المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 54 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان / ( الساعـــــة )


vip_vip
02-13-2011, 12:26 PM
54 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان / ( الساعـــــة )
الأخ فضيلة الشيخ / نبيل عبدالرحيم الرفاعى

http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f32503%5fAO8Nw0MAAN%2bWTS%2bLsginv 078JZo&pid=5&fid=adnan&inline=1
أمام و خطيب مسجد التقوى - شارع التحلية - جدة
حصريــاً لبيتنا و لتجمع الجروبات الإسلامية الشقيقة
و سمح للجميع بنقله إبتغاء للأجر و الثواب
================================================== ================================








http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f32503%5fAO8Nw0MAAN%2bWTS%2bLsginv 078JZo&pid=6&fid=adnan&inline=1


http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f32503%5fAO8Nw0MAAN%2bWTS%2bLsginv 078JZo&pid=7&fid=adnan&inline=1
الحمد لله خالق كل شيء ، و رازق كل حي ، أحاط بكل شيء علماً ،
و كل شيء عنده بأجل مسمى ، أحمده سبحانه و أشكره ،
و أتوب إليه و أستغفره و هو بكل لسان محمود ،
و أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له و هو الإله المعبود .
و أشهد أن سيدنا و نبينا محمداً عبده و رسوله ،
صاحب المقام المحمود ، و الحوض المورود ،
صلى الله و سلم و بارك عليه و على آله و أصحابه الركع السجود ،
و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى اليوم الموعود ، و سلم تسليماً كثيراً .
أمّـــا بعـــد :
فاتَّقوا الله عبادَ الله ، و اعلَموا أنّ الدّنيا تجرِي إلى فنائِها في تعادِيهَا ،
و أنَّ الظَّفَر و الفَلاحَ لمن يعاديها ،
و قد لاحَت ـ يرحمكم الله ـ أمَارَات لدُنُوِّ بوارِها و تلاشِيها ،
فصونُوا النفوسَ عمّا يوبِقها و يُخزيها ،
و تجمَّلوا للسَّاعة بالتقوَى فنِعمتِ الزاد لملاقِيها ،
أيّها المسلِمون ، للعقيدةِ التي جاءَت بها شَريعتُنا الغرّاءُ فغرَسَتها في نفوسِ المسلِمين
و أقامت علَيها أجلَى البراهينِ أثرٌ كبير في استقامةِ المسلم و هُداه و بلوغِه
من الرّضا عن ربِّه عُمقَه و مداه ، من ذلكم ـ يرعاكم الله ـ عقيدةُ الإيمانِ باليوم الآخر
و قضيّةُ الساعة و ما يتقدَّمها من أمارات و علاماتٍ ،
من أيقنَها و تدبَّرها غمَرته عظمتُها و رَهبَتها، و أذهَلَته سَطوَتها و هَيبَتُها ،
و استَحكَم في شغَافِه إيمانُه بصاحبِ الرسالة ، و أسلَم مُنقادًا لكلِّ ما أخبر به منَ الغيوبِ ،
صَلَوات ربي و سلامه عليه ،
{ ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ }
[البقرة: 232] .
إخوةَ العقيدة ، و كَونُكم هذا بَديعُ النِّظام المخلُوقُ على أحكمِ دِقّةٍ و أبلغ تصوير
بكواكبِه و شموسِه و أراضيه و محيطاته سيؤول بجبروتِ الله
إلى الانفطارِ و الانتثارِ و الدّمارِ و الاندِثار، ثمّ مصير البرايَا إلى جنّةٍ أو نار ،
جعَلَنا الله و إيّاكم في دار الأبرار .
و قد أخبر جلَّت حِكمته عن قربِ ذلك و دنوِّه :
{ اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ }
[الأنبياء: 1] ،
و جعَل الملك الديّانُ لميقات ذلك أشراطًا سابِقَة و فتنًا ممحِّصات و محنًا مبتلِيَات،
يقول تعالى :
{ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا }
[محمد: 18] ،
ويقول صلى الله عليه و سلم :
(( إنَّ بين يدَيِ الساعةِ فتَنًا كقِطَع الليل المظلِم ؛
يصبِح الرجل فيها مؤمنًا و يمسِي كافرًا ،
و يمسِي مؤمنًا و يصبح كافرًا ))
أخرجه الإمام أحمد و غيره .
إخوة الإيمان ، و أشراطُ الساعة قسمان : صغرى و كبرى .
أمّا الصغرى فمنها ما مضى و انقضَى ،
كَبعثةِ الرسول صلى الله عليه و سلم لقوله عليه الصلاة و السّلام :
(( بُعِثت أنا والساعة كهاتين ))
يشير بأصبعَيه فيمدّهما . أخرجه البخاري .
و في رواية لأحمد :
(( إن كادَت لتسبقني )) .
و فتح بيتِ المقدِس و ظهورِ الخوارج و ظهورِ مُدَّعي النبوّة ،
يقول صلى الله عليه و سلم :
(( لا تقوم السّاعةُ حتى يُبعَثَ دجّالون كذّابون ،
قريب من ثلاثين ، كلّهم يزعم أنّه رسول الله ))
أخرجه البخاري .
و قد ظهر على عهده و بَعدَه صلى الله عليه و سلم كثيرٌ منهم .

أيها المؤمنون ، و أشراط الساعة الصّغرى التي صحَّت بها الأحاديثُ
وقع كثيرٍ مِنها في هذه العصور ، و لا تزال في ازديادٍ و انتشار ،
مِن أعظمها ظهورُ الشرك في أمّة التوحيد ، و هذه الرزيّة قد استَحَكمت
في كثير مِن الأقطار الإسلامية ؛ حيث بَنَى فِئامٌ منَ الناس المشاهدَ على القبور ،
و طافوا بها و تمسَّحوا بستورها ، و نذروا لها من دونِ الله ،
و أَمُّوها بالتبرُّك و الرجاء و كشفِ الكرباتِ و الالتِجاء ،
و في هذهِ العلامةِ يقول صلى الله عليه و سلم :
(( لا تقوم الساعةُ حتى تلحَق قبائل مِن أمّتي بالمشركين ،
و حتى تعبدَ قبائل من أمتي الأوثانَ ))
أخرجه أبو داود و الترمذي .
و من أشراطِ الساعة الصُّغرى ظهورُ المعازف و استحلالها و فشوُّها و استِفحالها،
عن سهل بن سعد أن رسولَ الله صلى الله عليه و سلم قال :
(( سيكون في آخرِ الزمان خَسفٌ و قذف و مَسخ )) ،
قيل : و متى ذلك يا رسول الله ؟ قال :
(( إذا ظهَرتِ المعازف و القيناتُ ))
أخرجه الهيثميّ في مجمعهِ و الطبرانيّ في معجمه . و القيناتُ المغنِّياتُ ،
و قد عظُم ظهور هذا الفسادِ و انتشر و استشرَى فحشه في الأرض و أضرّ .
و مِن العلامات التي ضجَّت منها كثيرٌ من الأفاق
و عمَّ شرُّها الأرجاء فشوُّ الكاسِيات العاريات ، يقول صلى الله عليه و سلم :
(( صنفان من أهل النار لم أرهما )) ،
و ذكر منهما :
(( و نساء كاسياتٌ عاريات مميلات مائلات ،
رؤوسهم كأسنمة البُخت المائلة ، لا يدخلن الجنةَ و لا يجدن ريحها ))
أخرجه مسلم .
و هذه الأمارةُ ظهرت قبل عصرِنا ، و هي فيه أكثر ظهورًا و أشدُّ حسورًا .
و يدخل في معاني الحديثِ الملابسُ الضيّقَة المخصَّرة التي تصِف و إن لم تُشِف .
و إنك لسامعٌ وَراءٍ عَجبًا ممّا يُبَثّ عبر القنوات و الفضائيات المعاصرة .
معاشر المسلمين ، و من الأشراطِ التي أدمت المآقي و قطعت نياط القلوب ،
كثرةُ القتل و إراقةِ الدماء ، عن عبد الله بن مسعود رضى الله تعالى عنه أنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
(( بين يدَيِ الساعة أيّامُ الهرج ، يزول العلم ، و يظهَر فيها الجهل ))
أخرجه البخاري ،
و الهرجُ القتلُ ، و عند أحمد :
(( إنّه ليس بِقَتلكم المشركين ، ولكن يقتل بعضُكم بعضًا ،
لا يدري القاتل فيم قَتل ، و المقتول فيم قُتِل )) .
و هذه العلامةُ قد ظَهَرت بجلاءٍ و وضوح ، و سرَت في كثيرٍ من الأقطار ،
فلم يبقَ في العالم المتحارِب بلدٌ ـ إلا مَن رَحم الله ـ دونَ هرجٍ و سفكٍ و قلاقل ،
و لا تسَل ـ يحماك الباري ـ عن سائر الحروب ،
و ما جرَّته و تجرُّه من هرجٍ و مرج و نَسفٍ و اغتيال و تفجيرٍ و تَدمير و احتيالٍ .
و من العلامات ظهورُ موتِ الفجأة ،
فعن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه أنه قال :
قالَ رَسول الله صلى الله عليه و سلم :
(( مِن أماراتِ الساعة أن يظهَرَ موتُ الفجأة ))
أخرجه الطبراني .
و هذه الأمارة لم يسلم منه كثيرون ، فكم من مصبّح في أهله معافى أمسى في لحده مدرجًا .
و من الأمارات الصغرى التطاول في البنيانِ ،
يقول صلى الله عليه و سلم في حديثِ جبريل المشهورِ :
(( و أن ترى الحفاةَ العراة العالةَ رعاءَ الشاء يتَطاوَلون في البُنيان)) ،
الله المستعان ، فكيف بعَصرنا الذي عمَّت فيه الشاهقات و كثُرت فيه الناطِحات .
و كذا تقارُب الزمان ، صحَّ عند أحمد و غيره :
(( لا تقوم الساعة حتى يتقارَبَ الزمان ، فتكون السنةُ كالشهر ،
و يكون الشهر كالجمعة ، و تكون الجمعة كاليوم )) ,
علّق الحافظ ابن حجر يرحمه الله بقوله :
" فإنّنا نجِد في سرعةِ الأيام ما لم نجِده في العصر الذي قبلنا " ،
الله المستعان ، فكيف ـ يا عبادَ الله ـ
بزماننا الذي طوَّحت فيه السنوات و نُزِعت البركات ؟ !
أمّةَ الإسلام ، و من الأمارات التي نجَمَت في هذه الأوقات و صحَّ خبرها
عن الصادق المصدوق صلى الله عليه و سلم انتشارُ الربا و الزلازل
[ و خَفضُ ] الصالحين و ارتفاعُ الأسافل و ضياعُ الأمانةِ و تَوسِيد الأمرِ إلى غيرِ أهله
و التِماس العلمِ عند الأصاغِر و تقارب الأسواقِ و كثرة النساء و ظهور الفاحشة
و ذيوعُ الكذِبِ و الإشاعاتِ و التهاوُن بالسنن ،
و صدق الصادق المصدوق صلى الله عليه و سلم :
(( بدأ الإسلام غريبًا ، و سيعود غريبًا كما بدأ ، فطوبى للغرَبَاء )) .
أيّها الإخوة الأحبّةُ في الله ، و يلي ظهورَ الأشراط الصغرى الأشراطُ الكبرى العِظام
التي تَتزَلزَل لها الأركانُ ، و تكون منذِرةً بدُنوِّ قيامِ الأنامِ للمَلِك العلاّم ،
و في تتابُعِها إثرَ بعضها يقول صلى الله عليه و سلم :
(( الآياتُ خَرَزات منظوماتٌ في سِلك ، فإن يقطع السِّلك يتبَع بَعضُه بعضًا ))
أخرجه أحمد بسند صحيح.
أولها : خروجُ المهديّ من قبل المشرق يبايَع له عند البيت ،
يملأُ الأرضَ عدلاً و قِسطاسًا بعد أن مُلِئَت جورًا و ظلماً ،
عَن أبي سعيدٍ الخدريّ رضى الله تعالى عنه انه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
(( أبشِّركم بالمهديِّ ، يُبعَث على اختلافٍ من الناسِ و زلازل ،
فيَملأ الأرض قسطًا و عدلاً كما ملِئَت ظلمًا و جورًا ،
يرضَى عنه ساكن السماء و ساكن الأرض ))
أخرجه أحمد و الهيثمي .
تَلي تلك الأمارةَ الكبرى ظهورُ المسيح الدَّجّال منبَع الكفر و الإضلال
بفتنَتِه العظمى للخلائق ؛ لما أُوتِيَ مِن معجّباتٍ و معجزات ،
تحيلُ مَن كان من الإسلام على شك إلى ارتدادٍ و كفر و ضلال ،
وقانا الله فِتنَتَه و كفانا محنَتَه ، مسيحُ إحدى العينين ، مكتوب بينهما :
" كافر " ،
عن النواس بن سمعان رضى الله عنه أنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم واصفًا خوارقَ الدجال :
(( يأمر السماء فتمطر ، و الأرض فتنبت ، و يمرّ بالخَرِبة فيقول لها :
أخرجي كنوزَك ، فتتبعه كنوزها كيعاسيبِ النحل ،
ما من بلدٍ إلا سيدخلُه إلاّ مكّةَ و المدينة ؛ فإنهما محرَّمَتان عليه )) ،
و قد حذَّر النبيُّ المختار تلبِيسَه و تدليسه بأجلَى الأوصاف و أشدِّ الإنذار ،
يقول عليه افضل الصلاة و أزكى السلام في التوقِّي من شرِّه :
(( إذا تشهَّد أحدكم فليستعذ بالله من أربع )) ،
و ذكر منهن :
(( و أعوذ بك من شرِّ فتنة المسيح الدجال )) ،
و قال عليه الصلاة و السلام :
(( من حفِظ عشرَ آيات من أوّل سورة الكَهف عصِمَ من الدجال ))
أخرجه مسلم .
و ثالث الأشراطِ العظام نزولُ عيسى ابنِ مريم عليه السلام من السماءِ نزولاً حقيقيًّا
بروحِه و جسده ، حَكَمًا عدلاً ، ماكثًا في الأرض أربعين سنَة ، يقتل الخنزيرَ ،
و يكسر الصليبَ ، و يقتل الدّجّال ، و تُمحَى عن الدنيا أعظمُ فتنة و محنَة ،
و يبارِك الله في الأوقاتِ و الأقواتِ .
و مِن الأماراتِ خروجُ يأجوجَ و مأجوج ، و هم قومٌ أقوياء لا قِبَل لأحدٍ بقتالهم ،
كأنَّ وجوهَهم المجان المطرَقَة ، لا يمرّون بماء إلا شرِبوه ، و لا بشيءٍ إلا أفسدوه ،
و ذلك على عهد عيسى عليه السلام ، فيدعو اللهَ عزّ و جلّ فيمِيتُهم بنغَفٍ في أقفائهم ،
ثم يُنبَذون في البحر ، كما في الحديث عند مسلمٍ و غيرِه .
و خامس الأشراطِ الكبرى التي يرسِلها الله ابتلاء و اختبارًا
و يظهِرُها تخويفًا و إنذارًا خُسوفاتٌ ثَلاثة تحلُّ دونما تريث ،
فتنبت الخيفةَ من غضب الله و عقابه ، و تحث إلى مرضاته و ثوابه ،
عن حذيفةَ رضى الله تعالى عنه أنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
(( إنَّ الساعة لن تقومَ حتى ترَوا قبلَها عشرَ آيات )) ،
و ذكر منهن :
(( خسفٌ بالمشرق ، و خسف بالمغرب ، و خسفٌ بجزيرة العرب ))
أخرجه مسلم .
إخوةَ الإيمان ، و سابعُ تلك الأماراتِ الكبريَات ظهورُ الدخان ، دخانٌ يملأ الأرجاءَ ،
ما بين الثرى و السماء ، تكونُ منه الدّنيَا كبيتٍ أُوقِد فيه ،
يقول الحق سبحانه و تعالى :
( فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ )
[الدخان: 10] .
و أمّا ثامِنُها فطلوعُ الشمس من مغربها ،
تلك الشمس التي عُلِّقت بين الكواكب ساعَة إلى قيام السّاعَة ،
يظنّ اللاّهون أنَّ في طلوعها فرصة سانحة للتوبة ،
و هي في حقيقتها فيصل بين الكفر و الإيمان ،
يقول صلى الله عليه و سلم :
((لا تقوم الساعة حتى تطلُع الشمس من مغربها ،
فإذا طلَعَت فرآها الناس آمنوا أجمعون ،
فذاك حين لا ينفَع نفسًا إيمانها لم تكن آمنَت من قبل أو كسَبَت في إيمانها خيرًا ))
أخرجاه.

أيّها الخاشون للساعة ، يقول الحقُّ تبارك و تعالى :
( وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنْ الأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ )
الآية [النمل: 82] ،
تلكم هي الآيةُ الكبرى التاسِعَة ، دابّةٌ تنطِق و تُدِين بين يدَي يومِ الدين ،
مخرجُها بَلدُ الله الأمين ، تجلو تلك الدابّةُ وجهَ المؤمن ، و تخطِم أنفَ الكافِر ،
فرُحماك ربَّنا رُحمَاك .
ألا فاتَّقوا الله عبادَ الله ، و ادَّكِروا بهذه الأشراط في كلِّ الأحوال ،
و ازدَلفوا إلى ربِّكم بصالح الأعمال ما دمتم في فسحة وسعة ،
و الله المسؤولُ أن يوقِظَنا من رقدة الغفلة ،
و أن يتدارَكَنا بالتوبة و الإنابةِ ما دُمنا في زمن المُهلة ، إنّه جوادٌ كريم .
بارك الله لي و لكم في القرآن العظيم ، و جعلنا و إياكم بعظاته معتبرين ، و لآياته متدبِّرين ،
أقول قولي هذا ، و أستغفِر الله العظيم الجليل لي و لكم ،
فاستغفروه ثم توبوا إليه ، إنَّ ربي قريبٌ مجيب .

vip_vip
02-13-2011, 12:26 PM
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f32503%5fAO8Nw0MAAN%2bWTS%2bLsginv 078JZo&pid=8&fid=adnan&inline=1



الحمد لله وليِّ مَن كان تقيًّا ،


و أصلّي و أسلِّم على سيدنا و نبينا محمّدٍ من قرَّبه ربّه نجيًّا و كان به حفيًّا ،


صلّى الله و سلَّم و بارك عليه ، و على آلِه و صحبِه الذين كان كلٌّ منهم راضيًا مرضيًّا .


أمّـــا بعـــد :


فاتقوا الله عباد الله ، فمن لزم التقوى أمِن غِيَر الفِتَن ،


و نجا بإذن الله في صروفِ المحن .


أيها المؤمنون ، و عاشرُ الأشراط و ختامُها المؤذِنَة بوشيكِ ساعة القيامِ


ظهورُ نارٍ مِن قَعر عَدَن ، تسوقُ الناسَ إلى أرضِ المحشَر في الشّام ،


تَقيل معهم حيث قالوا ، و تبيت معهم حيث باتوا ،


كما صحّ بذلك الخبر عن سيِّد البشر عليه أفضل الصلاة و أزكى السلام .


يعقُب تلك الآياتِ القاهرات ـ و لله الأمر من قبلُ و من بعد ـ


أمرُ اللهِ للدّنيا بالزوال و الأفُولِ ، و للكَون بالنهاية و القُفول ، فينفَخ في الصور ،


و تبعَث الخلائق من القبور لأهوالِ يومِ النشور .


إلى عمل محسوبٍ و ميزانٍ منصوب و مُجَازٍ عظيمٍ ، في يوم يكثر فيه الراجون ،


و يقل فيه الناجون ، فيا له من يومٍ هائل عصيب ، يشتدّ فيه الهلعُ و الوجل ،


فاللّهمّ سلّم سلّم .


أيّها الإخوة الأحبّةُ في الله ، و ممّا يجمُل التنبيهُ إليه كونُ ميعاد الساعة غيبًا


لا أحدَ يعلم تأريخه و لا تحديده إلا الله ،


( يَسْأَلُونَكَ عَنْ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا * فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا * إِلَى رَبِّكَ مُنتَهَاهَا )


[النازعات: 42-44] .


و كونُ ظهورِ بعضِ الحوادثِ العالميّة أو الكوارِثِ الكونيّة و تطبيقُها


على أنها المقصودَة في الأشراط فباطلٌ لا يصحّ ، فالحذر الحذَر من الجزمِ


في تنزيل نصوصِ الوحي و أشراطِ الساعة على حوادثِ العصر و قضايا الواقِع


و وقائعِ هذا الزمان ، و التلبيس على الناس في ذلك ، و القطع بتحديدها ،


كما يحصل من بعض المفتونِين على نوازِلَ بأعيانها و أشخاص بذواتهم ،


و مرَدّ بيان ذلك إلى أهلِ العلم الربّانيِّين ،


و تلك الإشاعاتُ ـ على ما سبقَ ـ من صُغرى العلامات .


كما يُستَلطَف بالإشارةِ إلى أنّه ينبغي الاتعاظ و الاعتبار بقوارع الدهر و حوادث الكون ،


فما حصل بالأمس و يحصل اليوم ما هو إلا من آيات الله و نذره


( وما نرسل بالأيات إلا تخويفاً )


فالله الله في الرجوع إلى الله ، و محاسبة النفس قبل فوات الأوان ،


فالمؤمن كيس فطن ، و العاقل الحصيف من اتعظ بغيره و لم يتعظ به الآخرون .


أيها الإخوة في الله ، و مِنَ المبشِّراتِ في زمن التحدّيات


و في سياق الحديث عن أشراط الساعة قولُه صلى الله عليه و سلم


فيما أخرجه الشيخان من حديثِ أبي هريرةَ رضى الله تعالى عنه :


(( لا تقوم الساعةُ حتى تقاتِلُوا اليهودَ ، حتى يقولَ الحجر :


يا مسلم ، هذا يهوديّ ورائي فاقتله )) .


اللّهمّ يا مولاَنا و خالِقَنا و رازِقَنا ، انصرنا على أعدائنا ،


و ارحمنا و اغفِر لنا و اعفُ عنّا فضلاً وجودًا و منًّا لا باكتِسابٍ مِنَّا ،


و اختِم لنا أعمارنا بخير ، و اجعل عواقب أمورنا إلى خَير ،


و مُنَّ علينا بالتوبة و الإنابة ، و اجعَل بلادنا آمنة مطمئنة و سائر بلاد المسلمين ،


يا خيرَ مسؤول ، و يا أكرمَ مأمول .


هذا وصلّوا و سلّموا ـ رحمكم الله ـ على إمامِ الأنبياء و سيِّد البريّات ،


المبعوثِ رحمةً بختامِ الرّسالات ، و المُخبِر عن المغيَّبات بأصدَقِ البيِّنات ،


و على آلِه الطاهرين و زوجاته الطاهرات ، و صحبه البرَرَة بدورِ الدُّجُنّاتِ ،


كما أمركم ربكم بذلك في محكمِ الآيات ،


فقال تعالى و هو الصادق فى قيلِه و فى أحسن تنزيله قولاً كريمًا :


{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ


يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }


[الأحزاب: 56] .


اللّهمّ صلِّ و سلِّم و بارك على نبيِّنا محمَّد بن عبد الله ،


النّبيّ المصطفَى و الرسول المجتَبى و الحبيب المرتَضَى ،


و على آله و أصحابه و من سارَ على نهجِهم و اقتفى ،


يا خير من تجاوز و عفا .


اللَّهمّ أعزَّ الإسلام و المسلمين ، و أَذِلّ الشركَ و المشركين ، و دمّر أعداءَ الدين...


و الدعاء بما تحبون و من خالقكم ترجون


فأنه بنا لطيف خبير سبحانه و تعالى


أنتهت