المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ممن توفي سنة أربعين وثلاثمائة


حور العين
02-07-2016, 01:11 PM
من:الأخ / مصطفى آل حمد
ممن توفي سنة أربعين وثلاثمائة
من كتاب البداية و النهاية لابن كثير يرحمه الله

وممن توفي فيها من الأعيان‏:‏
أشهب بن عبد العزيز بن أبي داود بن إبراهيم أبو عمرو العامري - نسبة
إلى عامر بن لؤي - كان أحد الفقهاء المشهورين، توفي في شعبان منها‏.‏

أبو الحسن الكرخي
أحد أئمة الحنفية المشهورين، ولد سنة ستين ومائتين، وسكن بغداد
ودرس فقه أبي حنيفة، وانتهت إليه رئاسة أصحابه في البلاد، وكان
متعبداً كثير الصلاة والصوم، صبوراً على الفقر، عزوفاً عما في أيدي
الناس، وكان مع ذلك رأساً في الاعتزال، وقد سمع الحديث من إسماعيل
بن إسحاق القاضي، وروى عنه حيوة وابن شاهين‏.‏

وأصابه الفالج في آخر عمره، فاجتمع عنده بعض أصحابه واشتوروا فيما
بينهم أن يكتبوا إلى سيف الدولة بن حمدان ليساعده بشيء يستعين به في
مرضه، فلما علم بذلك رفع رأسه إلى السماء وقال‏:‏ اللهم لا تجعل رزقي
إلا من حيث عودتني‏.‏

فمات عقب ذلك قبل أن يصل إليه ما أرسل به سيف الدولة،
وهو عشرة آلاف درهم‏.‏

فتصدقوا بها بعد وفاته في شعبان من هذه السنة عن ثمانين سنة،
وصلى عليه أبو تمام الحسن بن محمد الزينبي، وكان صاحبه، ودفن
في درب أبي زيد علي نهر الواسطيين‏.‏

محمد بن صالح بن يزيد
أبو جعفر الوراق سمع الكثير، وكان يفهم ويحفظ، وكان ثقة زاهداً
لا يأكل إلا من كسب يده، ولا يقطع صلاة الليل‏.‏

وقال بعضهم‏:‏ صحبته سنين كثيرة فما رأيته فعل إلا ما يرضي الله
عز وجل، ولا قال إلا ما يسأل عنه، وكان يقوم أكثر الليل‏.‏

وفيها‏:
‏ كانت وفاة منصور بن قرابكين صاحب الجيوش الخراسانية من جهة
الأمير نوح الساماني من مرض حصل له، وقيل‏:‏ لأنه أدمن شرب الخمر
أياماً متتابعة فهلك بسبب ذلك، فأقيم بعده في الجيوش أبو علي المحتاج‏.‏

الزجاجي، مصنف ‏(‏الجمل‏)‏، وهو أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق
النحوي اللغوي البغدادي الأصل‏.‏

ثم الدمشقي، مصنف ‏(‏الجمل في النحو‏)‏، وهو كتاب نافع، كثير الفائدة،
صنفه بمكة، وكان يطوف بعد كل باب منه ويدعو الله تعالى أن ينفع به‏.‏

أخذ النحو أولاً عن محمد بن العباس اليزيدي، وأبي بكر بن دريد،
وابن الأنباري، توفي في رجب سنة سبع، وقيل‏:‏ سنة تسع وثلاثين،
وقيل‏:‏ سنة أربعين، توفي في دمشق، وقيل‏:‏ بطبرية‏.‏

وقد شرح كتابه ‏(‏الجمل‏)‏ بشروح كثيرة من أحسنها وأجمعها
ما وضعه ابن عصفور، والله أعلم‏.‏