المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاخلاق المذمومه " الحسد " ( الجزء الأول - 07 )


حور العين
04-03-2016, 01:04 PM
من: الأخت / غـــرام الغـــرام
الاخلاق المذمومه " الحسد "
( الجزء الأول - 07 )

معنى الحسد لغةً واصطلاحًا

معنى الحسد لغةً :

الحسد مصدره حسده يَحْسِدُه ويَحْسُدُه، حَسَدًا وحُسودًا وحَسادَةً،
وحَسَّدَه: تمنى أن تتحول إليه نعمته وفضيلته،
أو يسلبهما، وحَسَدَهُ الشيءَ وعليه .

معنى الحسد اصطلاحًا:

وقال الجرجاني :

[ الحسد تمني زوال نعمة المحسود إلى الحاسد .]

وقال الكفوي :

[ الحسد : اختلاف القلب على الناس ؛
لكثرة الأموال والأملاك . ]

وعرفه الطاهر بن عاشور فقال :

[ الحسد : إحساس نفساني مركب من استحسان نعمة في الغير،
مع تمني زوالها عنه؛ لأجل غيرة على اختصاص الغير بتلك الحالة،
أو على مشاركته الحاسد ]

ذم الحسد والنهي عنه

أولًا في القرآن الكريم
ثانيًا في السنة النبوية

أولًا : في القرآن الكريم :

قال تعالى :

{ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِن شَرِّ مَا خَلَقَ
وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ
وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ }
[ سورة الفلق ] .

وقال تعالى :

{ وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ
كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ }
[ البقرة : 109] .

قال تعالى :

{ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ
فَقَدْ آتَيْنَآ آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا }
[النساء : 54 ].

ثانيًا : السنة النبوية :

عن أنس بن مالك رضي الله عنه ،
أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

( لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا ،
وكونوا عباد الله إخوانًا )

قال ابن بطال :

( وفيه : النهي عن الحسد على النعم ،
وقد نهى الله عباده المؤمنين
عن أن يتمنوا ما فضل الله به بعضهم على بعض،
وأمرهم أن يسألوه من فضله )

وقال الباجي :

( أن تنافس أخاك في الشيء حتى تحسده عليه،
فيجر ذلك إلى الطعن والعداوة، فذلك الحسد ).

الفرق بين الحسد وبعض الصفات

الفرق بين الحسد والغبطة

قال ابن منظور:

[ الغبط أن يرى المغبوط في حال حسنة،
فيتمنى لنفسه مثل تلك الحال الحسنة، من غير أن يتمنى زوالها عنه،
وإذا سأل الله مثلها فقد انتهى إلى ما أمره به ورضيه له،
وأما الحسد فهو أن يشتهي أن يكون له ما للمحسود،
وأن يزول عنه ما هو فيه ]

وقال الرازي :

[ إذا أنعم الله على أخيك بنعمة ؛ فإن أردت زوالها فهذا هو الحسد ،
وإن اشتهيت لنفسك مثلها فهذا هو الغبطة ]

وقد تسمى الغبطة حسدًا كما جاء في حديث عبد الله بن مسعود،
أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

( لا حسد إلا في اثنتين :
رجل آتاه الله مالًا فسلط على هلكته في الحق،
ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها )

وقد فسر النووي الحسد في الحديث فقال :

[ هو أن يتمنى مثل النعمة التي على غيره
من غير زوالها عن صاحبها ]

الفرق بين الحسد والمنافسة والمسابقة :

قال ابن القيم :

[ للحسد حدٌّ، وهو المنافسة في طلب الكمال،
والأنفة أن يتقدَّم عليه نظيره،
فمتى تعدَّى ذلك صار بغيًا وظلمًا يتمنى معه زوال النعمة عن المحسود،
ويحرص على إيذائه ]

وقال الغزالي :

(والمنافسة في اللغة مشتقة من النفاسة ،
والذي يدلُّ على إباحة المنافسة قوله تعالى :

{ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ }
[ المطففين : 26 ]،

وقال تعالى :

( سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ )
[ الحديد : 21 ]،

وإنما المسابقة عند خوف الفوت ؛
وهو كالعبدين يتسابقان إلى خدمة مولاهما،
إذ يجزع كلُّ واحد أن يسبقه صاحبه
فيحظى عند مولاه بمنزلة لا يحظى هو بها