المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يبوت مطمئنة - الحلقة السابعة عشر


حور العين
02-09-2016, 01:57 PM
من:الأخت الزميلة / منة الرحمن
بيوت مطمئنة
17 - مالك إلا ولد عمك :

فتاة خليجية لم تتجاوز 18 من العمر ،
كانت تحلم بزوج صالح ترتبط به ،
ويرتبط بها ، ولكن احلامها شئ ، والواقع شئ آخر ،
فقد اجبرتها التقاليد الجامدة على الزواج من ابن عمها
ولقد وافق والدها فورا على خطوبتها ، ولم يأخذ راى ابنته في ذلك

وتزوجت الفتاة من ابن عمها ،
ولكنها واثناء شهر العسل الذى يعتبر اجمل ايام العمر
بالنسبة لكل عروسة اكتشفت انها تعيش في وكر تسكنه مجموعة
من المدمنين ، فلم يكن بيت العم الا مخزنا كبير لكافة انواع المخدرات ،

وتشير الزوجة الى ان عمها ووالد زوجها كان مدمنا ،

وفي نفس الوقت فهو الذى قاد ابناءه الى طريق الادمان ،
حيث كانوا ينضمون الى مجالس ابيهم لكى يتعاطوا صنوفا
متنوعة من المخدرات ، والادهى من ذلك ان هؤلاء الابناء
يتعاطون المخدرات امام ابنائهم الصغار

وكان زوجها وابن عمها يعاملها بطريقة وحشية ،
ويكيل لها السباب والاهانات صباحا ومساءا ،
ويجبرها على الجلوس اثناء تناوله مع رفاقه المخدرات ،
وعندما كانت الزوجة ترفض ذلك ، وتحاول الهروب من هذا الموقف

كان زوجها وابن عمها يعذبها بعنف ، ولا يتركها الا بعد رجوعها

الى مجالستهم اثناء تعاطيهم المخدرات ولقد شعرت الزوجة بالحمل ،
وحدثت نفسها بأن ما تحمله في احشائها لن يرى طعم السعادة ،
ولكن كان لديها بصيص من الامل أن يحدث خبر الحمل تأثيرا ايجابيا
لدى زوجها وابن عمها ، وللاسف الشديد ان الخبر الذى كان ينتظره
كل زوج لم يكن له اى صدى بل لم يحرك الزوج ساكنا ،
ورد بكل برود انه يظن ان الوقت غير مناسب للحمل

وتكتمل المأساة كما تقول الزوجة عندما دعا رفاقه الى تعاطي المخدرات

في البيت ، ودعا الزوجة للجلوس معهم ، واصر على حضورها ،
واخذ الزوج تحت تأثير المخدرات يهذى ويعرض زوجته على احد رفاقه
من اجل تزويده بالمخدرات ، وانفجرت الزوجة بالبكاء ،
وصرخت في وجهه ، وذكرته بالشرف ، والعرض ، وصلة القرابة
التى تربط الزوجة بابن عمها ، ولكن الزوج لم يكترث لتوسلات زوجته ،

واشار الى انه في حاجة للمخدرات ، وبعد ان فقدت الزوجة الامل

هربت الى منزل اهلها ، ولكن تحت تأثير الضغط العائلي
عادت الزوجة الى منزل الزوجية ، ولكنها فوجئت عند دخولها المنزل
بوجود زوجها ومعه امراة سيئة السمعة والسلوك ،
هنا ضاقت بها الدنيا ، واصرت على طلب الطلاق ،
لكن اهلها نصحوها بالتريث نظرا لانها حامل ووضعت الزوجة طفلتها ،

ودعت الله ان يرد لزوجها عقله ويمتنع عن تعاطي المخدرات ،

ويمتنع ايضا عن استضافة رفاقه لتعاطي المخدرات في بيتها ،
ولكن الزوج لم يبدى اى اهتمام بالطفلة التى ولدت مريضة ،
والتى بعد فترة لم تتعد الشهرين توفيت ، وحمدت الزوجة الله على وفاتها
لانها كانت متأكدة انها لن تعيش سعيدة في ظل وجود الزوج المدمن

وساءت احوال الزوج والزوجة بعد وفاة الابنة حيث ان زوجها

قد انفق كل ما يملك على شراء المخدرات ،
لدرجة انه باع ملابس زوجته وتدهورت صحته
نتيجة تأثير تعاطي المخدرات .

ولكن بعد فترة كان الله كريما مع الزوجة ،

حيث تم القبض على زوجها وهو يتعاطى المخدرات ،
واقتيد الى مخفر الشرطة ، وتم تقديمه الى المحكمة بعد التحقيق معه ،
وحكم عليه بالسجن 5 سنوات ،
وبعد ذلك رزقت الزوجة بمولود بعد دخول زوجها السجن .

