المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درس شرح اسم الله الوكيل


هيفولا
01-15-2016, 11:44 AM
درس شرح اسم الله الوكيل

https://fbcdn-sphotos-b-a.akamaihd.net/hphotos-ak-xfp1/v/t1.0-9/11214249_922519664504099_827631162033849846_n.jpg? oh=86e6572c7672159ce70410e15ae7fb97&oe=57085F4B&__gda__=1464315856_16433adfe47b1a71c7a01cdb199644f e



قوّة تعلقك بالله معناها أن


1. تتعلق به أن يُهيّء لك الأسباب.



2. تتعلق به أن ينفعك بالأسباب.
3. تتعلق به أن يُعطيك نتائج الأسباب.

فلا تتصور أن اختبارك في قُواك الذَّاتية،
بل كل اختبارك دائرٌ في قوة استعانتك به.

↙لكــــن لمــاذا لا نستعين بالله؟

لِضَعفِ معرفتنا به، فضعف المعرفة يُوَلِّد ضَعف الثِّقة به،
ثم تَشعر أنك يُمكن أن تُدَبِّر نفسك أحسن مِن تدبير الله،
يعني بَدلًا من أن تَحْمِل كل هُمومك وتَضَعها عِندَ بَابِ الله،
تشعر أنك لابد أن تقوم بتدبير شأن نفسك،
وبعد ذلك تُقنع نَفسك فتقول: (ربنا قال خذوا بالأسباب)

نعم لمَّا ربي قال لك خذ بالأسباب،
أَمَرَك أولًا أن تفزع بقلبك إليه {فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ} .

↙وهل {فَإِذَا عَزَمْتَ} فِعْلُ البدن أم القلب؟
القلب، أي إذا اجتمعت إرادتك.

مثلًا قررت غدًا أن تستضيف أصحابك، وغدًا هو اليوم المناسب،
هنا قد عَزَمت، وهو الذي على تعبيرنا نقول (قررت)،
في هذه اللحظة -لحظة اتخاذ القرار وليس في لحظة تنفيذه- مـــاذا تفعل؟
تتوكل على الله.

والأمر صريح أنك وقت ما تَعزِم على الأمر، تتوكــل على الله،
معنى هذا أنك قبل ما تكلمني عن أسباب تحقيق مُرادك، وعن أسباب تأديب أولادك،
وعن الأسباب التي تُنجِح لك موقفك مع ضيوفك غدًا،
قبل ما تكلمني عن الأسباب هذه، افزع إلى الله،
فهو نِعْمَ الوكيل، نِعْمَ مَن وَكَّلت.

أي أنك عزمت الآن، فإذا أَردْت التَّنفيذ كأنّك تُوكِّل عَنك مَن يُنفّذ،
فهو -سبحانه وتعالى- وكيلٌ على عباده،

↙وما معنى أنه وكيلٌ على عباده؟
يعني تَكفَّلَ أن يُدبِّرهُم أَحسن تَدبير ويُصلِحهُم أحسَن إصلاح،
ويَشرَح صُدورَهم ويُيَسِّر أمورهم، لكــن العَجَبْ أن تَجدهُ وكيلًا للعباد،
عالمًا بأحوالهم، وهو العزيز الذي أمره ينفذ ولا أحد يردّه،
كل هذه الصفات فيه وبعد ذلك لا نتخذه وكيلا! هذا عَيب في التفكير،

لأنه لمَّا يأتي أحد ويقول لك: (هذا وكيل العمارة)
يعني الذي يهتم بشؤونها ويراعيها ويراجعها،
ولابد أن يعرف تفاصيل الذي فيها،
فمهما كنت تَثِق أن هذا الشخص سَتُوَكِّلُهُ على عِمارَتك
وسيأتي لك بنتائج جيدة، مهما كان لابد أن يكون فيه نقص وعيب

لكــنك تقول: (الحمد لله أنّ ربي رزقني هذا الشخص وكيلًا للعمارة،
فهذا أحسن مِن أني أنا أقوم بمتابعة أموري)
هذا وهو جاهل، ناقص العلم،ينام، ضعيف الإرادة، ضعيف القدرة،
ليس كل ما يريده يحصل!

↙فكيف بمن لا تأخذه سنة ولا نوم؟!

↙فكيف بمن هو على كل شيء قدير

فكيف بالعزيز الذي إذا أراد أمر أنفذهُ ولابد؟
كيف لا يُتَّخذ وَكيلا؟!

يتبع

إذا لم تتخذ الله وكيلا مــــاذا فعلت بنفسك؟


أَهلَكْتَ نَفسك! لأنك تقول في أذكار الصباح والمساء:
(لَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ) ،

وفي رواية أحمد:
(إِنْ تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي تَكِلْنِي إِلَى ضَيْعَةٍ وَعَوْرَةٍ وَذَنْبٍ وَخَطِيئَةٍ وَإِنِّي لَا أَثِقُ إِلَّا بِرَحْمَتِكَ)

↙يعني أنا لو جئت دبَّرت نفسي سأُضيع نفسي!
أو أدبَر تدبيرًا يَظهَر فيه عَواري، أو أَدبِّر تَدبيرًا أقع فيه بذنب،
أو أدبِّر تدبيرًا يحصل مني فيه خطيئة،
هذا تدبيرك لنفسك، فلماذا تقتنع بنفسك برغم أنك أنت جَربتَها
ورأيت كيف أنك لمَّا تدبر لنفسك ماذا يحصل لك؟

↙إذن لابد أن تتصور ضعفك، فهذا أول وصف لك،
وليس ضعفك أنت فقط، بل أنت وكُل الناس الذين حولك! فلا تتشبث بأحدٍ من الخلق،
فكلهم على حدٍ واحد لهم واصفٌ واحد وهو الفقر
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ}
فكلهم على حدٍ سواء مِن جهة فقرهم،

فإذا كانوا كلهم على حدٍ سواء مِن جهة فقرهم فلمـــاذا تُعَلِّق نَفسَك بالفقراء؟!

↙ولمــاذا تَنتَظِر مِنهُم إمدادَك وتنتظر مِنهُم إسعادك؟!

↙لا تنتظر منهم، إنما الإيجاد مِن الله والإعداد مِن الله والإمداد مِن الله والإسعاد مِن الله،
ألست تعلم أنه هو أضحك وأبكى؟
فإذا كان هو الذي أضحك وأبكى،
تَوَسَّل إليه أن يَشرَح صدرك وأن يُهَدِّئ نفسك
وأن يَجعلك ترضى عنه، فمَن رضي فَلَهُ الرِّضا.

يتبع

قد تقول: هو –عز وجل- وكيلي وأنا وَكّلته،
ومع ذلك يأتيني في مواطن كثير شيء أنا لا أرغبه!

نقول: أنت في أول لحظة تتصور أنك لا ترغبه،
لكن إذا استسلمت له ورضيت عنه ،كشَفَ لَك ما يُثَبِّتَك على رِضاك!
لأن العَبد جاهل بما يُصلح نَفسه، أضرب لكم مثالًا في تعاملنا مع أبنائنا

ألسنا نُدَبَّر لأبنائنا ما نَرى فيه صَالِحُهم؟
هل كل ما نراه فيه صالحهم يناسب آراءهم وأفكارهم؟
كلكم تتفقون أنه (لا) وقد يأتي قرار يكون ما فيه مصلحة إلا لهم هم،
أمَّا أنا فخارج المصلحة، ومع ذلك يَنزُل عليهم هذا القَرار مثل الصَّاعِقة،
ويَردّونه ويَدفَعونه بِكل ما يَملِكون مِن قُوة، وأنا أنظر إليهم مُستَعجِبة،
يعني أنا مَن سأدفع ثمن هذا القرار، وأنا مَن سأتعب، وأنتم المنتفعين

، فما بالكم تدفعون ما ينفعكم؟!
لمـــاذا تدفعون شيئًا أنا متأكد أنه سينفعكم؟!

ستجيب: (لقصور عقولهم، لأنهم ما يفهمون).
ونحن دائما نقول لأنفسنا: (غدا سيكبرون ويفهمون).

