحمين


اللهم أعز الإسلام و المسلمين و ............ ثم باقى الدعاء



اللهم أستجب لنا إنك أنت السميع العليم و تب علينا إنك أنت التواب الرحيم
اللهم أميـــــن
أنتهت
كما و نرفقها لكم فى ملف أعلاه لمن أراد الإحتفاظ بها

اما بالنسبة لموقع فضيلة الشيخ نبيل الرفاعى فهو :-


http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f90071%5fAOENw0MAALfLTO7aHQt%2fvz2 4osU&pid=1.13&fid=adnan&inline=1 (http://www.nrefaei.com/)


و لخطب الجمع الماضية فضلاً


http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f90071%5fAOENw0MAALfLTO7aHQt%2fvz2 4osU&pid=1.13&fid=adnan&inline=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)



و أوصيكم بزيارتهما بأستمرار فبهما من خير الله الكثير


و بهما تستمعون لقرأة القرآن الكريم بالصوت الشجى و اللهجة الحجازية الأصيلة


تقبل الله منا و منكم صالح الأعمال و من جميع المسلمين