وبعد ،،،

ماذا تفعل هذه الزوجة التى اجبرتها التقاليد الجامدة
على الزواج من ابن عمها المدمن ؟

وماذا تفعل الزوجة
التى لم تتجاوز العشرين من عمرها ومعها مولود ؟

من اين تعيش ؟

ومن الذى يتكفل باحتياجاتها ، واحتياجات مولودها ؟

ولماذا يجبر الاب ابنته على الزواج من ابن اخيه المدمن ؟

ولماذا لم يرفض الاب ابن اخيه مدمن المخدرات ؟

ولماذا اعادت الاسرة الابنة مرة اخرى الى زوجها
بالرغم من معرفتهم ماذا فعل بها تحت تأثير انها حامل ؟

انها مأساة بكل معنى الكلمة سببها الحقيقي الزواج الداخلي
بمعنى انه لا يسمح اطلاقا بزواج الفتاة الا من داخل الاسرة ابن العم مثلا
واذا كان ابن العم متزوجا ، فلا بد ان يوافق على زواج ابنة عمه
من شخص اخر خارج الاسرة والذى يطلقون عليه الزواج الخارجي
انها مأساة بكل معنى الكلمة

ليست مأساة للاهل ، ولكنها مأساة لزوجة شابة لم تتجاوز العشرين

من العمر ومعها مولود من زوج مدمن حكم عليه بالسجن 5 سنوات
وهذه هى المخدرات وهذه هى تداعياتها , تفكك اسرى ,
اسر محطمة هدم للقيم .

ومن هنا جاء الأتجاة لخلق راى عام اقوى ضد اخطار المخدرات ،

وهذا ما اردنا تأكيده من خلال رسالة الزوجة
الملكومة والمصدومة فى زوج مدمن جعله الادمان يستهين
بالاعراف والحرمات والعادات والتقاليد الاصيلة للمجتمع الكويتي
والحمدالله انه قبض عليه وادخل السجن لكي يحمى الزوجة
من ادمان زوجها ، ويحمى المولود من ادمان ابيه ،
ولكننى اقول ان هذا الزوج المدمن زوج شاذ
او شيطان في صورة زوج .

والحمد لله مرة اخرى ومرات كثيرة
ان خلص هذه الزوجة من هذا الشيطان .

أتمنى أن تسامحوني على تلك القصص ,
وإن كان فيها شيء من القسوة ,
أو الاستبشار, أو الحزن في بعض الأحيان ,
هذا مجتمعنا هناك تفاوت فيه ,

فالمجتمع يمكن أن يكون فيه قصص تُفرح وقصص أخرى تُحزن ,

قصص تُبهج و قصص أخرى تهم وتغم , لكن هذه هي الدنيا
مليئة بالأكدار, وهذا مشاهد في حياتنا , فهي مابين فرح ,
وحزن , وهم , فهي لا تصفو لأحد , ولو صفت لأحد لصفت
لخير الناس و أفضلهم محمد صلى الله عليه وسلم

المجتمع بحاجة أن نتحدث في الخطب , في الندوات , بل في كل مكان
عن الأسر, فالأسرة إن سلمت , واستقامت , وقويت , استقام المجتمع
فلا نعود نخشى ونخاف

وأتمنى من كل الدعاة أن يفتحو قلوبهم للناس , و أن يتواصلوا معهم
وذلك بالرد على اتصالاتهم , ورسائلهم بكل ما استطاعوا ,
وتفعيل مواقع الانترنت , وفتح المجال للاستشارات الشرعية ,
والاجتماعية , وحتى النفسية , فالناس بحاجة ماسة أن يسمعوا
من طبيب نفسي ليس فقط من شيخ أو داعية , أو من مستشار اجتماعي ,
أو أكاديمي , وأتمنى أن نرى ذلك واقعا في حياتنا القادمة

الحديث عن الأسرة صفحات لا تنتهي , لأنه يبقى فيها نبضات القلوب ,
وقطرات الدماء , ورياحين البيوت الذين هم الأبناء والبنات ,
نعم نحن مقصرون في حق الفتيات فهم قطرة من قطرات دمائنا ,
ونبضة من نبضات قلوبنا , وصفحة من صفحات حياتنا وتاريخنا ,
وسيكون لهن نصيب الأسد في برامج الإعلام للدعاة
الذين يحرصون على الحديث عن هذه الفئة الغالية على قلوبنا ,
و كذلك الشباب , ونرجو من الأمهات , والآباء التعامل الأمثل
مع الأبناء و البنات

فما كان فيه من خطأ فمني ومن الشيطان وأستغفر الله وأتوب إليه ,
وما كان فيه من صواب فمن الله وحده

سبحان ربك رب العزة عما يصفون , وسلام على المرسلين ,
والحمد لله رب العالمين ,
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً .