المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل تسجن الأرواح؟


هيفولا
02-17-2016, 09:12 PM
هل تسجن الأرواح؟

كنت أسبح في أنهار "آل عمران" فتفجرت ينابيع حب لله وفي الله
لم أذق مثل روائها من قبل، ولما وصلت إلى شاطيء
" وَسَارِعُوا" سبقني قلبي إلى رحاب " مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ "،
ولكنه ظل يبحث عن منزل أعلى،
فحرك سفنه المثقلة بالآلام والآمال حتى وصل إلى المرسَى الأجل،
والمقام الأرقى " وَاللَّـهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ "، فجمع شتاته،
وأرخى حبله، وحط رحله، واستراح قلبه، وانشرح صدره وهمس إلى عقله وقلبه
" لِمِثْلِ هَـٰذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ "
حتى يصل إلى " وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ" فطارد الوهم،
وأزاح الحزن أملاً في " وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ".
نعم الأعلون رغم " إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ" ولا قرح يوازي الحرمان من " يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّـهِ"
و" سِيرُوا فِي الْأَرْضِ" و" الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ
يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ" و" يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ "
و" يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّـهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّـهَ"
وهنا استفاق العقل هل تسجن الأرواح؟ ألست تحلق بها حول العرش مع
" وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب ۩"، وتعانق أرواح من " وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ"
وترى في كل منام " ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ " في صحبة الأخيار الأبرار،
وتتنتظر أن تكون معهم كما وعد الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
"المتحابون في الله على منابر من نور" ومع هذا الإقناع للعقل
وصل القلب إلى شاطيء " وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا "،
نعم فجر قادم بين أنياب ظلام الليل بعد تمحيص لـ" الَّذِينَ آمَنُوا
وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ" و " وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ"
وينالوا غضبر رب العالمين " وَاللَّـهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ"، و
كان لابد أن تتحرك سفينة القلب إلى شاطيء آخر "
الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ "
حتى لو كان هنا من " يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ"
لابد أن نتعلق بأهداب " سَيَجْزِي اللَّـهُ الشَّاكِرِينَ " فليكن هدفا واضحا
" يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا "
ومن أمواج الصبر والشكر نُلقى في بوتقة " قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ
فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا"
كل هذا تلمسا لنسمات الحب الرباني " وَاللَّـهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ "
فيرفع يديه، ويتضرع قلبه، ويتوسل لسانه
" رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ"
وقلبه يعيش تمام اليقين، أن وعد الله كائن رغم أنف الظالمين والمنافقين والمشركين "
فَآتَاهُمُ اللَّـهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ" ويكفيه من الدنيا ثوابا
" وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي "
وأن يرى " كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّـهِ هِيَ الْعُلْيَا"
وأن يرى أمته " شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ"
وكتاب الله تعالى " وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ" هاهنا فليرحل قلبا وقالبا:
رب قد طال شوقي إليك فعجل مجييء إليك
فيسمع بقلبه نداء تنطق به ذرات الكون أسرع
فإنك فزت بمقام " وَاللَّـهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ"
فينادي: رباه إن لنا أهلين أنقياء أتقياء، ولا راحة بغيرهم، ولا قرار بدونهم
فيقال: هم القوم لا يشقى بهم جليسهم "
" ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ"
وانتظروا الجائزة الكبرى
" وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ﴿٢٢﴾ إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ".
أ.د. ‏صلاح_سلطان‬ (https://www.facebook.com/hashtag/%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%AD_%D8%B3%D9%84%D8%B7%D8%A7% D9%86?source=feed_text&story_id=1071738972878745)
فك الله اسره (https://www.facebook.com/hashtag/%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%AD_%D8%B3%D9%84%D8%B7%D8%A7% D9%86?source=feed_text&story_id=1071738972878745)

هيفولا