المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مودة الفؤاد النِعَمْ ... وَأدَبْ الكَلَامْ


حور العين
02-02-2016, 03:27 PM
من:الأخ / نبيه بن مراد العطرجي
مودة الفؤاد
النِعَمْ ... وَأدَبْ الكَلَامْ

مَا أعظَم الرَحمن الرَحيم خَلق الإنْسان مِن عَدم ،

وعَلمه البيَان ، وبالقَلم مَا يَسطرون ليَستخلفه دُنيا الفنَاء

ذَات المتَع الرَخيصة الزَائلة ، فيُعمرها بِقليل مِن العِلم

لتَأخذ زخْرفها قَبل أنْ يَأتي أمْر الله

فَكل جَديد يُجد فِي الحيَاة نِعمة مِن أحَد نِعم الله عَلينا ،

ولكَ أنْ تَأخذ بإيجَابيتها ، والبُعد عَن سِلبياتها ، أوْ العَكس ،

وكُل ذَلك عَائد لنَظرة المسْتخدم وعَقليته وأدَبه مَع مَن خَلقه ،

فالإيجَابي يُقدر تِلك النِعم التِي أكرَمه الله بهَا ،

ويَشكر الخَالق عَليها ، ويُكثر مِن ذَلك بِكل الوسَائل

التِي أيْقن جَدواها بمَا تَعلم .

فالأدَب بِكل معَانيه مِن الأمُور التِي يَجب التَعامل بِها

فِيما بيننَا فِي كُل شَيء ، لنهنَى بالسَعادة فِي حيَاتنا ،

وتَسود الموَدة والمحَبة والوئَام أيَامنا ،

ومِن عَلامات المؤمِن أنّه أدِيب مَع كُل مَن خَلق الله ،

ويُفرد الله دُون سِواه بأدَب فِي قِمة العُلو

فِي كُل أمُورالحيَاة التِي تُدل عَلى تَعظيمه ، وإجْلاله ،

والحيَاء مِنه فِي الظَاهر والبَاطن مُقتدياً بِرسول الله صَلى الله عَليه وسَلم

الذِي جُبل عَلى خَير الطبَاع ، وأشْرف العَادات وأحسنهَا

فِي جمِيع أفعَاله وأقْواله .

وقَد تنَاقلت بَعض وسَائل التَواصُل الإجتمَاعي مَقوله

خَاليه مِن الأدَب فِي مضمُونها بشَأن تَعلِيق الدرَاسة

يَوم الثَلاثاء 05/02/1437 نتِيجة الأمطَار

التِي أكرَمنا بهَا الموْلى تبَارك وتعَالى بَعد صَلاة

الإسْتسقاء التِي تضَرعنا فِيها لله بأن يُكرمنا بهَا ،

فقَالوا فِي تِلك الرسَالة

[ أنّ التعْليق لسُوء الأحْوال الجَوية ، ]

مُستهينين بمَا يَقولون ،

وإنْ كَان قَولهم مِن بَاب الدُعابة ، فالله لَا يُكرم خَلقه بالسُوء ،

بَل يُنعم عَليهم مِن كَرمه وفَضله بالخَير الوفِير ،

ومتنَاسين أولئِك

قَول المصطفَى صَلى الله عَليه وسَلم :

( إنَّ الْعَبد ليَتكلم بالكَلمة مِن سَخط اللَّه لَا يُلقي لهَا

بَالاً يَهوي بِها فِي جهَنم سَبعين خَريفاً )

ولمنْ أرَاد مِعرفة كيْفية التأدُب مَع الله لَه ذَلك

مِن خِلال التعَمق فِي قِصه سَيدنا الخِضر عَليه السَلام

المذْكورة ضِمن آيَات سُورة الكَهف

فالأدَب مَع الله فِي ظَاهر القَول وبَاطنة

يَتوجب الطَاعة المطْلقة .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

قال الله عز وجل :

( يؤذِيني ابْن آدَم ، يسبُ الدَهر وأنَا الدَهر ،

بيدِي الأمْر ، أقلبُ الليلَ والنهَار ) .

فَهل لنَا أنْ نتَأدب مَع الله فِي القَول الدِنيوي !!!

ومَن أصْدق مِن الله قِيلاً

{ وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ }