المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وبيا الفأر الأبيـض


vip_vip
05-18-2010, 10:05 AM
السبت 17 جمادى الأولى 1431 الموافق 01 مايو 2010




http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f1075940%5fAOoNw0MAAB3CS%2fAdcgbyf wAsmRU&pid=2&fid=Inbox&inline=1






د. محمد فتحي
هناك قصةٌ معروفة لتجربة هامة قام بها عالمان من علماء النفس هما "واطسون،
وراينر" قام هذان العالمان بوضع فأر أبيض على مقربة من طفل صغير يدعى
"ألبرت"، كان قد أدخل المستشفى للعلاج من مرض نفسي، وببراءة وتلقائية
مد الصغير يده يتحسس ذلك الحيوان الصغير الناصع البياض، عندئذٍ أصدر
"واطسون" تعليماته بإصدار صوت مزعج من خلف الطفل جعله يصرخ فزعًا
ورهبةً، وتكررت التجربة عدة مرات، وفي كل مرة يوضع الفأر الأبيض قريبًا
من "ألبرت" يصدر الصوت المزعج المفاجئ فيؤدي إلى فزع الطفل وصراخه ثم
جاءت الخطوة الثانية من التجربة، وذلك بوضع الفأر الأبيض قريبًا من الطفل
ولكن بدون إحداث ذلك الصوت المزعج... فماذا كانت النتيجة؟

لقد ظلَّ الطفل يصرخ بشدة في كل مرة يرى فيها الفأر الأبيض حتى من على
بعد أمتار، وبعد أن كان يتحسسه بأنامله أصبح في حالة خوف وهلع شديد
لمجرد رؤيته من بعيد، والشيء الغريب أنه قد حدث للطفل بعد ذلك ما يسمى
بـ "ظاهرة التعميم"؛ فقد أصبح الطفل يخاف ويفزع من أي شيء يشبه –
من قريب أو بعيد- ذلك الفأر الأبيض.
لقد أصبح «ألبرت» يخاف بشدة من القطط والأرانب، بل ومن الكلاب ذات
الفراء الأبيض بل وأكثر من ذلك، فقد كانت تنتابه نفس النوبة من المخاوف
والفزع إذا رأى حتى قطعة فراء أبيض.
أي أن المخاوف المرضية والقلق النفسي الشديد هي عادات أو سلوكيات
خاطئة متعلمة نتيجة تكرار التعرض لموقف مفزع أو مؤلم، أي أنهم استطاعوا
بالتجربة إحداث أعراض مرضية.
وبالتالي يمكن لنا بالتجربة أيضًا أن نغرس سلوكيات وعادات صحية مرغوبة،
فلكي يتم علاج الطفل "ألبرت" من الحالة السابقة يمكن بدلًا من الصوت
المزعج المخيف أن نقدم صوتًا ذا سعادة وسرور له، وأن نقرن بين ظهور الفأر
الأبيض وتقديم قطعة من الحلوى أو لعبة يحبها الطفل حتى يرتبط مع كل مرة
يظهر فيها الفأر الأبيض بمشاعر السرور والبهجة والطمأنينة، وبالتالي لن يخشاه
أو يفزع من رؤيته.
كم مرة شاهدت طفلًا صغيرًا يصرخ عند دفعه إلى الاستحمام
في البحر لأول مرة؟
كم مرة شاهدت طفلًا صغيرًا يصرخ عند رؤيته لزائر غريب لم يألفه من قبل؟
هنا ولعلاج الموقف من الشخص الحكيم هو التشجيع حتى يساعد الطفل على
الاقتراب تدريجيًّا من الماء أو من ذلك الضيف الغريب، تشجيع وطمأنينة
فيقدم له المساعدة ويربت على كتفه ويبث فيه الشجاعة، وقد يكافئه بالحلوى
إذا هو تشجع واقترب من ذلك الشيء الذي يخشاه ويخافُ منه.
أي أن التكرار واستمرار التدعيم والتشجيع يجعل الطفل يقترب أكثر، ولكن
بحذر، كما لو كان يكتشف عالمًا مجهولًا؛ فالتخلص من أي عادة سيئة أو أي
سلوك غير مرغوب يمكن أن يحدث بالتدريج وبالتعلم، ويمكن أن يستخدم
الإيحاء الذاتي في المساعدة على استبدال السلوك غير المرغوب بسلوك آخر
مرغوب، أنت تستطيع فعل كل هذا وبنفسك لو أردت، وبدون مساندة من
أحد، نعم أنت تستطيع.
ربما كانت لديك فوبيا الفأر الأبيض، فأنت تخاف من النجاح وتؤثر عليه
الفشل.
وتخاف من إظهار الأسباب الحقيقية لسقوط عمل ما وتخدع نفسك بالتبرير.
وتخاف من إظهار عيوبك الحقيقية وتنسبها إلى غيرك.
وتخاف من الحياة في الواقع بمشكلاته وهمومه وتهرب إلى عالم الخيال والأوهام.
وتخاف من مواجهة من طغى عليك فتزيح طغيانه على من حولك.
تخاف من الاعتراف بالمشاكل وتؤثر الهروب منها ونسيانها بمخدر مؤقت.
تخاف من تحمُّل المسئولية والإيجابية، فتفر إلى السلبية والانطواء عن الناس.
تخاف من إتمام الأعمال حسب أولوياتها وأهميتها وتحبذ تسويفها إلى أجل غير
مسمًّى.
تخاف من الحياة فتؤثر الكسل فتتعب أكثر وأكثر.
تخاف من النظام فتعيش في جحيم اسمه الفوضى.
وفي النهاية تعيش في مرض دائم لا ينتهي، فدائمًا ما تشتكي الأوجاع
ولا يجدي معها دواء ولا ترياق، لأن المرض والعلة في العقل ولَيْسَا في البدن.
اسأل نفسك... لماذا أنت هكذا؟
لأن:.................................
وما هي العلة التي بك أو الحجة التي تعيش عليها وتمنعك؟
أين تكون أسباب الحيل التي تتذرع بها نفسيًّا حتى لا تكون رجلًا بمعنى
الكلمة؟ في البيت، في العمل، وتتمثل في المجتمع والبيئة من حولي، وتتمثل في:
ما هي أضرار الحيل والحواجز التي تتمسك بها؟
على نفسك
على أسرتك وآل بيتك
على عملك
على مجتمعك
على دينك
ما هي العوائق التي تحول بينك وبين التخلي عن الحيل والحواجز النفسية
التي بك؟
الحيلة/ الحاجز النفسي العائق/ المانع
........................، .....................
ما هي الطرق التي سوف تنتهجها للتخلص من العوائق التي تحول بينك
وبين التخلص من الحيل والحواجز النفسية؟
الطريقة الأولى:........................................
الطريقة الثانية:........................................
الطريقة الثالثة:........................................
الطريقة الرابعة:........................................
الطريقة الخامسة:......................................
الطريقة السادسة:.....................................
إذا ما تخلصت من الحيل والحواجز التي بك، تخيل المنافع التي من
الممكن أن تستفيد منها:
كيف ستكون المنافع على عقلك؟
كيف ستكون المنافع على جسدك؟
كيف ستكون المنافع على أسرتك وآل بيتك؟
كيف ستكون المنافع على عملك؟
كيف ستكون المنافع على مجتمعك؟
كيف ستكون المنافع على وضعك المالي؟
كيف ستكون المنافع على دينك؟
إن استطعت الإجابة وبصدق تخلصت من عقبة فوبيا الفأر الأبيض.
د. محمد فتحي – خبير التنمية البشرية والتطوير الإداري