المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درس اليوم 28.04.1437


حور العين
02-07-2016, 01:39 PM
من:إدارة بيت عطاء الخير
درس اليوم

[ مسالك المبتدعة في باب الأسماء

والصفات والرد عليها

المطلب الثالث: الأدلة على انتفاء التمثيل

في باب الصفات

2-: الأدلة العقلية ]

من وجوه:

أولاً: أن نقول لا يمكن التماثل بين الخالق والمخلوق بأي حال من الأحوال

لو لم يكن بينهما من التباين إلا أصل الوجود، لكان كافياً، وذلك أن وجود

الخالق واجب، فهو أزلي أبدي، ووجود المخلوق ممكن مسبوق بعدم

ويلحقه فناء، فما كانا كذلك لا يمكن أن يقال: إنهما متماثلان.

ثانياً: أنا نجد التباين العظيم بين الخالق والمخلوق في صفاته وفي أفعاله،

في صفاته يسمع عز وجل كل صوت مهما خفي ومهما بعد، لو كان

في قعار البحار، لسمعه عز وجل.

وأنزل الله قوله تعالى:

{ قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إلى اللَّهِ

وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ }

[المجادلة: 1]،

تقول عائشة:

(الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات، إني لفي الحجرة،

وإنه ليخفى علي بعض حديثها)

والله تعالى سمعها من على عرشه وبينه وبينها ما لا يعلم مداه

إلا الله عز وجل، ولا يمكن أن يقول قائل: إن سمع الله مثل سمعنا.

ثالثاً: نقول: نحن نعلم أن الله تعالى مباين للخلق بذاته:

{ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ }

[البقرة:255]،

{ وَالأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُه }

[الزمر: 67]

ولا يمكن لأحد من الخلق أن يكون هكذا، فإذا كان مبايناً للخلق في ذاته،

فالصفات تابعة للذات، فيكون أيضاً مبايناً للخلق في صفاته عز وجل،

ولا يمكن التماثل بين الخالق والمخلوق

رابعاً: نقول: إننا نشاهد في المخلوقات أشياء تتفق في الأسماء وتختلف

في المسميات، يختلف الناس في صفاتهم: هذا قوي البصر وهذا ضعيف،

وهذا قوي السمع وهذا ضعيف، هذا قوي البدن وهذا ضعيف وهذا ذكر

وهذا أنثى وهكذا التباين في المخلوقات التي من جنس واحد، فما بالك

بالمخلوقات المختلفة الأجناس؟ فالتباين بينها أظهر ولهذا، لا يمكن لأحد

أن يقول: إن لي يداً كيد الجمل، أو لي يداً كيد الذرة، أو لي يداً كيد الهر،

فعندنا الآن إنسان وجمل وذرة وهر، كل واحد له يد مختلفة عن الثاني،

مع أنها متفقة في الاسم فنقول: إذا جاز التفاوت بين المسميات في

المخلوقات مع اتفاق مع فجوازه بين الخالق والمخلوق ليس جائزاً فقط

بل هو واجب؛ فعندنا أربعة وجوه عقلية كلها تدل على أن الخالق لا يمكن

أن يماثل المخلوق بأي حال من الأحوال

أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك

على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين