المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 59 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان : ( عيد الحب )


vip_vip
03-13-2011, 12:48 PM
59 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان : ( عيد الحب )
الأخ فضيلة الشيخ / نبيل عبدالرحيم الرفاعى


أمام و خطيب مسجد التقوى - شارع التحلية - جدة
حصريــاً لبيتنا و لتجمع الجروبات الإسلامية الشقيقة
و سمح للجميع بنقله إبتغاء للأجر و الثواب
================================================== ================================










59 - خطبتى الجمعة بعنوان ( عيد الحب )


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته



الحمد لله العزيز الغفّار، يولج النهار في الليل و يولج الليل في النهار ،


يعلم غيب السموات و الأرض


{ لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ }


[الأنعام :103] ،


و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،


و أشهد أن سيدنا و نبينا محمّدًا عبد الله و رسوله ،


نصح الأمّة بهديه و أنار ، و محا عنها لوثة الجاهلية و الشنار ،


فصلوات الله و سلامه عليه ، و على آله و أصحابه ما أدبر الليل و أقبل النهار ،


و سلّم تسليما كثيرا .


أمــــا بعــــد :


فإنّ الوصيّة المبذولة لنا و لكم ـ عباد الله ـ هي تقوى الله سبحانه


و خشيته في الغيب و الشهادة ،


و لزومُ هدي نبيّه صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم ،


و إيّاكم ومحدثات الأمور ؛ فإنّ كلَّ محدثة بدعة ، و كلّ بدعة ضلالة .


أيّها الناس ، إنَّ قوَّةَ المسلم و رفعتَه و علوَّ شأنه لتكمُنُ بوضوحٍ في مدى


إعتزازِه بدينه و تمسُّكِه بعقيدَتِه و أخلاقِه و مبادئه ،


و بُعدِه عن لوثةِ التقليد الأعمى و التبعيةِ المقيتة وراء المجهول .


و إنَّ على رأس الاعتزاز و الرّفعةِ التي هي مطلَب منشود لكلّ مجتمع ـ


و لا سيما المجتمعات المسلمة ـ هو الاتباعَ و الاقتداء لهديِ المصطفى


صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم و البُعدَ عن الإحداث و الابتداع ،


إتِّباعًا مِلؤه التأسِّي المخلِص و المحبّة الدّاعَّةُ إليه ،


إتباعًا يُشعِر كلَّ مسلم و مسلمةٍ أن الخضوعَ في الدين و الخلق الأدب


إنما هو لله الواحِدِ الأحد ؛


إذ كيف يحلو دين لا خضوعَ فيه و لا إتباع ؟! :


{ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ


فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }


[الأنعام:153] ،


فكلُّ سبيلٍ غير صِراط الله عليه شيطانٌ يدعو إِليه ، فيحبِّب سالكيه إلى البدَع ،


و يبعِدهم عن السنّة ، و هي مرحلة من مراحلِ المراغمةِ بين الشيطان و بني آدم ،


أيّها المسلمون ، لقد كان مِن أسُسِ محبَّة الله جل و علا من قِبَل عباده


أن يجعَلوا من وسائل هذه المحبّة الإتباعَ الصادقَ لنبيّه


صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم ؛ ليحسنَ القصد و يصدُق الزّعم ، :


{ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ *


قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ }


[آل عمران:31، 32] .


عبادَ الله ـ إن البِدَع و المحدثاتُ التي تقَع في المجتمعاتِ كالطوفان المغرِق ،


بيدَ أن السنّةَ الصّحيحة و الإتِّباع الصادِق هما سفينةُ نوح التي من رَكِبها فقد نجا


و مَن تركها غَرق ، و لا عاصم من أمر الله إلا من رحم .


في الصحيحَين من حديث أم المؤمنين أمنا السيدة عائشةَ رضي الله تعالى عنها و عن أبيها


أنَّ رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم قال :


(( مَن أحدث في أمرِنا هذا ما ليسَ منه فهوَ ردّ )) ،


و في روايةٍ لمسلم :


(( كل عملٍ ليس عليه أمرُنا فهو ردّ )) .


فهَذا الحديث ـ عبادَ الله ـ أصل عظيم جامع من أصولِ الإسلام ،


و هو كالميزان للأعمال في ظاهِرِها ، فكلُّ عملٍ لا يكون عليه أمرُ الله


و لا أمرُ رسوله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم فليس مِنَ الدين في شيءٍ .


إنَّ الناظرَ في أحوالِ المسلمين و مبادِئِهم ليَحكُم حكمًا لا ريبَ فيه و لا فُتون


بأنَّ أهل الإسلام لا بد أن يراجِعوا أوضاعَهم ليصحّحوها ،


و أنّ عليهم أن يكونوا أمّةً متبوعة لا تابعة ، أمّةً لها ثقلُها الثقافيّ و الأخلاقي ،


أمّة لها مصدرها و وِردها الخاصّ الذي لا يساويه وِ رد و لا مصدَر في الوجود ،


أمّةً تسبِق جميعَ الثقافات و الحضارات بما لديها من مقوِّمات الاعتزاز و الرفعة و الغلبة ،


لا سيّما على المستوَى العقديّ و الأخلاقيّ .


