المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا تغامر بثمرة فؤادك 03


vip_vip
03-08-2011, 11:45 AM
لا تغامر بثمرة فؤادك


محمود الزاهد


الجزء الثالث






ولكن نلفت نظر الآباء إلى أنَّ الاهتمام بالبِناء النَّفسي لدى الطِّفل، وعدمَ التعامل بارتجاليَّة مع مشاعره وانفعالاته، خاصَّة في سنِي عمرِه الأولى؛ الأمر الذي سوف يؤثِّر في تكوين الشخصية، وينعكس على سلوكيَّات الطفل ونشاطاته فيما بعد، مِمَّا يَحدو بالآباء والمربِّين إلى إدراك ضرورة التأهيل التربويِّ والنَّفسي للقيام بالعمليَّة التربوية بشكل صحيح.
ومن الأمور الْمُعينة على هذا التأهيل والتدريب، واكتساب الخِبْرات في هذا المَجال باختصارٍ:
• معرفةُ حجم المسؤوليَّة التي استرعاكَها الله - عزَّ وجلَّ - وضرورة أداء الأمانة الموكلة إليك، ومن ثَمَّ الاستعانة والضَّراعة إلى الله أن يوفِّقَك في أدائك حقوق أبنائك، وحسن رعايتهم وتنشئتِهم.
• مُطالَعة سيرة الرَّسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - فهو الْمُربِّي الأُسْوة لِخَيْر أمَّة أُخْرِجت للناس، ومنه يُستَقى المنهج.
• الدِّراسة النظرية لِمَنهج التربية الإسلامية؛ لتوضيحِ الرؤية، ومعرفة أهداف التربية الإسلامية، ومعالم الْمَنهج التربوي، وعدم الاغترار بالْمَناهج غير الإسلاميَّة في تفسير السُّلوك وتربية النَّشْء، ومن الكتب الرَّائدة في هذا المَجال كتابُ: "منهج التربية الإسلامية" للأستاذ محمد قطب.
• الاطِّلاع على الدِّراسات العمَليَّة والْخِبْرات التطبيقيَّة، الخاصَّة بالتعرُّف على أَنْماط السُّلوك لدى الطِّفل في كلِّ مرحلة، ومِن ثَمَّ تدعيم السُّلوك الإيجابي، واحتواء السُّلوك السلبِي.
• التدريب على مُمارسة المهارات العمَليَّة في مثلِ: إجراء حوارٍ ناجح مع طفْلِك، وتَجاهُل بعض أخطائه؛ تَمهيدًا لإثنائه عنها، وتَخليص الطِّفل من بعض العادات السيِّئة... إلخ.
• المرونة في التطبيق بمعنى أن التعامل مع الأطفال يختلف بحسب اختلاف شخصية الطفل وميوله، وبالتالي فإن الأسلوب الذي يؤدي إلى استجابة الطفل وإثارته هو أنجح الأساليب في الوصول إلى هدف تربوي.
ونضرب على ذلك مثالاً: لعلاج سلوك الخوف مثلاً عند الطفل يُمكن ذلك من خلال تعريض الطِّفل لأُمور مفاجِئَة غير مستعدٍّ لَها، ولكنَّه قادر على تَحمُّلها، وفي حالة تَحمُّلها يُكْسِبه ذلك الثِّقةَ بنفسه، وأنه قادِرٌ على مُواجهة الْمَخاوف، ونكون بذلك ساعَدْناه على التخلُّص من هذا الشُّعور السلبِي، ولكنَّ هذه الطريقة قد تؤدِّي في نفْسِ الوقت إلى تعزيز شعوره بالْخَوف؛ خاصَّة إذا لَم يستطع استيعابَ هذا الموقف المفاجئ.
إذًا فعلى المربِّي أن يتَّسِم بالمرونة في تطبيق النَّماذج والْمَهارات العمَليَّة، وانتقائها بِحَسب ما يَصْلح للشخصيَّة الْمُواجِهة.






وللحديث بقية إن شاء الله