المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 51 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان / عبادة الرب و عمارة الأرض


vip_vip
02-05-2011, 12:31 PM
51 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان / عبادة الرب و عمارة الأرض
الأخ فضيلة الشيخ / نبيل عبدالرحيم الرفاعى
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f48264%5fAOENw0MAADfHTRPm1QncQQ5Nz Jg&pid=1.4&fid=adnan&inline=1
أمام و خطيب مسجد التقوى - شارع التحلية - جدة
حصريــاً لبيتنا و لتجمع الجروبات الإسلامية الشقيقة
و سمح للجميع بنقله إبتغاء للأجر و الثواب
================================================== ================================




http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f48264%5fAOENw0MAADfHTRPm1QncQQ5Nz Jg&pid=1.5&fid=adnan&inline=1




http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f48264%5fAOENw0MAADfHTRPm1QncQQ5Nz Jg&pid=1.6&fid=adnan&inline=1


الحمد لله تفرّد بالعزّة و الملك و الجلال ،


فله الحمد بكرة و عشيًّا و بالغدوّ و الآصال ،


و أثني عليه بما هو أهله بلسان الحال و المقال ،


و أشكره على جزيل النوال ، جلّت نعمُه في النفس و الأهل و الولد و المال ،


و أشهد أن لا إلهَ إلا الله وحده لا شريك له و هو الكبير المتعال ،


و أشهد أنَّ سيّدنا و نبيَّنا محمّدًا عبد الله و رسوله


شريف النسب و كريم الخصال ،


صلَّى الله و سلّم و بارك عليه و على آله و أصحابه خير صحبٍ و آل ،


و التابعين و من تبِعهم بإحسانٍ ما ثبتتِ السنن و تقلّبت الأحوال ،


و سلّم تسليمًا كثيراً .


أمّــــا بعــــد :


فأوصيكم ـ أيّها الناس ـ و نفسي بتقوَى الله عزّ و جلّ،


فاتَّقوا الله رَحمكم الله ، فللتقوى علامات ، و من علاماتها القوّة مع الدين ،


و الحزم مع اللين ، و العطاء مع الحقّ ، و القصد في الغنى ،


و الطاعة مع النصيحة ، و الصبر في الشدّة ،


و الكامل في الناس من عُدّت سقطاتُه ،


و من أسرع إلى الناس بما يكرهون قالوا فيه ما لا يعلمون ،


و مالُ المرء ما أنفقه فاحتسب به أجرًا ،


و أكتسب به شكرًا ، و أبقى فيه ذكرى ،


http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f48264%5fAOENw0MAADfHTRPm1QncQQ5Nz Jg&pid=1.7&fid=adnan&inline=1يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ


يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ


وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ [الحديد: 28] .


أيّها المسلمون ، الصلاحُ الإنسانيّ ينبُع من أعماق النفوس و من القلوب التي في الصدور ،


تزكو القلوب بالإيمان و أنوار القرآن ، و تتطهّر النفوس بالطيّب من القول


و الصالح من العمل و الحسَن من الخلُق ، مصدرُ النعيم الأكبر في الدنيا


قلبٌ خالطته بشاشةُ الإيمان ، نعيم يغني عن كلّ نعيم ، حتى قال بعض السلف :


" إنّه لتمرّ بي أوقاتٌ أقول فيها : إن كان أهل الجنّة في مثل هذا إنّهم لفي عيش طيّب .


معاشر المسلمين ، عالَم اليوم يعيش أزماتٍ فكريّةً كما يعيش مشكلاتٍ اقتصاديّة


و مختنقات مالية ، و علاقة الإنسان في ديننا بهذه الدنيا


علاقة عمل و تسخير و بناء و تعمير ،


http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f48264%5fAOENw0MAADfHTRPm1QncQQ5Nz Jg&pid=1.7&fid=adnan&inline=1 وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ

[الجاثية: 13] ،


http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f48264%5fAOENw0MAADfHTRPm1QncQQ5Nz Jg&pid=1.7&fid=adnan&inline=1 هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا

[البقرة: 29] ،


كما أنها في ذات الوقت علاقة أبتلاء و أختبار ،


http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f48264%5fAOENw0MAADfHTRPm1QncQQ5Nz Jg&pid=1.7&fid=adnan&inline=1الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً

[الملك: 2] ،


وغاية ذلك كلِّه تحقيق العبادة لله عزّ و جلّ ،


http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f48264%5fAOENw0MAADfHTRPm1QncQQ5Nz Jg&pid=1.7&fid=adnan&inline=1 وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُون

[الذاريات: 56] ،


http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f48264%5fAOENw0MAADfHTRPm1QncQQ5Nz Jg&pid=1.7&fid=adnan&inline=1يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ


لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون

[البقرة: 21] .


و المسلمون في عباداتهم يجمعون بين تحقيق العبودية لله و توحيده و الإخلاص له


و بين شهود المنافع و أبتغاء فضل الله ، ففي الصلاة :


http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f48264%5fAOENw0MAADfHTRPm1QncQQ5Nz Jg&pid=1.7&fid=adnan&inline=1 فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاَةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ


وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُون

[الجمعة: 10] ،


و في الحجّ


http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f48264%5fAOENw0MAADfHTRPm1QncQQ5Nz Jg&pid=1.8&fid=adnan&inline=1يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيق

http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f48264%5fAOENw0MAADfHTRPm1QncQQ5Nz Jg&pid=1.8&fid=adnan&inline=1لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ>


http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f48264%5fAOENw0MAADfHTRPm1QncQQ5Nz Jg&pid=1.8&fid=adnan&inline=1 [الحج: 27، 28] ،


و في عموم الطاعات :


http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f48264%5fAOENw0MAADfHTRPm1QncQQ5Nz Jg&pid=1.7&fid=adnan&inline=1 وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ


وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ[المزمل: 20] .


و الممدوحون في كتاب الله من عُمّار بيوت الله يبيعون و يتاجرون ،


و لكن


http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f48264%5fAOENw0MAADfHTRPm1QncQQ5Nz Jg&pid=1.7&fid=adnan&inline=1لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ


يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَار >


[النور: 37] .


من هذه المنطلقات و البواعث ـ أيها المسلمون ـ و من هذه الحِكم و الأحكام


و الربط بين الدين و الدنيا و عمل القلب و عمارة الأرض يستبين طريق الترقّي


في مدارج الكمال المنشود و روافد الطهر المبتغى الذي يحفظ الحياة و يصونها ،


و يربي النفسَ و يعلي قدرها ، و ينشر الطمأنينة ، و يحقّق الرضا .


معاشر الأحبّة ، و هذا مزيد إيضاح و بسطٍ لأرتباط


الدين بالدنيا و العبادة بالعمارة و الزهد بالجدّ و القناعة بالكدّ ،


يقول عليّ رضى الله تعالى عنه في وصف الدنيا و بيان حالها :


( دار صدقٍ لمن صدقها ، و دار عاقبة لمن فهم عنها ، و دار غنى لمن تزوّد منها ،


مسجِد أحبّاء الله ، و مهبط وحيه ، و مصلّى ملائكته ، و متّجر أوليائه ،


أكتسبوا فيه الرحمة ، و رجوا فيها الجنّة ، فمن ذا يذمّ الدنيا و قد آذنت بفراقها


و نادت بعيبها و نعت نفسها و أهلَها ، فمثّلت ببلائها البلاء ،


و شوّقت بسرورها السرور ، فذمّها قومٌ عند ندامة ، و حمدها آخرون فصَدَقوا ،


و ذكّرتهم فذَكَروا ) ،


و يقول أبو سليمان الدّارَاني :


" الدنيا حِجابٌ عن الله لأعدائه ، و مطيَّةٌ مُوصِلةٌ لأوليائِه ،


فسبحانَ من جعل شيئًا واحدًا سَببًا للأتصال و الأنقطاع ! " ،


و جاء في الحديث مرفوعًا و موقوفًا عند أحمد و الترمذي و أبن ماجة :


( الزَّهادةُ في الدنيا ليسَت بتحريمِ الحلال و لا بإضاعة المال ،


و لكن الزَّهادَةَ في الدنيا أن لاّ تكونَ بما في يدَيكَ أوثَقَ مما في يدِ الله ،


و أن تكونَ في ثوابِ المصيبَةِ إذا أنت أُصِبتَ بها أرغَبَ فيها لو أنها بقِيَت لك ،


و أشدَّ رجاءً لأجرِها و ذُخرها من إيّاها لو بقِيَت لك ،


و أن يكونَ مادحُك و ذامُّك في الحقِّ سواء ) .


و هذه كلها ـ رحمكم الله ـ من أعمال القلوب ، لا مِن أعمال الجوارح ،


فأفقهوا و تأمَّلوا .


و عن أبن عباس رضيَ الله تعالى عنهما مرفوعًا :


(( مَن سَرَّه أن يكونَ أغنى الناسِ


فليكن بما في يَدِ الله أوثقَ منه بما في يدِه ))


أخرجه الحاكم و البيهقيّ .


عباد الله ، الدنيا و الزهد فيها يكونُ في ستّة أشياء :


النّفس ، و الناس ، والصّورة ، و المال ،


و الرّياسة ، و كل ما دون الله عز و جل ،


يقول ابن القيّم رحمه الله مُعلِّقًا على ذلك :


" و ليس المرادُ رفضَها ، فقد كان داود و سليمان عليهما السلام من أزهد


أهلِ زمانهما و لهما من الملك و المال و النساء ما لهما ،


و كان نبيُّنا محمد صلى الله عليه و سلم من أزهدِ البَشَر على الإطلاق


و قدوةَ الزاهدين و كان يأكل اللحم و الحلوى و العسل


و يحبّ النساء و الطيب و الثيابَ الحسَنَة ،


و كان عليّ بن أبي طالب و عبد الرحمن بنُ عوف و الزبير و عثمانُ بن عفان


رضي الله عنهم أجمعين من الزُّهَّاد على ما كان لهم من الأموال الكثيرة " ،


كل هذا كلام أبن القيم يرحمه الله .


و قد قيل للإمام أحمد : أيكون الرجل زاهدًا و معه ألف دينار ؟


قال : نعم ، على أن لا يفرَحَ إذا زادت ، و لا يحزَنَ إذا نَقَصَت ،


قال يرحمه الله : و لقد كان الصحابةُ أزهَدَ الأمّة مع ما عِندهم من الأموال .


و في عبارةٍ لسفيان الثوريّ : أيكون الرجل زاهدًا و له مال ؟ قال : نعم ،


إذا كان إذا ابتُلِي صَبَر ، و إذا أُعُطِي شَكَر .


و في عبارةٍ أخرى له : الزاهد إذا أنعَمَ الله عليه نعمةً فشكرها ،


و إذا ابتُلِي ببليَّةٍ صَبَر عليها ، فذلك الزاهد .


ويقول العلامة المناوي يرحمه الله : ليس الزهد تجنُّبَ المال ، بل تساوي وجودِه و عدَمه ،


و عدمُ تعلُّق القلب إليه ، فإنّ الدنيا لا تُذمُّ لذاتها ، فإنها مزرَعَة الآخرة ،


فمن أخذَها مُراعيًا قوانينَ الشرع أعانَته على آخرته ، قال : فلا تتركها ؛


فإنّ الآخرة لا تُنال إلا بها ؛ و لهذا قال الحسن : ليس من حُبِّك للدّنيا طلبُك ما يُصلِحُك بها ،


و قال سعيد بن جُبير: مَتَاعُ الْغُرُور : ما يُلهيك عن طلب الآخرة ،


و ما لم يُلهِك فليس بمتاع الغرور ، و لكنه متاعُ بلاغٍ إلى ما هو خيرٌ منه .


عبادَ الله ، مَن حقَّق اليقينَ وثقَ بالله في أمورِه كلِّها ، و رضِيَ بتدبيره ،


و لم يَتَعلَّق بمخلوقٍ ، لا خوفًا و لا رجاءً ، و طلَب الدنيا بأسبابها المشروعةِ ،


و من رُزِق اليقين لم يُرضِ الناسَ بسخط الله ، و لم يحمَدهم على رزق الله ،


و لم يذُمَّهم علَى ما لم يُؤتِه الله ، و قد علِمَ أنَّ رزق الله لا يجُرُّه حِرصُ حريص ،


و لا ترُدُّه كراهيّة كارِه ، فكفى باليقين غِنى ، و من غَنِيَ قلبُه غنِيَت يداه ،


و من افتَقَر قلبُه لم ينفعه غِناه . و القناعة لا تمنع ما كُتِب ،


و الحرصُ و الطمَع لا يجلِبُ ما لم يُكتَب ، فما أصابَك لم يكن ليُخطِئَك ،


و ما أخطأَك لم يكن ليُصيبَك ، و ليَخلُ قلبُك ممّا خلَت منه يدَاك .


و بعدُ : أيها المسلمون ، من اعتمَدَ على الله كفاه ، و من سأَلَه أعطاه ،


و من استغنَى به أغناه ، و القنَاعَة كنزٌ لا يفنَى ، و الرِّضا مالٌ لا ينفد ،


و قليلٌ يكفِي خيرٌ من كثيرٍ يُلهِي ، و البرُّ لا يَبلَى ، و الإثم لا يُنسَى ،


و الديَّان لا يموت ، و كمَال الرجل أن يستوِيَ قلبُه في المنع و العطاء ،


و القوّة و الضَّعف ، و العزّ و الذل ، و أطول الناس غمًّا الحسود ،


و أهنؤُهم عَيشًا القنوع ، و الحرُّ الكريم يخرج مِنَ الدنيا قبل أن يُخرَج منها ،


و طولُ الأمل يُنسِي الآخرةَ ،


و إذا ما سألتَ عن البركةِ و صالح الثمرة


أو سألتَ عن ضياع الحقوق و أنتشار الفسوق فانظر إلى الناسَ ،


و أفحَص في القناعة و سلامَةِ الصّدر و تركِ ما يَريب و تجنُّب ما يعيب .


أعوذ بالله العلى العظيم من الشيطان الرجيم ،


http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f48264%5fAOENw0MAADfHTRPm1QncQQ5Nz Jg&pid=1.7&fid=adnan&inline=1 وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلاَ تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا


وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلاَ تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ


إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِين [القصص: 77].


نفعني الله و إيّاكم بالقرآنِ العظيم ،


و بهدي سيدنا محمد عبدالله و رسوله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم ،


و أقول قولي هذا ، و أستغفر الله لي و لكم و لسائر المسلمين من كل ذنبٍ و خطيئة ،


فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم

vip_vip
02-05-2011, 12:32 PM
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f48264%5fAOENw0MAADfHTRPm1QncQQ5Nz Jg&pid=1.9&fid=adnan&inline=1


الحمد لله على ما ستَرَ مِنَ العيوبِ ، و الشّكر له علَى مَا كَشَف من الكروب ،


و أتوب إليه و أستغفره و هو غفّار الذنوب ،


و أشهد أن لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريكَ له علاّم الغيوب ،


و أشهد أنّ سيّدنا و نبيَّنا محمدًا عبدُ الله و رسوله


كشَفَ به ربُّه الغُمَّة و دَفع الخُطوب ،


صلى الله و سلم و بارك عليه ، و على آلِهِ و أصحابه ،


و التابعين و من تبعهم بإحسان ، ما أشرقت شمسٌ و آذنَت بالغروب ،


و سلَّم تسليمًا كثيرًا .


أمــــا بعــــد :


فمَن عظُمَت الدنيا في عينَيه أحبَّ المدح و كرِهَ الذّمَّ ،


و ربما حملَه ذلك على تركِ كثيرٍ منَ الحقّ خشيةَ الذم ،


و الإقدام على شيءٍ من الباطل ابتغاءَ المدحِ ، فهو كاسبٌ لغيره ،


فقرُه بلُؤم طبعِه و إشراق نفسه ، لا ينتفِع بشيء ، و لا يسترِيح من تعَب ،


كم من غنيٍّ كثيرِ المال تحسبُه فقيرًا مُعدمًا ! نفسُه صغيرة ، و وجهه عابس ،


ترهَقُه قتَرَة ، حريصٌ على ما في يديه ، طامعٌ فيما لا يقدر عليه .


يقول بعض العلماء :


" لقد جَهِل قومٌ فظنُّوا أنَّ الزهدَ تجنُّبُ الحلال ، فاعتَزَلوا النّاس ، و ضيَّعوا الحقوقَ ،


و جَفَوا الأنام ، و أكفهَرَّت وجوههم ، و لم يعلموا أن الزهدَ في القلب ،


و أن أصله إنصراف الشهوة القلبيّة ، فلمّا اعتزلوها بالجوارح ظنُّوا أنهم أستكمَلوا الزهدَ ،


و القلبُ المُعلَّقُ بالشهوات لا يتمُّ له زُهدٌ و لا ورع " .


ألا فاتقوا الله يرحمكم الله،


و خذوا من صحتكم لمرضِكم ، و من حياتكم لموتِكم ،


و من غِناكم لفقركم ، و من قوّتكم لضعفكم ،


و نِعم المال الصالح للرّجل الصالح ، و الغِنى غِنى النفس ،


لا عن كثرة العَرَض و المال .


ثمّ أكثِروا من الصلاة و السلام على سيّد الأنام ،


أكثِروا من الصلاة و السلام على سيد الأنام في جميع الأوقات و الأيّام ،


و أعلموا أن للصلاة عليه في هذا اليوم مَزيَّةً وحكمة ،


فكل خيرٍ نالَته أمتُه في الدّنيا و الآخرة فإنما نالَته على يده ،


فجمَع الله لأمّته به خيرَي الدنيا و الآخرة ،


فأعظَم كرامةٍ تحصُل لهم فإنما تحصُل يومَ الجمعة ،


فإنّ فيه بعثَهم إلى منازلهم ، و حضورَهم مساكنَهم في الجنّة ،


و هو يوم المزيد لهم إذا دخَلوا الجنّة ، و هو يومُ عيدٍ لهم في الدّنيا ،


و لا يُرَدُّ فيه سائلُهم ،


و هذا كلُّه إنما عُرِف و تحصَّل بسبَبه و على يده عليه الصلاة و السلام .


فمن الشّكر و أداء الحق أن تُكثِروا من الصلاة و السلام عليه ،


كيف لا و قد أمرَكم ربّكم بذلك في قوله عزّ شأنه :


http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f48264%5fAOENw0MAADfHTRPm1QncQQ5Nz Jg&pid=1.8&fid=adnan&inline=1إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ


يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًاhttp://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f48264%5fAOENw0MAADfHTRPm1QncQQ5Nz Jg&pid=1.7&fid=adnan&inline=1


[الأحزاب: 56] .


اللّهمّ صلِّ و سلِّم و بارِك على عبدك و رسولك نبيِّنا محمد ،


صاحبِ الوجه الأنور ، و الجبين الأزهر ، و الخُلُق الأكمل ،


و على آل بيته الطيّبين الطاهرين ، و على أزواجِه أمّهاتنا أمّهات المؤمنين ،


و أرضَ اللّهمّ عن الخلفاء الأربعة الراشدين و الأئمة المهديين :


أبي بكر و عمر و عثمان و عليّ ، و عن الصحابة أجمعين ،


و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ،


و عنّا معهم بعفوك و جودك و كرمك و إحسانك يا أكرم الأكرمين .


اللهم أعِزَّ الإسلام و المسلمين ، و أذِلَ الشّرك و المشركين ،


و أحمِ حوزة الدين ، و أنصر عبادك المؤمنين ...


ثم لندعو بما نشاء و نحب



اللهم أستجب لنا إنك أنت السميع العليم و تب علينا إنك أنت التواب الرحيم
اللهم أميـــــن
أنتهت