المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ممن توفي سنة ثمان وستين وثلاثمائة


حور العين
04-07-2016, 11:45 AM
من:الأخ / مصطفى آل حمد
ممن توفي سنة ثمان وستين وثلاثمائة
من كتاب البداية و النهاية لابن كثير يرحمه الله

وممن توفي فيها من الأعيان‏:‏

العقيقي

صاحب الحمام والدار المنسوبتين إليه بدمشق بمحلة باب البريد، واسمه
أحمد بن الحسن القعقيقي بن ضعقن بن عبد الله بن الحسين الأصغر
بن علي بن الحسن بن علي بن أبي طالب، الشريف أبو القاسم
الحسين القعقيق‏.‏

قال ابن عساكر‏:‏ كان من وجوه الأشراف بدمشق وإليه تنسب الدار
والحمام بمحلة باب البريد‏.‏

وذكر أنه توفي يوم الثلاثاء لأربع خلون من جمادى الأولى منها، وأنه
دفن من الغد وأغلقت البلد لأجل جنازته، وحضرها نكجور وأصحابه –
يعني نائب دمشق - ودفن خارج باب الصغير‏.‏

قلت‏:‏ وقد اشترى الملك الظاهر بيبرس داره وبناها مدرسة ودار حديث
وتربة وبها قبره، وذلك في حدود سنة سبعين وستمائة كما سيأتي بيانه‏.‏

أحمد بن جعفر

ابن مالك بن شبيب بن عبد الله أبو بكر بن مالك القطيعي - من قطيعة
الدقيق ببغداد - راوي مسند أحمد عن ابنه عبد الله، وقد روى عنه غير
ذلك من مصنفات أحمد، وحدث عن غيره من المشايخ، وكان ثقة كثير
الحديث، حدث عنه الدارقطني، وابن شاهين، والبرقاني، وأبو نعيم،
والحاكم، ولم يمتنع أحد من الرواية عنه ولا التفتوا إلى ما طعن عليه
بعضهم وتكلم فيه، بسبب غرق كتبه حين غرقت القطيعة بالماء الأسود،
فاستحدث بعضها من نسخ أخرى، وهذا ليس بشيء، لأنها قد تكون
معارضة على كتبه التي غرقت والله اعلم‏.‏

ويقال‏:‏ إنه تغير في آخر عمره فكان لا يدري ما جرى عليه،
وقد جاوز التسعين‏.‏

تميم بن المعز الفاطمي

وبه كان يكنى، وقد كان من أكابر أمراء دولة أبيه وأخيه العزيز، وقد
اتفقت له كائنة غريبة وهي أنه أرسل إلى بغداد فاشتريت له جارية مغنية
بمبلغ جزيل، فلما حضرت عنده أضاف أصحابه ثم أمرها فغنت - وكانت
تحب شخصاً ببغداد -‏:‏

وبدا له من بعد ما انتقل الهوى * برق تألق من هنا لمعانه

يبدو لحاشية اللواء ودونه * صعب الذرى متمنع أركانه

فبدا لينظر كيف لاح فلم يطق * نظراً إليه وشده أشجانه

فالنار ما اشتملت عليه ضلوعه * والماء ما سمحت به أجفانه

ثم غنته أبياتاً غيرها فاشتد طرب تميم هذا، وقال لها‏:‏ لا بد أن تسأليني
حاجة، فقالت‏:‏ عافيتك‏.‏

فقال‏:‏ ومع العافية‏.‏

فقالت‏:‏ تردني إلى بغداد حتى أغني بهذه الأبيات، فوجم لذلك ثم لم يجد بداً
من الوفاء لها بما سألت، فأرسلها مع بعض أصحابه فأحجبها ثم سار بها
على طريق العراق، فلما أمسوا في الليلة التي يدخلون فيها بغداد من
صبيحتها، ذهبت في الليل فلم يدر أين ذهبت، فلما سمع تميم خبرها شق
عليه ذلك وتألم ألماً شديداً، وندم ندماً شديداً حيث لا ينفعه الندم‏.‏

أبو سعيد السيرافي

النحوي الحسن بن عبد الله بن المرزبان، القاضي، سكن بغداد وولي
القضاء بها نيابة، وله ‏(‏شرح كتاب سيبويه‏)‏، و‏(‏طبقات النحاة‏)‏، روى
عن أبي بكر بن دريد وغيره، وكان أبوه مجوسياً، وكان أبو سعيد هذا
عالماً باللغة والنحو والقراءات والفرائض والحساب وغير ذلك من
فنون العلم‏.‏

وكان مع ذلك زاهداً لا يأكل إلا من عمل يده، كان ينسخ في كل يوم عشر
ورقات بعشرة دراهم، تكون منها نفقته، وكان من أعلم الناس بنحو
البصريين، وكان ينتحل مذهب أهل العراق في الفقه، وقرأ القراءات
على ابن مجاهد، واللغة على ابن دريد، والنحو على ابن سراج
وابن المرزبان، ونسبه بعضهم إلى الاعتزال وأنكره آخرون‏.‏
توفي في رجب منها عن أربع وثمانين سنة، ودفن بمقبرة الخيزران‏.‏

عبد الله بن إبراهيم

ابن أبي القاسم الريحاني، ويعرف بالأبندوني، رحل في طلب الحديث إلى
الآفاق، ووافق ابن عدي في بعض ذلك، ثم سكن بغداد وحدث بها عن
أبي يعلى، والحسن بن سفيان، وابن خزيمة وغيرهم، وكان ثقة ثبتاً، له
مصنفات زاهداً، روى عنه البرقاني وأثنى عليه خيراً، وذكر أن أكثر أدم
أهله الخبز المأدوم بمرق الباقلا، وذكر أشياء من تقلله وزهده وورعه،
توفي عن خمس وتسعين سنة‏.‏

عبد الله بن محمد بن ورقاء

الأمير أبو أحمد الشيباني من أهل البيوتات والحشمة، بلغ التسعين سنة،
روى عن ابن الأعرابي أنه أنشد في صفة النساء‏:‏

هي الضلع العوجاء لست تقيمها * ألا إن تقويم الضلوع انكسارها

أيجمعن ضعفاً واقتداراً على الفتى * أليس عجيباً ضعفها واقتدارها

قلت‏:‏ وهذا المعنى أخذه من الحديث الصحيح‏:‏

‏(‏‏ ‏إن المرأة خلقت من ضلع أعوج، وإن أعوج شيء في الضلع
أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن استمتعت بها استمتعت
بها وفيها عوج‏ ‏‏)‏‏.‏

محمد بن عيسى

ابن عمرويه الجلودي راوي صحيح مسلم، عن إبراهيم بن محمد
بن سفيان الفقيه، عن مسلم بن الحجاج، وكان من الزهاد، يأكل من كسب
يده من النسخ، وبلغ ثمانين سنة‏.