المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درس اليوم 08.04.1437


حور العين
01-18-2016, 03:01 PM
من:إدارة بيت عطاء الخير
درس اليوم

[ الآثار الإيمانية لاسم الله الخبير ]

1- إن الله هو الخبير، العالم ببواطن الأمور ومخفياتها، عالم بما كان وما

يكون، لا يفوته من العلم شيء وإن كان صغيراً دقيقاً، وهذا لله وحده

لا يشاركه فيه أحد من خلقه.

2- والله أخبر بنفسه، إذ لا أحد أعلم بالله من الله، قال سبحانه

{ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا }

[الفرقان: 59].

أي اسأل عنه خبيراً (و-الباء- هنا مكان –عن-) وهو الله عز وجل .

3- إن الله خبير عليم بأعمال عباده وأقوالهم،

وما يجول في صدورهم من خير أو شر.

قال سبحانه

{ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا }

[الإسراء: 17].

وقال

{ أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ }

[الملك: 14].

ولذلك أمرنا سبحانه وتعالى أن نتقيه ونعمل بما يحب،

وأن نبتعد عن كل ما يسخطه ويغضبه.

قال تعالى محرضاً على التقوى والإحسان

{ وَإِن تُحْسِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا }

[النساء: 128].

وقال

{ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }

[الحشر: 18].

وحض على طاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم فقال

{ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }

[المجادلة: 13].

وأمر بالإيمان به وبرسوله وبكتابه فقال

{ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }

[التغابن: 8].

وفي قوله تعالى

{ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا }

[النساء: 135]

تحذير من معصيته، وهي عدم إقامة الشهادة بالحق وعبر عنه بقوله

وإن تلووا أو كتمان الشهادة مع الحاجة إليها وعبر عنه بقوله أو

تعرضوا، ثم جاء التحذير وهو قوله

{ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا }

أي فإن الله خبير بما تعملون، من عدم إقامتكم الشهادة وتحريفكم لها،

وإعراضكم عنها بكتمانها، ويحفظ ذلك منكم عليكم حتى يجازيكم به يوم

الجزاء، فاتقوا ربكم في ذلك.

4- إن الله سبحانه خبير، قد أحاط بكل شيء خبراً يخبر بعواقب

الأمور ومآلها وما تصير إليه، يعلم ما كان وما يكون وما سيكون.

فقد أخبر عن خلقه للسماوات والأرض في ستة أيام، واستواءه على
عرشه فقال

{ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ

ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا }

[الفرقان: 59].

وأخبر عن نفسه سبحانه أنه يعلم مفاتح الغيب الخمسة التي لا يعلمها إلا

هو، فقال

{ إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ

وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ

بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }
[لقمان: 34].

وهذه الخمسة كلها غيبية مستقبلية.

وأخبر عما سيقع في يوم القيامة من الأهوال الكونية من انشقاق السماء

وانفطارها، وارتجاف الأرض وزلزالها، ونسف الجبال وسيرها وتسجير

البحار وانفجارها، وغير ذلك من الأهوال المنتظرة التي لم تقع.

وأخبر عن حال أهل الإيمان وما هم فيه من الاطمئنان والأمان

من تلك الأهوال، ثم عن دخولهم الجنان بسلام.

وأخبر عن حال أهل الكفران، وما هم فيه عند قيامهم من تخبط الشيطان،

لاتخاذهم إياه ولياً – في الدنيا – من دون الرحمن، واتباعهم لخطواته

وتركهم لكلام الكريم المنان.

والله خبير بالطائفتين في ذلك اليوم المشهود، قال تعالى

{ أَفَلا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ وَحُصِّلَ مَا فِــي الصُّدُور
ِ
إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ }

[العاديات: 9-11].

ولا يخبر بهذه الأمور كلها إلا الله وحده العليم الخبير، كما قال سبحانه

{ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ }

[فاطر: 14]

أي: لا ينبئك أحد مثلي لأني عالم بالأشياء


أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك

على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين