المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 53 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان / الخشوع فى الصلاة


vip_vip
02-13-2011, 12:22 PM
53 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان / الخشوع فى الصلاة
الأخ فضيلة الشيخ / نبيل عبدالرحيم الرفاعى

http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f41498%5fAOwNw0MAALV0TSY6pwJWn0zf5 8Q&pid=5&fid=adnan&inline=1
أمام و خطيب مسجد التقوى - شارع التحلية - جدة
حصريــاً لبيتنا و لتجمع الجروبات الإسلامية الشقيقة
و سمح للجميع بنقله إبتغاء للأجر و الثواب
================================================== ================================









http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f41498%5fAOwNw0MAALV0TSY6pwJWn0zf5 8Q&pid=6&fid=adnan&inline=1




http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f41498%5fAOwNw0MAALV0TSY6pwJWn0zf5 8Q&pid=7&fid=adnan&inline=1



إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نستهديه ، و نؤمن به و نتوكل عليه ،


يجبر الكسر ، و يغفر الذنب و يعفو عن السيئات ، و يقيل العاثر من العثرات ،


و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، إله الأولين و الآخرين ،


و أشهد أن محمداً عبد الله و رسوله ، عبد ربه حق عبادته ، و دعا إلى دينه ،


فكان أتباعه بالحق هم الظاهرين ، صلى الله و سلم عليه و على آله و صحبه ،


نجومٌ في الدجى زاهرة ، و كواكبٌ على الهدى سائرين ،


و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .


أمــا بعــد :


فأتقوا الله ـ عباد الله ـ و أعبدوه حق عبادته ، و أخلصوا له ، تقربوا إليه خوفاً و طمعاً .


أيها المسلمون ، العبادات و القربات تتفاضل عند الله بتفاضل ما في القلوب


من الإيمان و الإخلاص و المحبة و الخشية و الخشوع و الإنابة .


و العابد حقاً و المتقرب لربه صدقاً ، هو الذي تحقق في قلبه صدق الإمتثال للأوامر على وجهها ، و أبتعد عن المخالفات بجميع وجوهها ، يجمع بين الإخلاص و الحب و الخوف و حسن الطاعة .


و من أجل تبين هذا التفاضل و إدراك هذا التمايز ،


هذه وقفة مع أعظم فرائض الإسلام بعد الشهادتين ؛ مع الصلاة عماد الدين .


صفات المؤمنين المفلحين مبدوءة بها ،


وأستحقاقية ميراث الفردوس مختتمة بالمحافظة عليها :


{ قَدْ أَفْلَحَ ٱلْمُؤْمِنُونَ * ٱلَّذِينَ هُمْ فِى صَلاَتِهِمْ خَـٰشِعُونَ *


وَٱلَّذِينَ هُمْ عَنِ ٱللَّغْوِ مُّعْرِضُونَ * وَٱلَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَـوٰةِ فَـٰعِلُونَ *


وَٱلَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَـٰفِظُونَ *


إِلاَّ عَلَىٰ أَزْوٰجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَـٰنُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ


فَمَنِ ٱبْتَغَىٰ وَرَاء ذٰلِكَ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلْعَادُونَ * وَٱلَّذِينَ هُمْ لاِمَـٰنَـٰتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رٰعُونَ *


وَٱلَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَوٰتِهِمْ يُحَـٰفِظُونَ * أُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلْوٰرِثُونَ *


ٱلَّذِينَ يَرِثُونَ ٱلْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَـٰلِدُونَ }


[المؤمنون:1-11] .


و في إستعراض آخر من كتاب الله للمكرمين من أهل الجنة تأتي المداومة على الصلاة


في أول الصفات ، و تأتي المحافظة عليها في خاتمتها


{ إِنَّ ٱلإنسَـٰنَ خُلِقَ هَلُوعاً * إِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ جَزُوعاً *


وَإِذَا مَسَّهُ ٱلْخَيْرُ مَنُوعاً * إِلاَّ ٱلْمُصَلّينَ * ٱلَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلاَتِهِمْ دَائِمُونَ }


إلى قوله:


{ وَالَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُوْلَـئِكَ فِى جَنَّـٰتٍ مُّكْرَمُونَ* }


[المعارج:19-35].


أيها الإخوة ، إنه ثناء على هؤلاء المصلين ما بعده ثناء ، و إغراء ما بعده إغراء ،


لكن هذه الصلاة التي أقاموها صلاة خاصة ، ذات صفات خاصة ، صلاة تامة كاملة ،


صلاة خاشعة في هيئة دائمة ، و محافظة شاملة .


إنها صفات و عناصر إذا حصل خللٌ فيها أو نقصٌ ؛


فقد حصل في صلاة العبد نقصٌ بقدر ذلك القصور ، بل قد يتحول الوعد إلى وعيد ،


و ينقلب رجاء الثواب إلى عرضة للعقاب ، اقرءوا إن شئتم :


{ فَوَيْلٌ لّلْمُصَلّينَ * ٱلَّذِينَ هُمْ عَن صَلَـٰتِهِمْ سَاهُونَ }


[الماعون:4، 5] .


واقرءوا في صفات المنافقين:


{ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ قَامُواْ كُسَالَىٰ يُرَاءونَ ٱلنَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ ٱللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً }


[النساء:142] .


{ ... وَلاَ يَأْتُونَ ٱلصَّلَوٰةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَىٰ.. }


[التوبة:54] .



أيها الإخوة : إن روح الصلاة و لبها هو الخشوع و حضور القلب ،


حتى قال بعض أهل العلم :


صلاة بلا خشوع و لا حضور جثة هامدة بلا روح .


إن الخشوع ـ أيها الأحبة ـ حالة في القلب تنبع من أعماقه مهابةً لله و توقيراً ،


و تواضعاً في النفس و تذللاً . لينٌ في القلب ، و رقة تورث انكساراً و حرقة .


و إذا خشع القلب خشع السمع و البصر ، و الوجه و الجبين ،


و سائر الأعضاء و الحواس . إذا سكن القلب و خشع ، خشعت الجوارح و الحركات ،


حتى الصوت و الكلام :


{ وَخَشَعَتِ ٱلاصْوَاتُ لِلرَّحْمَـٰنِ فَلاَ تَسْمَعُ إِلاَّ هَمْساً }


[طه:108] .


و قد كان من ذكر النبي http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f41498%5fAOwNw0MAALV0TSY6pwJWn0zf5 8Q&pid=8&fid=adnan&inline=1في ركوعه :


(( خشع لك سمعي و بصري ، و مخي و عظمي و عصبي )) ،


و في رواية لأحمد :


(( و ما استقلَّت به قدمي لله رب العالمين )) .


و حينما رأى بعض السلف رجلاً يعبث بيده في الصلاة


قال : لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه .


و يبين علي رضي الله عنه خشوع الصلاة فيقول :


هو خشوع القلب ، و لا تلتفت في صلاتك ، و تلين كنفك للمرء المسلم .


يعني : حتى و أنت تسوي الصفوف مع إخوانك ، ينبغي أن يعلوَك الخشوع .


و يصف الحسن رحمه الله حال السلف بقوله :


كان الخشوع في قلوبهم ، فغضوا له البصر في الصلاة .


عباد الله ، إن القلب إذا خشع ، سكنت خواطره ، و ترفعت عن الإرادات الدنيئة همته ،


و تجرد عن اتباع الهوى مسلكه ، ينكسر و يخضع لله ،


و يزول ما فيه من التعاظم و الترفع و التعالي و التكبر .


الخشوع سكون و إستكانة ، و عزوف عن التوجه إلى العصيان و المخالفة .


و الخاشعون و الخاشعات هم الذين ذللوا أنفسهم ، و كسروا حدتها ،


و عودوها أن تطمئنَّ إلى أمر الله و ذكره ، و تطلب حسن العاقبة ،


و وعد الآخرة ، و لا تغتر بما تزينه الشهوات الحاضرة ، و الملذات العابرة .


إذا خشع قلب المصلي أستشعر الوقوف بين يدي خالقه ، و عظمت عنده مناجاته ،


فمن قدَرَ الأمر حق قدره ، و أستقرَّ في جنانه عظمة الله و جلاله ،


و امتلأ بالخوف قلبه ، خشع في صلاته ، و أقبل عليها ، و لم يشتغل بسواها ،


و سكنت جوارحه فيها ، و أستحق المديح القرآني


{ قَدْ أَفْلَحَ ٱلْمُؤْمِنُونَ * ٱلَّذِينَ هُمْ فِى صَلاَتِهِمْ خَـٰشِعُونَ }


[المؤمنون:1،2] .


رُوي عن مجاهد – رحمه الله – في قوله تعالى:


{ وَقُومُواْ لِلَّهِ قَـٰنِتِينَ }


[البقرة:238] .


قال : القنوت : الركون و الخشوع ، و غض البصر ، و خفض الجناح .


قال : و كان العلماء إذا قام أحدهم في الصلاة هاب الرحمن عزَّ و جلَّ عن أن يشد نظره ،


أو يلتفت أو يقلب الحصى ، أو يعبث بشيء ،


أو يحدث نفسه بشيء من أمر الدنيا ما دام في الصلاة .


بالخشوع الحق ، يكون المصلون مخبتين لربهم ،


منكسرين لعظمته خاضعين لكبريائه ، خاشعين لجلاله :


{ إِنَّهُمْ كَانُواْ يُسَارِعُونَ فِى ٱلْخَيْرٰتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُواْ لَنَا خـٰشِعِينَ }


[الأنبياء:90] .


و لتعلموا ـ يرحمكم الله ـ أن الخشوع يتفاوت في القلوب بحسب تفاوت معرفتها


لمن خشعت له ، و بحسب مشاهدة القلوب للصفات المقتضية للخشوع .


و بمقدار هذا التفاوت يكون تفاضل الناس ، في القبول و الثواب ، و في رفع الدرجات ،


و حط السيئات . عن عبد الله الصنابحي – رضي الله عنه –


قال : أشهد أني سمعت رسول الله http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f41498%5fAOwNw0MAALV0TSY6pwJWn0zf5 8Q&pid=8&fid=adnan&inline=1 يقول :


(( خمس صلوات افترضهن الله تعالى ،


من أحسن وضوءهن ، و صلاهن لوقتهن ، و أتم ركوعهن و خشوعهن ؛


كان له على الله عهدٌ أن يغفر له ، و من لم يفعل فليس له على الله عهد ؛


إن شاء غفر له ، و إن شاء عذبه )) .


و في خبر آخر عنه http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f41498%5fAOwNw0MAALV0TSY6pwJWn0zf5 8Q&pid=8&fid=adnan&inline=1أخرجه مسلم و غيره قال :


(( ما من امرئٍ مسلم تحضره صلاة مكتوبة


فأحسن وضوءها و خشوعها و ركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ،


ما لم يؤت كبيرة و ذلك الدهر كله )) .


و عن عثمان رضي الله عنه عن النبي http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f41498%5fAOwNw0MAALV0TSY6pwJWn0zf5 8Q&pid=8&fid=adnan&inline=1أنه قال :


((... من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدِّث فيهما نفسه بشيء؛


غفر له ما تقدم من ذنبه)) .

vip_vip
02-13-2011, 12:23 PM
الصلاة الخاشعة هي الراحة الدائمة للنفوس المطمئنة الواثقة بوعد ربها المؤمنة بلقائه .


أين هذا من نفوس استحوذ عليها الهوى و الشيطان ؟!


فلا ترى من صلاتها إلا أجساداً تهوي إلى الأرض خفضاً و رفعاً .


أما قلوبها فخاوية ، و أرواحها فبالدنيا متعلقة ،


و نفوسها بالأموال و الأهلين مشغولة .


لما سمع بعض السلف قوله تعالى :


{ لاَ تَقْرَبُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنتُمْ سُكَـٰرَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ }


[النساء:43] .


قال : كم من مصل لم يشرب خمراً.. هو في صلاته لا يعلم ما يقول ،


و قد أسكرته الدنيا بهمومها .


أيها الإخوة ، و هناك نوع من الخشوع حذر منه السلف ،


و أنذروا و سموه : خشوع النفاق .


فقالوا : أستعيذوا بالله من خشوع النفاق .


قالوا : و ما خشوع النفاق ؟


قالوا : أن ترى الجسد خاشعاً ، و القلب ليس بخاشع .


و لقد نظر عمر رضي الله عنه إلى شاب قد نكس رأسه فقال له :


يا هذا ، أرفع رأسك ، فإن الخشوع لا يزيد على ما في القلب ،


فمن أظهر خشوعاً على ما في قلبه فإنما هو نفاق على نفاق .


و قال الحسن:


إن أقواماً جعلوا التواضع في لباسهم ، و الكبر في قلوبهم ،


و لبسوا مداعج الصوف ـ أي: الصوف الأسود ـ


و اللهِ لأَحدُهم أشدُّ كبراً بمدرعته من صاحب السرير بسريره ،


و صاحب الديباج في ديباجه .


فاتقوا الله – يرحمكم الله- و أحفظوا صلاتكم ، و حافظوا عليها ،


و أستعيذوا بالله من قلب لا يخشع ،


فقد كان من دعاء نبيكم محمدhttp://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f41498%5fAOwNw0MAALV0TSY6pwJWn0zf5 8Q&pid=8&fid=adnan&inline=1:


(( اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ، و من قلب لا يخشع ،


و من نفس لا تشبع ، و من دعوة لا يستجاب لها )) .


أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:


{ وَٱسْتَعِينُواْ بِٱلصَّبْرِ وَٱلصَّلَوٰةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى ٱلْخَـٰشِعِينَ }


[البقرة:45، 46] .


فأتقوا الله ـ معاشر المسلمينـو تخلقوا بأخلاق رسول الله و أهتدوا بهديه تفلحوا ،


و يتحقق لكم ما وعدكم به من الاستظلال بظل الرحمن يوم لا ظل إلا ظله .


بارك الله لي و لكم في الوَحيين ، و نفعني و إيّاكم بهدي سيِّد الثقلين ،


أقول قولي هذا ، و أستغفر الله العظيم الجليل لي و لكم و لسائرِ المسلمين من كلّ ذنبٍ ،


فأستغفروه و توبوا إليه ؛ إنه كان توّابًا .




http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f41498%5fAOwNw0MAALV0TSY6pwJWn0zf5 8Q&pid=9&fid=adnan&inline=1



الحمد لله المتفرد بالعظمة و الجلال ، المتفضل على خلقه بجزيل النوال .


أحمده سبحانه و أشكره ، و أتوب إليه و أستغفره ، و هو الكبير المتعال ،


و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،


و أشهد أن محمداً عبده و رسوله، الداعي إلى الحق ، و المنقذ بإذن ربه من الضلال ،


صلى الله و سلم و بارك عليه و على آله و صحبه خير صحبٍ و آلٍ ،


و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم المآل .


أمـــا بعـــد :


أيها المسلمون ، يذكر أهل العلم وجوهاً عدة ، يتبين فيها حضور القلب ،


و يتحقق فيها حال الخشوع ، و حقيقة التعبد .


من هذه الوجوه : الإجتهاد في تفريغ القلب للعبادة ، و الإنصراف عما سواها ،


و يقوى ذلك و يضعف بحسب قوة الإيمان بالله و اليوم الآخر ، و الوعد و الوعيد .

و منها : التفهم و التدبر لما تشتمل عليه الصلاة من قراءة و ذكر و مناجاة ؛
لأن حضور القلب و التخشع و السكون من غير فهم للمعاني لا يحقق المقصود .

و منها : الإجتهاد بدفع الخواطر النفسية ، و البعد عن الصوارف الشاغلة .


و هذه الصوارف و الشواغل عند أهل العلم نوعان :


صوارف ظاهرة و هي ما يشغل السمع و البصر ،


و هذه تعالَج باقتراب المصلي من سترته و قبلته و نظره إلى موضع سجوده ،


و الأبتعاد عن المواقع المزخرفة و المنقوشة ،


و النبي http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f41498%5fAOwNw0MAALV0TSY6pwJWn0zf5 8Q&pid=10&fid=adnan&inline=1لما صلى في خميصة لها أعلام و خطوط نزعها و قال :


(( إنها ألهتني آنفاً عن صلاتي ))


متفق عليه من حديث عائشة .


و النوع الثاني : صوراف باطنة من تشعب الفكر في هموم الدنيا


و أنشغال الذهن بأودية الحياة ،


و معالجة ذلك بشدة و التفكر و التدبر لما يَقرأ و يَذكر و يُناجي .


و مما يعين على حضور القلب ، و صدق التخشع ؛ تعظيم المولى جل و علا في القلب ،


و هيبته في النفس ، و لا يكون ذلك إلا بالمعرفة الحقة بالله عزَّ شأنه ،


و معرفة حقارة النفس و قلة حيلتها ،


و حينئذٍ تتولد الاستكانة و الخشوع و الذل و الإنابة .


أمرٌ آخر –أيها الإخوة– يحسن التنبيه إليه ،


و هو دال على نوع من الإنصراف و التشاغل ، مع ما جاء من عظم الوعيد عليه ،


و خطر التهاون فيه ، ذلكم هو مسابقة الإمام في الصلاة ، فما جعل الإمام إلا ليؤتم به ،


فلا تتقدموا عليه ، و قد قال عليه الصلاة و السلام :


(( أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يحول الله رأسه رأس حمار ))


متفق عليه من حديث أبي هريرة .


و في رواية : (( أو صورة كلب )) .


و أنظروا إلى حال الصحابة رضوان الله عليهم مع نبيهم و إمامهم


محمد http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f41498%5fAOwNw0MAALV0TSY6pwJWn0zf5 8Q&pid=8&fid=adnan&inline=1، يقول البراء بن عازب :


كان خلف النبي http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f41498%5fAOwNw0MAALV0TSY6pwJWn0zf5 8Q&pid=8&fid=adnan&inline=1فكان إذا انحط من قيامه للسجود ،


لا يحني أحد منا ظهره حتى يضع رسول الله http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f41498%5fAOwNw0MAALV0TSY6pwJWn0zf5 8Q&pid=8&fid=adnan&inline=1جبهته على الأرض و يكبر ،


و كان يستوي قائماً و هم لا يزالون سجوداً بعد .


و رأى ابن مسعود – رضي الله عنه – رجلاً يسابق إمامه


فقال له : لا وحدك صليت ، و لا أنت بإمامك أقتديت .


فأتقوا الله – يرحمكم الله – و أحسنوا صلاتكم ، و أتموا ركوعها و سجودها ،


و حافظوا على أذكارها، و حسن المناجاة فيها ،


رزقنا الله و إياكم الفقه في الدين و حسن العمل .


ألا و أكثِروا ـ يرحمكم الله ـ من الصلاة و السلامِ على الحبيب رسولِ الله


كما أمركم بذلك ربّكم جلّ في علاه ، فقال تعالى قولاً كريمًا :


http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f41498%5fAOwNw0MAALV0TSY6pwJWn0zf5 8Q&pid=11&fid=adnan&inline=1{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ


يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }


[الأحزاب:56] ،


و قال عليه الصلاة و السلام فيما أخرجه مسلم في صحيحه :


(( مَن صلّى عليّ صلاة واحدة صلّى الله عليه بها عشرًا )) .


اللّهمّ فاجز عنّا نبيّنا محمّدًاhttp://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f41498%5fAOwNw0MAALV0TSY6pwJWn0zf5 8Q&pid=8&fid=adnan&inline=1 خيرَ الجزاء و أوفاه ،


و أكمله و أسناه ، و أتمَّه و أبهاه ، و صلِّ عليه صلاةً تكون له رِضاءً ،


و لحقِّه أداءً ، و لفضلِه كِفاء ، و لعظمته لِقاء ، يا خيرَ مسؤول و أكرمَ مأمول .


اللّهمّ إنّا نسألك حبَّك ، و حبَّ رسولك محمّدhttp://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f41498%5fAOwNw0MAALV0TSY6pwJWn0zf5 8Q&pid=8&fid=adnan&inline=1 ،


و حبَّ العملِ الذي يقرّبنا إلى حبّك .


اللهم اجعل حبَّك و حبَّ رسولكhttp://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f41498%5fAOwNw0MAALV0TSY6pwJWn0zf5 8Q&pid=8&fid=adnan&inline=1 أحبَّ إلينا


من أنفسنا و الدينا و الناس أجمعين .


اللهم أعزَّ الإسلام و المسلمين ... ثم باقى الدعاء


أنتهت