المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أبو بكر الصديق رضي الله عنه 2 - 3


حور العين
01-11-2016, 01:05 PM
من:الأخ / فـضـل الـسـقـا
نقلا عن العامود اليومي بجريدة عكاظ السعودية
لوالدنا الفاضل الأستاذ / عبد الله بن عمر خياط
أ. عبدالله بن عمر خياط

سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه 2 - 3

وكما قال أبو بكر رضي الله عنه يوم عودته إلى مكة

عندما قالت له قريش عن محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم

وما أوحي به إليه :

إن كان قال ، فقد صدق

بنفس الإيمان الصادق رد أبو بكر عندما أخبرته قريش بنبأ الإسراء

الذي سمعوه منه صلى الله عليه وسلم

فقال رضي الله عنه :

إن كان قال، فقد صدق .

فقد كان أبو بكر خارج مكة وعند عودته إليها قابلته مجموعة

من قريش يتقدمها أبو جهل عمرو بن هشام

ثم بدأ الحديث أبو جهل بقوله :

أوحدثوك عن صاحبك يا عتيق وكان أبو بكر قبل إسلامه

يسمى عتيقا .

فأجابه أبو بكر :

تعني محمدا الأمين ؟

وتراجع القوم قليلا ، وازدرد كل منهم ريقه في مشقة

وقال قائلهم :

إنه هناك عند الكعبة ، يحدث الناس أن ربه أسرى به الليلة

إلى بيت المقدس .

وتقدم آخر يكمل الحديث ساخرا وقال :

ذهب ليلا ، وعاد ليلا ، وأصبح بين أظهرنا .

فأجابهم أبو بكر وقد تهلل محياه :

أي بأس ؟ إني لأصدقه في ما هو أبعد

من ذلك ، أصدقه في خبر السماء يأتيه في غدوة أو روحة .

ثم أطلق عبارته الصامدة :

إن كان قال ، فقد صدق .

ويعلق الأستاذ خالد محمد خالد على ذلك

بما جاء في كتابه خلفاء الرسول بقوله :

أهناك كلمات تستطيع النهوض إلى مستوى الإشادة

بهذا الموقف أو التعليق عليه دون أن يغلبها الحياء

والعجز على أمرها ؟

عبارة واحدة تستطيع المناسبة أن تسعفنا بها ،

هي : يا واهب هذا اليقين سبحانك هذا رجل لم يؤمن إيمان الصدفة ،

بل آمن إيمان الفطنة لم يؤمن بعواطفه بل آمن بذكائه

لم يدفعه إلى الإيمان منطق القلب وحده ، بل ومنطق العقل قبله .

انظروا إلى قوله :

إني لأصدقه في ما هو أبعد من ذلك ، أصدقه في خبر السماء

يأتيه في غدوة أو روحة .

ودارت الأرض بأبي جهل وتلعثمت خطواته ، وكاد جسمه يتهاوى

فوق ساقيه الهزيلتين .

السطر الأخير:

سريت من حرم ليلا إلى حرم

كما سرى البدر في داج من الظلم