المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حقيقة الرحلة الى الله


هيفولا
01-15-2016, 11:18 AM
حقيقة الرحلة الى الله

فحقيقة الرحلة هذه الحياة هو ما وصف الله،
سيأتي لحظة بعد هذه الرحلة فينادى عليك بأحد هذه النداءات:
• هل سينادى عليك من مكان بعيد ؟
• أم ينادي عليك من مكان قريب ؟
• هل ستكون ممن يسلم ويهنأ ؟
• أم ممن يوبخوا فيعتذر ؟!

لهذا من عرف حقيقة الرحلة، عامل الله بالتقوى واستعد لهذا النداء.

ماذا علينا من أجل أن :
• تصحّ منا الرحلة ونصل إلى ربما سالمين
• ونكون من أهل الجنة الذين ينادَون لها، وينادُون أهل النار

ماذا يجب علينا أن نعتقد؟ ماذا يجب علينا أن نتصوّر ؟

من أجل أن تتقي يوم التناد وتتخلّص من ذاك الفزع
وبدل أن يكون موقفك يوم التناد موقف الفزع،
ومن أجل أن يكون موقفك يوم التناد موقف السّار،
لابد أولًا أن تتصور الدنيا:
لأن تصوّر الدنيا يعينك على تقواها،
أنت تحتاج أن تتقي الله، ومن أجل أن تتقي الله يجب عليك أن تتقي الدنيا بتصور حقيقتها .

غياب هذه الحقيقة عنّا يعني انشغالنا بها، يغيّبها عنها،
والمسألة لابدّ لها من الصدق في تصوّر الرحلة،
لا ينفع مجرد الكلام، لا يصلح قلوبنا مجرد الكلام،
لابدّ أن نكون صادقين في تصور الرحلة.

وها أنا أكلمكم هذا في أول يوم من العشر وها أنتم ستغمضون أعينكم
وترون الحج كله قد انتهى! فهل تتصوّر الدنيا إلا كما تتصوّر هذه الأيام السريعة؟!
والله أمس كنا نتكلم في رمضان وفي دروسه
وهاهو أتى هذا الموسم المبارك، وستنتهي كل الحياة بنفس الصورة!

لابدّ أن يكون هناك صدق في تصوّر الحقيقة
ويكفي في هذا ما أخبرك الله بل أمرك أن تعلم هذا الأمر على الوجوب،
(اعْلَمُوا) يجب عليك أن تعلم علمًا يقينيًا
{اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ} .

لن تخرج الدنيا عن هذه الخمسة مهما بذلت لإقناع نفسك،
لا تشحّ بالإنفاق في شيء من أجل لذائذ الحياة الدنيا، لابد أن تتصوّر حقارتها

لابد أن تتصور الحياة، الحياة في حقيقتها وسيلة للنعيم الدائم في الآخرة
ووقاية من العذاب الشديد، وما عدا ذلك فهو مجرد متاع قليل

انظر إلى هذه الخمسة أشياء:

1- اللعب:
هذا اللعب ربما يكون في طور من أطوار حياة الخلق مثل الطفولة والصبا،
فتجده وهو في هذه الحال يمضي وقته في إزالة وحشة الوحدة أو السكون
يريد أن يجلب الفرح والمسرة لنفسه،
يحب الطفل الصغير أن يجلب هذه الأشياء لنفسه ولمن يحب،
أو حتى يمكن أن يجلب ضدها لمن يبغض

2- اللهو:
وهو أي قول أو فعل يقصد منه الإنسان أن تتلذذ نفسه به
ويصرفها عن ألم حاصل من تعب أو حزن أو كمد،
فاللهو هذا غالبًا يكون في أحوال الشباب فيطلب اللذة والطرب
ويطلب أن يغيب عن واقعه وعن حقيقة مصيره!
وهذا لو استقر في النفس سترى صاحبه سكران بالدنيا،
يجري فقط من أجل أن يهرب من شيء لا يعرفه!

3. الزينة:
وهذه الزينة يحسّن فيها الإنسان نفسه وذاته بحيث يقع نظره على ما يسرّ.
والناس مولوعون بالعناية بمظاهرهم !
فتراهم يزينون كل شي مساكنهم وملابسهم ويزينون حتى طعامهم !
وكل هذا لأنهم ينسون ماذا يريدون؟!
فهذا لعب وهذا لهو وهذا زينة.
ثم يأتي الوصف الرابع:

4. التفاخر:
غالبًا يكون في الكلام، فكل واحد من أهل الدنيا يكون حريص على إظهار
ما به يفخر على من حوله، فكل ناس يتفاخرون بحسبهم:
فهناك من يتفاخر بماله، بأولاده، أحيانًا يتفاخرون بصفاتهم،
المهم أنهم يتفاخرون من أجل أن يسمعون كلمة تطربهم،
فلما تسكرهم الدنيا يريدون من يزيدهم في شكرهم
فيظهرون كمالات لهم ويريدون من الناس الثناء عليهم بها.

5. التكاثر
فتجد هذا الشخص يحرص على أن يكون الأكثر والأحسن في أي شيء.
المهم أن لا يكون فلان أكثر مني ولا أحسن مني،
وقد دخل هذا البلاء حتى على أعمال الخير!
ليس تنافسًا من أجل الله إنما من أجل الدنيا !
الإنسان فيها إما:
لاعب، لاه، متزيّن، متفاخر، متكاثر


منقول
هيفولا:o