و لكن الناظر في أحوال أبنائها يرى بكل أسف التراجُعَ في الاعتزاز و الأمتياز


أمامَ الغارة الأجنبيّة الكالحة ، و يرَى المشابهة الحثيثة التي تفقِد بعضَ المسلمين


هويّتهم و تميّزَهم الخلقي و العقدي ،


كلّ ذلك نتيجة تقصير في التوعيةِ أورثَ هذا الإنقياد و التبعية المقيتة ؛


ليحلّ ببعضِ المجتمَعات


ما ذكره المصطفى صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم بقوله :


(( لتركَبنّ سننَ من كان قبلكم حذوَ القذّة بالقذّة ،


حتى لَو دخلوا جحرَ ضبٍّ لدخلتُموه )) ،


قالوا : يا رسولَ الله ، أاليهود و النصارى ؟


قال :


(( فمن؟! ))


رواه البخاريّ و مسلم ،


و ليصدُقَ فيهم ما ذكَره ابن مسعودٍ رضي الله تعالى عنه حينَ قال :


( أنتم أَشبَه الأمَمِ ببني إسرائيل سمتًا و هَديًا ، تتَّبعون عمَلَهم حذوَ القذّة بالقذّة ،


غير أني لا أدري أتعبدون العجل أم لا ) .


و مَع ذلك كلِّه ـ عباد الله ـ فإنَّ لدى الناس من الفطرةِ و النشأة المتينة


و التأصيلِ ما يمكن من خِلاله يقظةُ النائمين و إِذكاء مبدأ تدافع العوائِد و العقائد ،


و الغلبةُ بلا شكّ للحقيقةِ التي لا تنقَطع البتة ،


و إن خفَتَ توهّجُها حينًا بعد آخر إلا أنّنا نرى وميضَ برقها يلوح في أفئدةِ


الغيورين من بني الإسلام ؛ حتى يتَّضح لكل متبصر أنّ صراع الثقافات


و إن كان قويَّ الفتك لأوّل وهلةٍ إلا أنّه سريع العطَب أمام المعتزِّ بدينه و هويّته ؛


إذِ الهوية المسلمة قد يعترِيها المرض أحيانًا غير أنها لا تموت قَطعًا ،


معاشر المسلمين : إنَّ من الأمور المحزنةِ و القضايا المفزِعة انسياقَ


بعض المسلمين وراءَ طبائع و عاداتِ و معتقدات غير المسلمين ،


من خلالِ الانخراط معهم في أعيادِهم و عوائدهم و عاداتهم التي حرَّمها دينُنا الحنيف ،


و حذّرنا أشدَّ التحذير من الوقوعِ في أتُّونها .


و مما يزيد الأمرَ عِلّةً أن نرَى فئامًا من البُسَطاء ينساقون وراء ذلكم ،


فيحاكون مواقعِيها زاعمين أنَّ في ذلك نوعًا من المجاراة الإيجابيّة


و التلاقح في العاداتِ و الثقافات ، فصال كثيرون و جالوا في ذلِك ،


حتى أصبح المرء يعرِف منهم و ينكر .


و على رأسِ ما ينكره المرءُ العاقل هو التأثّر و التأثير في أعيادِ غيرِ المسلمين


و إستسهال مثل ذلك الأمرِ بحجّة أنَّ الأنفتاح العالميَّ لم يضع بين الناس


فوارقَ و خصائص ، و أنَّ الاشتراك في الأعياد و المناسباتِ العقديّة لا ينبغي


أن تقفَ دونَه المِلَل ، و هذا أمرٌ جِدّ خطير .


و إِن شِئتم فانظُروا ـ يرَعاكم الله ـ ما وقَع من التأثير فيما يُسمّى :


" عيد الحبّ " أو " عيد الأمّ "


أو ما شاكَل ذلك بين صفوف المسلمين دون أن يعلَموا حقائقها و ما تتضمّنُه


في طيّاتها من مخاطرَ على عقيدة المسلم و خلُقه ،


و ما يقع فيه معاقِروها من مخالفةٍ لهديِ النبي صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم


و أرتكابٍ لما نهى عنه من مخالفةِ غير المسلمين .


و المشاهدُ لأصداءِ ما يُسمّى : " عيد الحبّ " ليوقن حقًّا درجةَ الغفلة و السّذاجة


التي تنتَاب شبابَ المسلمين و فتياتهم في السباقِ المحموم


وراء العوائدِ الأجنبية عن دينهم ، دون أن يكلّفوا أنفسَهم معرفةَ أصولِ تلكم العوائد .


