المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بيوت مطمئنة - الحلقة الثانية عشر


حور العين
02-04-2016, 03:09 PM
من:الأخت الزميلة / منة الرحمن
بيوت مطمئنة
12 - غيداء وحسان :

هذه القصة إهداء إلى كل فتاةٍ مرّت بتجارب قاسية ومؤلمة

من تفضيل الأخ على الأخت والولد على البنت

وحينئذٍ تنتهي العلاقة الأخوية ولا مستفيد بل الجميع خاسر

غيداء لها مع أخيها حسّان قصة تفاصيلها دامت سبعة عشر عاماً

دعونا نتأملها بتمعنٍ وتركيز

غيداء فتاةٌ رقيقةٌ ومهذّبة , كالنجمة تلمع في جنبات منزلها وسمائه ،

أحبت أخاها الأكبر حسّان , مع تفضيل العائلة له كثيراً في الحديث

والمعاملة

وكان يقول لها :

لا تراعي تفضيلهم بالاً وتجاهليه وكأنّه غير موجود

لتتقرّب إليه غيداء بأخلاقها وتقديرها فلا يبادلها إلا مثل ذلك .

ويزيد بجلب الأشرطة النافعة والكتب المفيدة أسبوعياً

بل كم المرّات التي يُدخِل على أخته الفرح والسرور

فيعطيها من مصروفه بدون طلب فإن اعتذرت أهداها هديةً فاخرة

ليكمل الحب والتقدير في ذهابه بها إلى دار تحفيظ القرآن الكريم

النسائية وبدون كلل ولا ملل .

قصص حب أخوية يطول المقام بذكرها

تقول غيداء :

صحبنا والدنا في رحلةٍ إلى مزرعةٍ لنا في مناظر خلاّبة

ابتدأت بالوردة الحمراء الزكية و الزهرة البيضاء النقية

في محيط شجرة عاليةٍ مثمرة لتتوسط بجلوسنا حول الوالدين

لتنتهي بأحاديث أخوية شجية مع أخي حسان ,

وبعد الظهيرة , نزلت مع أخواتي وأخواني الصغار في مياه مسبحٍ

جميل ألامس برودته بكفي وجسمي فأغدو منتعشةً

وأشعة الشمس الساطعة تنعكس على شعر من يسبح معي ، فتلمع

كخيوط الذهب , ووالدي يفترشان البساط الأخضر من حولنا

يبادروننا بالابتسامة في أجمل معانيها

والصغار يتراقصون على جنبات المسبح

مضت الدقائق تجري وتجري وتركض بأقصى سرعة ودون توقف

لينتهي يومنا ويقرر الوالد العودة فطلب أخي حسان من أبي

قيادة السيارة فوافق , فاستهل القيادة بذكر دعاء الركوب

فلما انتصف الطريق طلبت منه شراء ما يخفف عنا طول الطريق

أبدى الاستجابة السريعة فتوقف بمحطةٍ وقود لينزل على وجه السرعة

بدون حذر لترتطم به سيارة بلا أنوار قادمة لتلقيه على جانب الطريق

وحينها انهمرت دموعي ومن معي من بشاعة ما حصل

فارتميت في أحضان والدتي الكريمة لأنظر إليها وقد لممت جراح قلبها

المثخن بحادث أخي بدموعٍ حارة لآهات حبستها في قلبها إلى ما هو أشد

وأعظم ليُنقل أخي للمستشفى فأقوم برفقة والدي وأهلي بزيارته

وكان مشهداً مبكياً وهو يتطلع إلى يد أمي الحنون ممسكةً به

وإلى وجهي الباكي الحزين ولا يجد تفسيراً لما يدور غير ابتسامةٍ

نراها على محياه ويقول :

الحمد لله ، الحمد لله

فقد أصيب من جرّاء الحادث إصابة بالغة ألوم نفسي فيها

يا ليتني لم أطلب منه شيئاً لكن قدر الله وما شاء فعل

وفي لحظة أمسك بيدي وقال :

غيداء , عندما أخرج سأشتري لكِ ما تريدين !!

آه , لم ينسى وهو مريض مصاب قبّلتُ رأسه

ودعوت له بالصحة والعافية وخرجنا من عنده .

لتمضي الأيام بعد الأيام ولساني يلهج بالدعاء لأخي حسّان

وما تفتر يداي من سماعة الهاتف للسؤال عنه والحديث معه

فضلاً عن زيارته اليومية ليخرج من المستشفى سليماً معافاً

لتعود الفرحة والبسمة على أرجاء منزلنا وعائلتنا بعودته

أخي حسان , حفظه الله وحماه