المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ممن توفي سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة


حور العين
02-24-2016, 01:25 PM
من:الأخ / مصطفى آل حمد
ممن توفي سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة
من كتاب البداية و النهاية لابن كثير يرحمه الله

وممن توفي من الأعيان‏:‏

إبراهيم بن شيبان القرميسيني

شيخ الصوفية بالجبل، صحب أبا عبد الله المغربي‏.‏

ومن جيد كلامه قوله‏:‏ إذا سكن الخوف القلب أحرق مواضع الشهوات

منه، وطرد عنه الرغبة في الدنيا‏.‏

أبو بكر النجاد

أحمد بن سليمان بن الحسن بن إسرائيل بن يونس، أبو بكر النجاد الفقيه

، أحد أئمة الحنابلة ولد سنة ثلاث وخمسين ومائتين، سمع عبد الله بن

أحمد وأبا داود، والباغندي وابن أبي الدنيا وخلقاً كثيراً، وكان يطلب

الحديث ماشياً حافياً، وقد جمع المسند وصنف في السنن كتاباً كبيراً، وكان

له بجامع المنصور حلقتان، واحدة للفقه وأخرى لإملاء الحديث‏.‏

وحدث عنه الدارقطني وابن رزقويه وابن شاهين وأبو بكر بن مالك

القطيعي وغيرهم، وكان يصوم الدهر ويفطر كل ليلة على رغيف ويعزل

منه لقمة، فإذا كانت ليلة الجمعة أكل اللقم وتصدق بالرغيف صحيحاً‏.‏

توفي ليلة الجمعة لعشرين من ذي الحجة عن خمس وتسعين سنة،

ودفن قريباً من قبر بشر الحافي رحمه الله‏.‏

جعفر بن محمد بن نصير بن القاسم

أبو محمد الخواص المعروف بالخلدي، سمع الكثير وحدث كثيراً، وحج

ستين حجة، وكان ثقة صدوقاً ديناً‏.‏

محمد بن إبراهيم بن يوسف بن محمد

أبو عمر الزجاج النيسابوري، صحب أبا عثمان والجنيد والنوري

والخواص وغيرهم، وأقام بمكة وكان شيخ الصوفية بها، وحج ستين

حجة، ويقال‏:‏ إنه مكث أربعين سنة لم يتغوط ولم يبل إلا خارج

الحرم بمكة‏.‏

محمد بن جعفر بن محمد بن فضالة

ابن يزيد بن عبد الملك أبو بكر الأدمي، صاحب الألحان، كان حسن

الصوت بتلاوة القرآن وربما سمع صوته من بعد في الليل، وحج مرة مع

أبي القاسم البغوي، فلما كانوا بالمدينة دخلوا المسجد النبوي فوجدوا

شيخاً أعمى يقص على الناس أخباراً موضوعة مكذوبة، فقال البغوي‏:‏

ينبغي الإنكار عليه‏.‏

فقال له بعض أصحابه‏:‏ إنك لست ببغداد يعرفك الناس إذا أنكرت عليه،

ومن يعرفك هنا قليل والجمع كثير، ولكن نرى أن تأمر أبا بكر الأدمي

فيقرأ، فأمره فاستفتح فقرأ فلم يتم الاستعاذة حتى انجفل الناس عن ذلك

الأعمى وتركوه، وجاؤوا إلى أبي بكر ولم يبق عند الضرير أحد، فأخذ

الأعمى بيد قائده وقال له‏:‏ اذهب بنا فهكذا تزول النعم‏.‏

توفي في الأربعاء لليلتين بقيتا من ربيع الأول من هذه السنة، عن ثمان

وثمانين سنة، وقد رآه بعضهم في المنام فقال له‏:‏ ما فعل الله بك‏؟‏

قال‏:‏ وقفني بين يديه وقاسيت شدائد وأهوالاً‏.‏

فقلت له‏:‏ فتلك القراءة الحسنة وذلك الصوت الحسن وتلك المواقف‏؟‏

فقال‏:‏ ما كان شيء أضر علي من ذلك، لأنها كانت للدنيا‏.‏

فقلت‏:‏ إلى أي شيء انتهى أمرك‏؟‏

فقال‏:‏ قال الله عز وجل‏:‏ آليت على نفسي أن لا أعذب أبناء الثمانين‏.‏

أبو محمد عبد الله بن أحمد بن علي

ابن الحسن بن إبراهيم بن طباطبا بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن

الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي المصري، كان من ساداتها

وكبرائها، لا تزال الحلوى تعقد بداره، ولا يزال رجل يكسر اللوز بسببها،

وللناس عليه رواتب من الحلوى، فمنهم من يهدي إليه كل يوم، ومنهم

في الجمعة، ومنهم في الشهر‏.‏

وكان لكافرو الأخشيد عليه في كل يوم جامان ورغيف من الحلوى، ولما

قدم المعز الفاطمي إلى القاهرة وتلقاه سأله‏:‏ إلى من ينتسب مولانا

من أهل البيت‏؟‏

فقال‏:‏ الجواب إلى أهل البلد، فلما دخل القصر جمع الأشارف وسلّ نصف

سيفه وقال‏:‏ هذا نسبي، ثم نثر عليهم الذهب وقال‏:‏ هذا حسبي‏.‏

فقالوا‏:‏ سمعنا وأطعنا‏.‏

والصحيح أن القائل للمعز هذا الكلام ابن هذا أو شريف آخر فالله أعلم‏.‏

فإن وفاة هذا كانت في هذا العام عن ثنتين وستين سنة، والمعز إنما قدم

مصر في سنة ثنتين وستين وثلاثمائة كما سيأتي‏.‏