المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أرأيت الذى ينهى عبدا إذا صلى


راجية الجنة
02-27-2016, 05:40 PM
الأخ / بـلـبـل bol bol
من مجموعة أحبك لبنان الصديقة


ﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝﺍﻟﻠﻪ ﺻل ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﺑﻮﺟﻬﻞ : ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﺫﺍ ﺳﺠﺪﺕ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ
ﻓﺴﻮﻑ اﺩﻭﺱﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻚ
ﻓﻠﻢ ﻳﻄﻌﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ
ﻓﺘﻮﺟﻪ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝﺍﻟﻰ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﻟﻴﺼﻠّﻲ
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﺑﺎ ﺟﻬﻞ ﻣﺮّﺓ ﺍﺧﺮﻯ : ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﺫﺍ ﺳﺠﺪﺕ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ
ﻓﺴﻮﻑ ﺍﺩﻋﻮﺍﺟﻤﻴﻊ ﺍﻫﻞ ﻗﺮﻳﺶ ﻟﻴﺮﻭﺍ ﻛﻴﻒ ﺳﺄﺩﻭﺱ ﻋﻠﻰ ﺭﺍﺳﻚ
وﻟﻢ ﻳﻄﻌﻪ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻭﺑﺪﺀ ﺑﺎﻟﺼﻼﺓ

ﻓﺪﻋﺎ ﺍﺑﺎ ﺟﻬﻞ ﺍﻫﻞ ﻗﺮﻳﺶ ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﺳﺠﺪ ﺭﺳﻮﻝ الله ﺫﻫﺐ ﺍﻟﻴﻪ ﺍﺑﺎ ﺟﻬﻞ
ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﺍﻗﺘﺮﺏ ﺍﺑﺎ ﺟﻬﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ وﻭﻗﻒ ﺻﺎﻣﺘﺎ ﺳﺎﻛﻨﺎ
ﻻ ﻳﺘﺤﺮﻙ ﺛﻢ ﺑﺪﺃ ﺑﺎﻟﺮﺟﻮﻉ
ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﺍﻫﻞ ﻗﺮﻳﺶ : ﻳﺎ ﺍﺑﺎ ﺟﻬﻞ ﻫﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ
لما لم ﺗﺪﺱ ﻋﻠﻰ ﺭﺍﺳﻪ ﻭﺗﺮﺍﺟﻌﺖ ؟
ﻗﺎﻝ ﺍﺑﺎ ﺟﻬﻞ : ﻟﻮ ﺭﺃﻳﺘﻢ ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺘﻪ ﺍﻧﺎ ﻟﺒﻜﻴﺘﻢ ﺩﻣﺎً
ﻗﺎﻟﻮﺍ : ﻭﻣﺎﺭﺃﻳﺖ ﻳﺎ ﺍﺑﺎ ﺟﻬﻞ ؟
ﻗﺎﻝ : ﺇﻥ ﺑﻴﻨﻲ ﻭﺑﻴﻨﻪ ﺧﻨﺪﻗﺎً ﻣﻦ ﻧﺎﺭ ﻭﻫﻮﻻً ﻭﺃﺟﻨﺤﺔ

ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝﺍﻟﻠﻪ ﺻل ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ :

( ﻟﻮ ﻓﻌﻞ ﻷﺧﺬﺗﻪ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻋﻴﺎﻧﺎً )
قَالَ تَعَالَى :

{ أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى * عَبْدًا إِذَا صَلَّى }
[ العلق : 9 , 10 ]
نَزَلَتْ فِي أَبِي جَهْلٍ ، لَعَنَهُ اللَّهُ ،
تَوَعَّدَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الصَّلَاةِ عِنْدَ الْبَيْتِ ،
فَوَعَظَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ أَوَّلًا

فَقَالَ الله تعالي :

{ أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى }
أَيْ : فَمَا ظَنُّكَ إِنْ كَانَ هَذَا الَّذِي تَنْهَاهُ عَلَى الطَّرِيقِ
الْمُسْتَقِيمَةِ فِي فِعْلِهِ ،
أَوْ
{ أَمَرَ بِالتَّقْوَى }

بِقَوْلِهِ ، وَأَنْتَ تَزْجُرُهُ وَتَتَوَعَّدُهُ عَلَى صِلَاتِهِ ؛
وَلِهَذَا قَالَ تعالي :

{ أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى }
أَيْ : أَمَا عَلِمَ هَذَا النَّاهِي لِهَذَا الْمُهْتَدِي ، أَنَّ اللَّهَ يَرَاهُ ،
وَيَسْمَعُ كَلَامَهُ ، وَسَيُجَازِيهِ عَلَى فِعْلِهِ أَتَمَّ الْجَزَاءِ.
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى مُتَوَعِّدًا وَمُتَهَدِّدًا :

{ كَلا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ }
أَيْ : لَئِنْ لَمْ يَرْجِعْ عَمَّا هُوَ فِيهِ مِنَ الشِّقَاقِ وَالْعِنَادِ

{ لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَة ِ}
أَيْ : لنَسمَنَّها سَوَادًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
ثُمَّ قَالَ :

{ نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ }
يَعْنِي : نَاصِيَةَ أَبِي جَهْلٍ كَاذِبَةً فِي مَقَالِهَا ،
خَاطِئَةً فِي فعَالها .

{ فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ }
أَيْ : قَوْمَهُ وَعَشِيرَتَهُ،
أَيْ : لِيَدَعُهُمْ يَسْتَنْصِرُ بِهِمْ

{ سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ }
وَهُمْ مَلَائِكَةُ الْعَذَابِ، حَتَّى يَعْلَمَ مَنْ يغلبُ:
أحزبُنا أَوْ حِزْبُهُ

{ كَلا لَا تُطِعْهُ }
يَعْنِي : يَا مُحَمَّدُ ، لَا تُطِعْهُ فِيمَا يَنْهَاكَ عَنْهُ مِنَ الْمُدَاوَمَةِ
عَلَى الْعِبَادَةِ وَكَثْرَتِهَا ، وصلِّ حَيْثُ شِئْتَ وَلَا تُبَالِهِ ؛
فَإِنَّ اللَّهَ حَافِظُكَ وَنَاصِرُكَ ، وَهُوَ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ

{ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ }.