المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رسائل متنوعة من موسوعة بوح الأقلام ( 97 )


حور العين
03-14-2016, 03:03 PM
من:الأخ الزميل / أبو مُهاب
رسائل متنوعة
من موسوعة بوح الأقلام
( 97 )

بوح 1

الزهد فى الدنيا

لا تتم الرغبة فى الآخرة الا بالزهد فى الدنيا
ولا يستقيم الزهد فى الدنيا الا بعد نظرين صحيحين
نظر فى الدنيا وسرعة زوالها وفنائها واضمحلالها ونقصها
وخستها وألم المزاحمة عليها والحرص عليها
وما فى ذلك من الغصص والنغص والانكاد

وآخر ذلك الزوال والانقطاع مع ما يعقب من الحسرة والأسف
فطالبها لا ينفك من هم قبل حصولها وهم حال الظفر بها وغم وحزن
بعد فواتها فهذا أحد النظرين

النظر الثاني النظر في الآخرة واقبالها ومجيئها ولا بد ودوامها وبقائها
وشرف ما فيها من الخيرات والمسرات
والتفاوت الذي بينه وبين ما هنا فهى كمال الله سبحانه والآخرة خير وأبقى
فهى خيرات كاملة دائمة وهذه خيالات ناقصة منقطعة مضمحلة

فاذا تم له هذان النظران آثر ما يقتضي العقل ايثاره وزهد
فيما يقتضي الزهد فيه فكل أحد مطبوع على ان لا يترك النفع العاجل
واللذة الحاضرة الى النفع الآجل واللذة الغائبة المنتظرة
الا اذا تبين له فضل الأجل على العاجل وقويت رغبته فى الأعلى
الأفضل فاذا آثر الفاني الناقص كان ذلك اما لعدم تبين الفضل له
وأما لعدم رغبته في الافضل

من كتاب الفوائد
لابن القيم رحمه الله

بوح 2

لعلها دعوة مظلوم

قيل ليحيى بن خالدٍ البرمكيِّ :

أرأيت هذه النكْبة ،
هل تدري ما سببُها ؟

قال :

لعلَّها دعوةُ مظلومٍ ،
سرتْ في ظلامِ الليلِ ونحنُ عنها غافلون .

من كتاب لا تحزن
للداعية الرائع د. عائض القرني

بوح 3

مقتطفات شعرية

والله لو عاش الفتى في عمرهِ ألفاً من الأعوامِ مالكَ أمره
متنعماً فيها بكلِ لذيذةٍ متلذذاً فيها بسكناَ قصره
لا يعتريه الهمُ طول حياته كلا ولا تردٌ الهمومُ بصدره
ما كان ذلك كلُه في أن يفي فيها بأولِ ليلةٍ في قبره

******

أتيتُ القبورَ فناديتُها أين المعظمُ والمحتقر ؟
تفانوا جميعاً فما مخبرٌ وماتُوا جميعاً ومات الخبر
فيا سائلي عن أناسٍ مضوا أما لك في ما مضى معتبر
تروحُ وتغدو بناتُ الثرى فتمحو محاسنَ تلك الصور.

******

ولدتك أمك باكيا مستصرخا والناس حولك يضحكون سرورا
فأعما لنفسك أن تكون إذا بكوا في يوم موتك ضاحكا مسرورا

******

بنتم وبنا فما أبتلت جوانحنا شوقا إليكم ولا جفت ماقينا
تكادُ حين تناجيكم ضمائرنا يقضي علينا الأسى لولا تأسينا
إن كان عز في الدنيا اللقاء ففي مواقف الحشر نلقاكم ويكفينا

******

فاعمل لدار غدا رضوان خازنها الجار أحمد والرحمن بانيها
قصورها ذهب والمسك طينتها والزعفران حشيش نابت فيها

من كتاب أول ليلة في القبر
للداعية الرائع عائض القرني

بوح 4

نماذج من خوف الصحابة

هذا الصديق يقول وددت اني شعرة في جنب عبد مؤمن ذكره أحمد عنه
وذكر عنه أيضا انه كان يمسك بلسانه ويقول هذا الذي أوردني الموارد
وكان يبكى كثيرا ويقول أبكوا فان لم تبكوا فتباكوا وكان اذا قام الى الصلاة
كأنه عود من خشية الله عز وجل واتي بطائر يقلبه ثم قال
ما صيد من صيد ولا قطعت من شجرة الا بما ضيعت من التسبيح
ولما احتضر قال لعائشة يا بنية اني أصبت من مال المسلمين
هذه العبادة وهذه الحلاب وهذا العبد فاسرعى به إلى بن الخطاب
وقال والله لوددت أني كنت هذه الشجرة تؤكل وتعضد
وقال قتادة بلغني ان أبا بكر قال ليتني خضرة تأكلني الدواب

وهذا عمر بن الخطاب قرأ سورة الطور إلى أن بلغ قوله

{ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ }

فبكى وإشتد بكاؤه حتي مرض وعادوه وقال لابنه وهو في الموت
ويحك ضع خدي على الأرض عاد ! أن يرحمني ثم قال ويل أمي
إن لم يغفر الله لي ثلاثا ثم قضى وكان يمر بالآية في ورده بالليل
فتختفه فيبقى في البيت أياما ويعاد ويحسبونه مريضا وكان فى وجهه
رضى الله عنه خطان أسودان من البكاء وقال له ابن عباس
مصر الله بك الامصار وفتح بك الفتوح وفعل وفعل فقال وددت
اني أنجو لا أجر ولا وزر

وهذا عثمان بن عفان كان اذا وقف على القبر يبكى حتى تبل لحيته
وقال لو اننى بين الجنة والنار لا أدري الى أيتهما يؤمر بي لاخترت
أن أكون رمادا قبل أن أعلم الى أيتهما أصير

وهذا على بن أبي طالب رضي الله عنه وبكاؤه وخوفه وكان يشتد خوفه
من أثنتين طول الامل واتباع الهوي قال فاما طول الامل فينسي الآخرة
وأما إتباع الهوي فيصد عن الحق ألا وإن الدنيا قد ولت مدبرة والآخرة
مقبلة ولكل واحدة منهما بنون فكونوا من أبناء الآخرة ولاتكونوا
من أبناء الدنيا فان اليوم عمل ولاحساب وغدا حساب ولا عمل

وهذا أبو الدرداء هذا الصديق يقول وددت اني شعرة في جنب
عبد مؤمن ذكره أحمد عنه وذكر عنه أيضا انه كان يمسك بلسانه
ويقول هذا الذي أوردني الموارد وكان يبكى كثيرا ويقول أبكوا
فان لم تبكوا فتباكوا وكان اذا قام الى الصلاة كأنه عود من خشية الله عز وجل
واتي بطائر يقلبه ثم قال ما صيد من صيد ولا قطعت من شجرة
الا بما ضيعت من التسبيح
ولما احتضر قال لعائشة يا بنية اني أصبت من مال المسلمين
هذه العبادة وهذه الحلاب وهذا العبد فاسرعى به إلى بن الخطاب
وقال والله لوددت أني كنت هذه الشجرة تؤكل وتعضد
وقال قتادة بلغني ان أبا بكر قال ليتني خضرة تأكلني الدواب

وهذا عمر بن الخطاب قرأ سورة الطور إلى أن بلغ قوله إن عذاب ربك
لواقع فبكى وإشتد بكاؤه حتي مرض وعادوه
وقال لابنه وهو في الموت ويحك ضع خدي على الأرض عاد !
أن يرحمني ثم قال ويل أمي إن لم يغفر الله لي ثلاثا ثم قضى
وكان يمر بالآية في ورده بالليل فتختفه فيبقى في البيت أياما ويعاد
ويحسبونه مريضا وكان فى وجهه رضى الله عنه خطان أسودان من البكاء
وقال له ابن عباس مصر الله بك الامصار وفتح بك الفتوح
وفعل وفعل فقال وددت اني أنجو لا أجر ولا وزر

وهذا عثمان بن عفان كان اذا وقف على القبر يبكى حتى تبل لحيته
وقال لو اننى بين الجنة والنار لا أدري الى أيتهما يؤمر بي لاخترت
أن أكون رمادا قبل أن أعلم الى أيتهما أصير

وهذا على بن أبي طالب رضي الله عنه وبكاؤه وخوفه وكان يشتد
خوفه من أثنتين طول الامل واتباع الهوي قال فاما طول الامل
فينسي الآخرة وأما إتباع الهوي فيصد عن الحق ألا وإن الدنيا
قد ولت مدبرة والآخرة مقبلة ولكل واحدة منهما بنون فكونوا من أبناء
الآخرة ولاتكونوا من أبناء الدنيا فان اليوم عمل ولاحساب
وغدا حساب ولا عمل

وهذا أبو الدرداء كان يقول إن أشد ما أخاف على نفسى يوم القيامة
أن يقال يا أبا الدرداء قد علمت فكيف عملت فيما علمت وكان يقول
لو تعلمون ما أنتم لاقون بعد الموت لما أكلتم طعاما على شهوة
ولا شربتم شرابا على شهوة ولادخلتم بيتا تستظلون فيه ولخرجتم
الى الصعدات تضربون صدوركم وتبكون على أنفسكم ولوددت
أني شجرة تعضد ثم تؤكل

وهذا عبد الله بن عباس كان أسفل عينيه مثل الشراك البالي
من الدموع , وكان أبو ذر يقول ياليتني كنت شجرة تعضد
وودت أني لم أخلق وعرضت عليه النفقة فقال عندنا عنز نحلبها
وحمر ننقل عليها ومحرر يخدمنا وفضل عباءة وإني أخاف الحساب فيها
وقرأ تميم الداري ليلة سورة الجاثية فلما أتي على هذه الآية

{ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ
أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ }

جعل يرددها ويبكى حتي أصبح
وقال أبو عبيدة بن الجراح وددت أني كبش فذبحني أهلى
وأكلوا لحمي وحسوا مرقى

من كتاب الجواب الكافي
لابن القيم رحمه الله