و يَزداد الأسف حين يغيب الوعيُ عن كثير من ضحايا ذلكم التغريب


بأنَّ أصلَ عيدِ الحبّ عادة احتفاليّة يرجع تاريخها في بعضِ الروايات


إلى القرنِ الثالث الميلاديّ ؛ إحياءً لذكرى رجلٍ رومانيّ كان يبرِم عقودَ الزواج


سِرًّا لجنود الحرب الذين مُنِعوا من ذلك لئلاّ ينشغلوا بالزواج عن الحروب ،


حتى افتضحَ أمر ذلك الرجل ، و حُكم عليه بالإعدام ، فجعلوا يومَ إعدامه عيدًا


و ذِكرى يتهادَون فيها الورودَ و رسائلَ الغرام ، بل تجاوز الأمرُ أبعدَ من ذلك ،


حتى صارَ يومًا للإباحيّة عند بعض غيرِ المسلمين ،


و هو في الوقت الحاضِر يُعَدّ يوم عيد للعشّاق و المحبّين ،


يعبِّرون من خلاله باللّون الأحمر في لباسِهم و ورودِهم و رسائلهم و غير ذلكم .


و دينُنا الحنيف دينٌ سماويّ و رسالة عالميّة ، لها أثرها الإيجابيّ في المجتمعات ،


فلم يكن الإسلامُ يومًا ما محلاًّ لحصرِ المحبّة في يومٍ واحد ،


أو محلاًّ للبرّ بالأم في ليلةٍ واحدة ،


بل إنّه دين المحبّة و البرّ و المودّة في كلّ آنٍ و حين ،


فلقد صَحّ عن النبيّ صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم أنه قال :


(( و الذي نفسي بيدِه، لا تدخلوا الجنة حتى تؤمِنوا ،


و لا تؤمنوا حتى تحابّوا )) .


أعوذ بالله من الشيطان الرجيم


{ ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنْ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ *


إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنكَ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ


وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ *


هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ }


[الجاثية:18-20].


بارك لي و لكم في القرآن العظيم ، و نفعني و إياكم بما فيه من الآيات و الذكر الحكيم .


قد قلت ما قلت ، إت صوابًا فمن الله ، و إن خطأً فمن نفسي و الشيطان ،


و أستغفر الله إنه كان غفّارًا .



http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f28430%5fAOUNw0MAAWVaTV3W8Aev907By iI&pid=1.8&fid=adnan&inline=1



الحمد لله على جزيل النعماء و الشكر له على ترادف الآلاء ،


و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،


و أشهد أن سيدنا و نبينا محمدا عبده و رسوله إمام المتقين و سيد الأولياء ،


صلى الله و سلم و بارك عليه و على آله الأصفياء ، و أصحابه الأتقياء ،


و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين و سلم تسليما .


أمــا بعـــد :


فاتقوا الله معاشر المسلمين . و أعلموا أنَّ للإسلام من الخصوصيّة و الامتياز


ما لا يجوزُ في مقابلِه الوقوع في خصائص غيرِه ،


فإنَّ النبيَّ صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم


قدِم المدينة و لهم يومان يلعبون فيهما ، فقال :


(( ما هَذان اليومَان ؟ )) ،


قالوا: كنّا نلعب فيهما في الجاهليّة ،


فقال رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم :


(( إنَّ الله قد أبدَلَكما خيرًا منهما : يومَ الأضحى و يوم الفطر ))


رواه أحمد و أبو داودَ و النسائيّ ،


و في الصحيحَين أن النبي صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم قال :


(( إنّ لكل قوم عيدًا، و هذا عيدنا )) ،


و قد صحَّ عن النبي صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم أنّه قال :


(( من تشبَّه بقومٍ فهو منهم ))


رواه أحمد و أبو داودَ .


و مِن هنا نعلم ـ عبادَ الله ـ أنَّ المشاركين من المسلمين في مثلِ هذه الأعياد


قد وقَعوا فيما نُهِي عنه ، ويَكونونَ بذلك قد ارتَكبوا مفسدتين :


أولاهما : مفسدَة موافقة غيرِ المسلمين ،


و الثانية : مفسدَة ترك مصلحةِ مخالفتهم ،


و الله جلّ و علا يقول :


{ وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنْ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ


مَا لَكَ مِنْ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا وَاقٍ }


[الرعد:37] .


هذا، و صلّوا ـ رحمكم الله ـ على خير البريّة و أزكى البشرية محمّد بن عبد الله ،


فقد أمركم الله بأمر بدأ فيه بنفسه ، وثنّى بملائكتِه المسبِّحةِ بقدسه ،


و أيّه بكم أيّها المؤمنون ،


فقال عز و جل خير و أصدق قائل سبحانه :


{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }


[الأحزاب:56] .



اللّهمّ صلِّ و سلِّم و بارك على عبدِك و رسولك محمّد الأمين ،


و آله الطيِّبين الطاهِرين ، و أزواجِه أمُهاتنا أمَّهات المؤمنين ،


و أرضَ اللَّهمَّ عن الخلفاء الأربعةِ الراشدين ؛ أبي بكر و عمَرَ و عثمان و عليّ ،


و عن الصحابةِ أجمعين ، و التابعين و مَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ،


و عنَّا معهم بعفوِك و جودِك و كرمك و إحسانك يا أكرمَ الأكرمين .


اللّهمّ أعِزَّ الإسلام و المسلمين ، و أذلَّ الشركَ و المشركين ،


و أحمِ حوزةَ الدّين ، و أنصر عبادَك المؤمنين...


ثم الدعاء بما ترغبون من فضل الله العلى العظيم الكريم


أنتهت