الرَّب -سبحانه وتعالى- الكامل يُعاملك بنفس الصورة،
ولمَّا وَضَعَ تَحتَك سفهاء -يعني أنت الكبير وهُم صِغار سُفهاء-
مِن أجل أن تفهم نفس الصورة، من أجل أن تفهم أنه لمَّا تأتيك أفعال الله،

لابد أن تؤمن أنه حكيم، ثم تَتَريّث وتَنتظر،
وأنه لا يمكن أن يأتي مِن عند الله إلا الخير،

لكن المهم ((من رضِيَ فَلهُ الرضا، ومن سَخِط فَلَهُ السِّخَط)) .
وسَخَط الله -عز وجل- لَمَّا ينزل على أحد يجعل العبد يَنقَلب!
فكل ما يكون خيرًا ينقلب في تصوره فيصبح في تصوّره شرًا.


⭕↙ هناك ثلاث اختبارات في حياة العَبد مُتكررة:

⤴ 1. {وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ}
الاختبار الأول أن تعْلم أنه هو الذي مسَّكَ بالضر،
فهل أنت راضِ عنه أم لست براضٍ؟
يعني الاختبار الأول في الرِّضا: هل ترضى عنه أم لا ترضى بعدما مسَّك بالضر؟

سواء وقت وقوع الضُّر أو بعده،
فليس فقط الرضا في وقت وقوع الضر ومِن ثم انتهى!
وقد قال الرسول -عليه الصلاة والسلام- كما صحّ في البخاري:
(إِنَّمَا الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الْأُولَى)
فهنا سيتبيّن رضاك، والذي يصبر عند الصدمة الأولى هذا أعلى شيء،
والذي يتصبّر ولكن ليس عند الصدمة الأولى -يعني بعدها بقليل-
أفضل من الذي لا يتصبّر نهائيًا،
والذي يتصبّر في اليوم الثاني أفضل مِن الذي لا يتصبر أصلًا،
والذي يتصبّر في اليوم الثالث أفضل مِن الذي يتصبّر في اليوم الخامس،
لكن الصبر الحقيقي هو: (إِنَّمَا الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الْأُولَى).


⤴ 2. {وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هو}
الاختبار الثاني: ستطلب الكشف مِمّن؟ {فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هو}
وهذا يُناسب اسم الوكيل. وقد تقول: (كيف يكشفه الله)؟
نقول: نعم، الله -عز وجل- يُعامِلك بلطفه، وألطافه لها صورتان:

↙ال الصورة أولى صورة لطف محض لا علاقة لك به،
فأنت توكلهُ وهو يأتيك بالخير مِن حيث لا تحتسب،
وأنت لم تحرّك ساكنا، طُرِقَ بابك فأتاك الخير، هذا نوع مِن اللطف.

↙الصورة الثانية مِن اللطف وكشف الضُّر هو التَّسخير،
يعني يُسخّر في عقلك فكرة، يُسخّر لك شخص،
يأتي في بالك مثلًا جِهة معينة تذهب لها، هذا هو التَّسخير.
ما معنى التسخير؟
أن يُسخّر الله -عز وجل- لعباده فكر أو أشخاص أو ملاجئ
حوله تكون سَببًا في جَرَيان الرِّزق منها،
أي أن عقلك يكون غافلًا تمامًا عن هؤلاء ثم يُلقيه الله -عز وجل- في قلبك إلقاءً.

⤴ 3. الاختبار الثالث في سورة الزمر
{فَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِّنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ}
كقولك: (جاءتني فكرة)
أو تقول: (أنا لدي ميزة خطيرة، لو يأتيني ضِيق يُلقى في ذهني المخرج مباشرة).
. مثلما قال قارون. فإذا أصاب شخص الضر، ودعا الله،
إلى هنا قد مشى في الاختبارين الأوليين بطريقة صحيحة،
{ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً} إذا آتيناه بفكرة أو سخّرنا له أحدًا يُساعده، مــاذا يفعل؟
يقول: {إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ} يعني أنا،
فمثلا يقول: (أنا أصلًا دائما في المواقف قوي ثابت، عندي حكمة)
إلى آخر هذه الوصوفات التي يصف الإنسان بها نفسه.

⭕ لكن انظر ماذا قال الله -عز وجل-: {بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ}
اختبار، {وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ}
هذه هي القضية أن أكثرهم لا يعلمون، فهذا ثالث اختبار:
يعني مسَّك الله بضر، عَلِمْت أنه منه، ورضيت عنه، ودعوته،
إلى هنا أنت تمشي على الطريق الصحيح، لكن لمَّا أتتك النِّعمة اغتررت

نقلته

هيفولا:o